برلمان لبنان يمنح حكومة الحريري الثقة بـ111 صوتاً… وحجب 6 نواب و”حزب الله” يطوّق تداعيات السجال باعتذار وطلب شطب كلام الموسوي
على وقع ارتداد السجال الذي حصل في جلسة الاربعاء الصاخبة، بين نواب “الكتائب” وعضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، الذي أثار كلامه في حق الرئيس بشير الجميل، والرئيس ميشال عون، احتداما سياسيا، انهى المجلس النيابي اللبناني، في خامس جولة ماراتونية له بدات الثالثة بعد الظهر وأستغرقت أكثر من 8 ساعات، جلسة مناقشة البيان الوزاري، برئاسة رئيس المجلس نبيه بري وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري. اذ بلغ عدد الذين تحدثوا على مدى ثلاثة ايام 54 نائبا. وبعد رد الحريري على مداخلات وملاحظات النواب بعيد العاشرة والنصف مساء
طالبا “ثقة المجلس النيابي الكريم”. كانت الساعة تشير الى الحادية عشر ليلا فدعا بري الى التصويت فنالت الحكومة ثقة مجلس النواب بـ 111 صوتاً من أصل 117 نائباً حاضرا، وحجب كل من النواب: جميل السيد واسامة سعد وسامي الجميل والياس حنكش ونديم الجميل وبولا يعقوبيان الثقة عنها.
جلسة الأمس شهدت وفق مصادر نيابية لـ “الحياة” نقلة نوعية، من “حزب الله” في اتجاه التهدئة عكسه بيان الاعتذار المكتوب الذي قرأه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، عما وصفه تجاوز احد اعضاء الكتلة “الحدود المرسومة للغة “حزب الله” المعهودة في التخاطب، طالبا شطبه من محضر الجلسة.
وكانت اجتماعات الكتل البرلمانية المسيحية الثلاث الكبرى “القوات اللبنانية” و”الكتائب” والـ “التيار الوطني الحر” والاتصالات السياسية التي تسارعت في الساعات الاخيرة نجحت في تطويق تداعيات “الموقف المرفوض” وحمل الحزب في مفارقة لافتة، وسابقة غير مالوفة في ادبياته السياسية على الاعتذار.
فبعيد اجتماع ضم بعض نواب الكتل الثلاث للتداول في ما ورد على لسان النائب الموسوي، واثر حركة لافتة للنائب في تكتل “لبنان القوي” الان عون بين بهو المجلس، حيث اجتمع التيار والقوات والكتائب وداخل القاعة حيث تداول مع نواب “كتلة الوفاء للمقاومة” ورئيسها، طلب النائب رعد الكلام، وتلا من موقعه في القاعة كلمة مكتوبة جاء فيها “في جلسة أول من أمس حصل للأسف سجال غير مرغوب به بين بعض الزملاء وانطوى على كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي من أحد إخواننا في الكتلة وتجاوز الحدود المرسومة للغتنا المعهودة في التخاطب والتعبير عن الموقف، أستمحيكم عذرا في بداية هذه الجلسة وأطلب باسم كتلة الوفاء للمقاومة شطب هذا الكلام وشكرا”. فعلا التصفيق في القاعة، واعلن الرئيس بري ان الرئاسة شطبت كلام الموسوي، شاكرا رعد على المبادرة.
وفي دردشة مع الصحافيين المندوبين في البرلمان، أثنى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان، على موقف النائب رعد. وقال: “هذه مبادرة جيدة، وكل مشكلة تحصل في المجلس يجب أن تعالج في المجلس وليس في الشارع”. وقال: “منذ مساء الأربعاء أخذت المبادرة (بتشجيع من الرئيس بري) وأجريت اتصالات عدة لتهدئة الوضع في المجلس، واتصلت بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والنائب سامي الجميل ودعوتهم للقاء، ومن ثم بلّغني النائب رعد أنه سيكون لهم موقف باسم الكتلة وأطلعنا مسبقا عليه”.
