علمت “الحياة” أن اتفاقا على تهدئة السجالات التي تصاعدت بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط جرى التوصل إليه ليل أول من أمس، وعمم كليهما على قيادتي التنظيمين بالتزام وقف التراشق الإعلامي والتصريحات.
وقالت مصادر في “تيار المستقبل” و”الاشتراكي” ل”الحياة” إن اتصالات جرت ليل الإثنين بين كل من نائب رئيس المكتب السياسي ل”المستقبل” الوزير السابق باسم السبع والنائب وائل أبو فاعور جرى خلالها التوافق على التهدئة تمهيدا لمناقشة الخلافات التي حصلت وأسبابها لاحقا. ووافق كل من الحريري وجنبلاط على هذا المسعى، فيما قال أكثر من مسؤول في “الاشتراكي” إنه سيواصل سياسة الاعتراض على بعض التوجهات السياسية والاقتصادية التي لا يرى أنها مفيدة، داخل الحكومة والمؤسسات وبهدوء.
وذكر مصدر في “الاشتراكي” ل”الحياة” أن أكثر من فريق دخل على خط التهدئة بين الحريري وجنبلاط وأن “المصلحين وذوي النيات الطيبة كثر”.
وينتظر أن يزور وزيرا التربية أكرم شهيب والصناعة أبو فاعور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم في إطار اللقاءات التي أعلن أن حزبه سيجريها مع الرؤساء الثلاثة لإبلاغهم بالهوجس التي أثارها في تصريحه الأحد الماضي حول تجاهل اتفاق الطائف وحول السياسات المتبعة ضد “الحزب الاشتراكي” في منطقة الجبل، وفي شأن بعض التلزيمات التي حصلت أخيرا والتصرف بالتراضي في اتفاقات تمس القطاع العام مثل مصفاة طرابلس ومعمل دير عمار لإنتاج الكهرباء.
وكان عضو كتلة التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى أكد دخول رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط التهدئة بين بيت الوسط والمختارة.
وأوضح في تصريح لـ”المركزية” ان بري التقى ليل أول من أمس وفدا من “الاشتراكي” وذلك اثر اتصال جرى بينه وبين جنبلاط، حول حصر الخلاف وعدم السماح للاختلاف الحاصل حول تركيبة الحكومة الجديدة بالاتساع.
واشار موسى الى ان للزعيم الجنبلاطي حساباته السياسية وحساسياته المناطقية في ما يتعلق بمسار الامور في منطقة الجبل عموما وعلى المستوى الدرزي خصوصا.
من جهة ثانية أكد النائب هادي أبو الحسن gقناة “أم.تي.في” أن “قنوات التواصل فتحت مساء الإثنين بين “بيت الوسط” و”كليمنصو”، وهناك اتفاق على ضبط الخطاب”. ولفت إلى “رغبة جدية لدى الرئيس الحريري ورئيس الإشتراكي وليد جنبلاط لإعادة إحياء التواصل والإستمرار في النقاش في شأن المسائل الخلافية في هدوء”.
إلا أنه أوضح “أننا مستمرون في النقاش وندعو الرئيس الحريري وفريقه إلى أن يتمتعوا برحابة الصدر الكافية لأننا لن نساير أحدا بعد اليوم، لا في مجلس الوزراء، ولا في المجلس النيابي، بل سنتحدث باسم الناس وندافع عن حقوق اللبنانيين”.
اضاف: “لسنا موافقين على الاسلوب المعتمد في إدارة شؤون الدولة وسنتصدى له بهدوء ونقاش وصلابة”.
وتابع: “حذار الأحادية والثنائية والثلاثية، والبلد لا يحتمل تجاوز التوازن الدقيق الذي أرساه الطائف”، واعتبر أن الحكومة تشكلت وأمامنا تحديات كثيرة وعلينا أن ننخرط جميعا في عملية انقاذ البلد”، لافتا إلى أن “لبنان لا يحتمل جبهات ومحاور جديدة وإنما يحتاج إلى التضامن لإنقاذ الوضع الاقتصادي”، مشيرا إلى “أننا سنكون في مواجهة أي محاولة للمس بالتوازن السياسي وبالمال العام”.
وعن موقف “اللقاء الديمقراطي” و”الحزب التقدمي الإشتراكي” من تسمية وزير شؤون النازحين قال أبو الحسن: “عتبنا على الرئيس الحريري الذي لم يفاتحنا ببعض الاسماء والحقائب الحساسة والدقيقة”. واضاف: لم نناقش موضوع وزارة شؤون النازحين ونحن لا مشكلة لدينا مع أحد ونعتز بأننا أرسينا المصالحة مع البطريرك صفير وطالبنا بإقفال ملف المهجرين”.
وبالنسبة إلى وزارة المهجرين (حيث تردد أن جنبلاط انزعج من تسمية غسان عطا الله من دون إبلاغه بذلك مسبقا) قال ابو الحسن: “لا مشكلة لدينا مع أحد ونعتز ونفتخر بأننا أرسينا المصالحة ووصلنا الى خواتيمها”.
لكنه حذر “من تحويل ملف المهجرين إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية ونخشى على استغلال هذا الملف لحسابات سياسية أخرى”.