نديم الجميل: الاعتراف “بشهداء بعضنا وطنية”
وبعد اعتذار النائب رعد صدر سيل من الردود المرحبة، وخصوصا من المعنيين فغرّد النائب نديم الجميل عبر “تويتر” قائلا: “اذا كان الاعتذار عن الخطأ فضيلة. الاعتراف بشهداء بعضنا البعض وطنية. بعد اليوم ما لازم نختلف على الحقيقة. بشير حلم شعب وشهيد الجمهورية”.
وغرد الرئيس ميشال سليمان قائلا: “تحية تقدير للنائب محمد رعد الذي طلب الاعتذار وشطب العبارة المسيئة التي صدرت عن احد زملائه بحق الرئيس الشهيد بشير الجميل. فلتكن هذه المبادرة الشجاعة عبرة للاقتداء بها في الخطاب السياسي”.
وعلقت النائبة ستريدا جعجع على الكلام الصادر عن رعد بالقول: “حتى الخصومة السياسية بإمكانها أن تكون شريفة”.
وكتب النائب عماد واكيم: “كتلة الوفاء للمقاومة بلسان رئيسها الزميل محمد رعد قامت بخطوة جريئة ومسؤولة ، هذه اللغة التي نريدها بين اللبنانيين مقارعة في السياسة مع احترام متبادل، سلام على من يريد السلام”.
وغرد النائب سيزار معلوف قائلا: “نختصر أجواء جلسة الثقة التي عقدت بتاريخ 15 شباط 2019، بقول للامام علي عليه السلام: “من لانت كلمته وجبت محبته”. وبوحدتنا الوطنية والعيش المشترك نبني ونقاوم ونحارب الفساد”.
مكاري: الرجوع عن الخطأ فضيلة
أما نائب رئيس المجلس النيابي السابق فريد المكاري فعلق قائلا: “حسنا فعل حزب الله بلسان النائب رعد. أيا كانت اعتباراته في طلب شطب كلام الموسوي، لا شك في أن الرجوع عن الخطأ فضيلة، والاعتذار شجاعة، ولكن فليكن ما حصل أمثولة: فلنتنافس في السياسة، ولنتناقش بالحجج، لكن من دون تخوين، وتجريح، وإساءة إلى الرموز والشهداء”.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيوميجيان: “نلاقي بشرف من يقابلنا بشرف الكلام، ونخاصم بشهامة واخلاق من يحترم حق الاختلاف والخلاف”.
“امتعاض”
واشار النائب الياس حنكش الى أن “كلام الموسوي أوجد امتعاضا لدى أغلبية النواب الذين لم يتقبلوا الحديث، ومقاربة مواضيع فيها من القدسية والكرامة ما يكفي للانتفاض عليها”. ولفت الى أن “الأطراف الاخرى تلقفت الامتعاض الكبير وقد عقد اجتماع بين نواب الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر والمستقبل، وظهر الامتعاض الكبير”، مشيرا الى ان “ما حصل لا يصب في مصلحة حزب الله لا في التوقيت ولا في الطريقة وفي لا المقاربة”. وقال: “لقد وضعوا كلام الموسوي في خانة ردة الفعل الشخصية لتبرئة أنفسهم مما صدر عن نائبهم، لكن الأهم هو انه وعلى وقع كلمة النائب سامي الجميل حصل إقرار من احد نواب حزب الله بأن بندقية المقاومة أتت بعون رئيسا للجمهورية وتناول بقية الأمور بما فيها المس برموز مثل الرئيس بشير الجميل الذي يمثل وجدان المقاومة اللبنانية. ولهذا الأمر تبعات كثيرة في السياسة والتوافق الوطني السائد”.
وقدّر النائب ميشال معوّض “عودة نواب “حزب الله” إلى لغة العقل”، وقال: “أحيي كلام الزميل محمد رعد. حان الوقت أمام الجميع لتقبّل الآخر واحترام حق الاختلاف والسعي للبناء على المشترك من أجل معالجة المشاكل المتراكمة التي يتخبط فيها لبنان وكل اللبنانيين، بانتظار أن نتمكن تباعا من معالجة الملفات الخلافية”.
وعلق النائب هادي حبيش قائلا: “الاعتذار جرأة”. أما الوزير السابق ملحم الرياشي فقال: “احترام آداب المخاطبة اساس لعمارة الوطن النموذج؛ وعلى شجاعة الاعتذار نبني معاً ، بشير لا يموت”. وعلى شجاعة الاعتذار نبني معا”.
سعيد: الاعتذار عمل شجاع لكن لن يجعلنا صامتين ابان السلاح
واعتبر النائب السّابق فارس سعيد ان “إعتذار حزب الله بعد شتيمة الرئيس بشير الجميّل هو عملٌ شجاعٌ”. وقال: “يبقى ان هذا الإعتذار لن يجعلنا صامتين ابان سلاحه وانتهاكه للدولة وتنصيب نفسه فوق الآخرين، وصانع الرؤساء والقوانين والحكومات”.
متابعة الجلسة… والمتحدثون 54 نائبا
وبالعودة الى جلسة مناقشة البيان الوزاري، فقد دعا الرئيس بري جميع رؤساء الكتل الطلب من نوابهم التواجد في الجلسة النيابية قبل العاشرة مساء كحد أقصى لإنهاء الجلسات. واعطيت الكلمة الاولى للنائب فريد البستاني الذي طالب “باستحداث اللجنة العليا لمكافحة الفساد في المجلس النيابي، وهي لجنة مستقلة بحد ذاتها تضم الى جانب النواب رؤساء الهيئات الرقابية”. ودعا الى “رفع السرية المصرفية عن كل موظفي الدولة”. واعتبر “ان الإدارات العامة فاشلة، وهذا هو السبب الرئيسي لتدني الإنتاجية نتيجة غياب الخبرات”.
وأعلن النائب ماريو عون، انه يريد ان يكون “إيجابيا”، وقال: “من المعيب أن تكون مشكلاتنا التعليمية على حالها ولا سيما الأبنية التربوية”. وطالب وزير التربية باعلان حال طوارىء تعليمية للمباشرة بالاولويات. وأعلن تأييده “العودة الآمنة لا الطوعية للنازحين السوريين”، مؤكدا ان “هذه الازمة هي أزمة وطنية تعني المواطنين جميعهم”.
ودعا النائب أنطوان بانو الى “تقديم الدعم الكامل المادي والمعنوي للمؤسسة العسكرية والالتفاف حولها وهي مفتاح الوحدة الوطنية”. كما دعا “للعمل على تنفيذ الإصلاحات”، وطالب بتشكيل لجنة تكون بمثابة خلية أزمة لرسم خطة اقتصادية لإنقاذ الوضع”. وشدد على “الانكباب على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد”.
عمار: لاستراتيجية دفاعية سريعا… وأُنصف الرئيس الحريري لأنه اجتهد كثيراً
وخاطب النائب علي عمار الرئيس بري بالقول: “نشكرك على آرائك الحكيمة، وسداد رأيك وصبرك الجسيم علينا جميعا من دون استثناء. أعلم أنكم اجتهدتم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري اجتهادا فوق العادة من أجل التأليف والتوالف، وذلك لخلق بنية حكومية واحدة متوحدة في القول والعمل لانقاذ ما تبقى من هذه الدولة”.
وزاد: “أُنصف الرئيس الحريري لأنه اجتهد كثيراً في استطلاع آراء كل الكتل الوازنة والبيان الوزاري يرتقي إلى مصاف المسؤولية الوطنيّة”.
وقال: “إن الوطن في حاجة الينا جميعا، وكل من يتصور ولو بوهم من هنا أو هناك أو بإيحاء انه يمكنه أن يقصي الآخر في هذا البلد فهو واهم حتى الثمالة”. ورأى أن “لبنان يجب أن يكون على علاقات مع دول العالم، بغض النظر عن مواقف الدول من القضايا”، وقال: “هناك عدو متربص بنا جميعا، ونحن أيدينا ممدودة لكم ومصيرنا واحد. لسنا هواة قتل وسلاح ونطالبكم باستراتيجية دفاعية سريعة”.
نجم: لماذا القصف على الحريري؟
وأكد عضو كتلة “المستقبل” النائب نزيه نجم “أننا يجب ان نغوض في عمق الملفات ولا نكتفي باطلاق العناوين، ومن ثم نخرج بالنتائج الى العلن”، وأوضح أنه “ليس دفاعا عن احد، لكن لماذا تمسك الجميع بسعد الحريري رئيسا للوزراء، وحين شكل الحكومة بدأ القصف عليه؟ فهل هناك بديل للحريري اليوم”. وشدد على “ضرورة العمل، إن لجهة الثقة الدولية به أو العمل الجدي للوصول الى بلد أفضل والعبور الى دولة أقوى”، مشيرا الى أنه “حين اختارت الحكومة “الى العمل” شعارا لها اختصرت الكثير من الكلام فمتى كان العمل جديا يصبلح الأمل أكبر بتحقيق تغيير حقيقي وجذري وما أحوجنا اليه اليوم في لبنان لنعيد ثقة اللبنانيين والخارج الى بلدنا”، داعيا الى “وضع سجالنا السياسي خارجا”.
ودعا الى “الكف عن طرح الشعارات بلا تنفيذ والاسراع بإطلاق ورشة تشريعية وتنظيمية لمكافحة الفساد بدءا بإعادة الاعتبار لمجلس الخدمة المدنية وتحرير القطاع العام وتفيعل عمل المجالس الرقابية وادخال المكننة الى الادارة وترشيد الانفاق العام وتطبيق الحكومة الالكترونية”، مؤكدا أن “الملفات دسمة وفضحها واجب وطني ولكن بأسلوب رجال دولة لا نجوم إعلام وشاشات”.
آلان عون: الرئيس وصل بعملية سياسية لا دور فيها لأي بندقية
وأكد النائب آلان عون أن “اللبنانيين غير قادرين على كتابة كتاب تاريخ موحد بسبب الانقسام خلال الحرب، وجل ما فعلناه هو طي هذه الحرب وكل مرة يقوم أحد بفتح هذه الصفحة يعني أنه يفتح صداما جديدا نحن بغنى غنه لأن هناك ما يكفي من المشاكل”، مشيرا إلى أن “الكلام الذي قاله اليوم النائب رعد هو قمة المسؤولية والحس الوطني الحريص على العيش المشترك”.
وشدد على أن “الكلام حول وصول الرئيس ميشال عون ببندقية المقاومة، كان من الممكن أن يترك في إطاره المجازي، إنما النية الحسنة للزميل الذي قال هذا الكلام قابلتها إنطباعات خاطئة في بعض الرأي العام”، مشيرا إلى أن “التيار الوطني الحر اعترف بفضل حزب الله بوصول الرئيس عون إلى الرئاسة إلى جانب “القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل” والحزب “التقدمي الإشتراكي”، لكن الرئيس عون وصل بعملية سياسية لم يكن فيها أي دور لأي سلاح وأي بندقية، لا يجب لأحد أن يذهب بتفسيراته بعيدا وان يدق الإسفين أو يحرض حول هذا الموضوع”.
اضاف: “نصيحتي للوزراء الجدد والمتجددين منعا لخيبات الأمل، بعض التوقع والتوقعات يفيد أكثر من عدم الواقعية، فأسباب الفشل في المرحلة السابقة سبب من أسباب الفشل في المرحلة الحالية.”
ولفت الى أن “الوضع الإقتصادي هو التحدي الأكبر أمامنا، ومهما نجحنا بتحقيق إنجازات سيبقى الوضع الإقتصادي هو المعيار للحكم علينا، والبيان الوزاري أعطى أهمية للوضع الإقتصادي لكنه بقي بالإطار العام دون تفاصيل مطمئنة”.
ولفت النائب عاصم عراجي الى أن “البطاقة الصحية اكثر ما يحتاجه المواطن وأكثر ما يطالب به الناس من اجل الاستشفاء ونتمنى أن يتم تناولها في اول جلسة نيابية”. وأكد أنه “جاءنا 150 مليون دولار من بنك الانشاء والتعليم و30 مليون دولار من البنك الاسلامي، يجب أن يوزعوا بالتساوي بين المناطق في مراكز الرعاية الصحية”، مشيرا الى أن “المستشفيات الحكومية يجب تفعيلها وإعطائها سقوف ويجب تفعيل التفتيش الإداري في هذه المستشفيات”.
فرنجية: كان الاجدى توظيف الناجحين في مجلس الخدمة
وسأل النائب طوني فرنجية أن “في البيان الوزاري إصلاحات شعبية وجريئة ولكن ما هي الاصلاحات غير الشعبية التي تحدث عنها البيان ؟”، وقال: “نتمنى أن يطال الإصلاح الأساسي قطاع الكهرباء الذي يكبد الخزينة أكثر من بليوني دولار”، مؤكدا أن “رفع الضرائب من جيوب الناس وخاصة الـ TVA مرفوض بشكل قاطع”. وأكد وجوب “التشدد في وقف البناء العشوائي فنحن لا نريد أن نورث الأجيال المقبلة وطنا مشوها”، مشددا على أن “علينا دعم الصناعة في لبنان وانطلاقا من دراسة ماكينزي يمكن للدولة خلق 50 ألف فرصة عمل في قطاع الصناعة و5 آلاف فرصة أخرى في قطاع الزراعة و100 ألف في قطاع السياحة و60 ألفا في اقتصاد المعرفة”.
وتابع: “بدلا من الانصراف إلى التوظيف الانتخابي كما حصل في أوجيرو ونحن كمردة لم نشارك في هذا التوظيف، كان الأجدى خلق وظائف في قطاعات منتجة، وأن يتم توظيف الناجحين في مجلس الخدمة المدنية”.
الصمد… و”بدعة توقيع وزراء استقالاتهم مسبقا”
وأشار عضو “اللقاء التشاوري” النائب جهاد الصمد إلى انه “تبين لنا ان بعض الوزراء قد وقعوا على استقالتهم بشكل مسبق ونحن نسأل كيف نستطيع ان نمنح او نحجب الثقة عن وزير قد وقع استقاله مسبقة”، لافتا الى ان “ثقة المجلس لهذا الوزير اصبحت مجرد فلكلور، فهو يقول لنا ما يهمني هو ثقة رئيس حزبي فقط”، معتبرا ان “تلك البدعة حولت الوزير من شريك في القرار السياسي الى موظف لدى رئيس حزبه”.
ولفت الى ان “رئيس الحكومة اكد انه موظف لدى كل الطوائف ونريد ان نصدقه ولكن الحكمة تقول ان الذي يكبر الحجر لا يريد اصابة الهدف، ونحن لا نريد منه الا يحتكر تمثيل طائفته بنفسه ونريده ان يفعل مجلس الخدمة المدنية”. وأكد أن “تجربتنا مع ما سمي بالتسوية السياسية مريرة ولا تشجع على الثقة، وكنا ولا نزال نأمل ان تكون التسويات السياسية مدخلا لمكافحة الفساد واتوجه الى الحريري الحاضر الغائب بان يبدأ الاصلاح من بيته في اوجيرو وقوى الأمن الداخلي”.
وقال: “ثقتنا بالحكومة مهزوزة نتيجة الممارسة الكيدية، فكيف اثق بحكم وحكومة، بحجة الميثاقية، لا يعترفون بنتائج مجلس الخدمة المدنية؟ فلسنا بأغبياء لننتظر من الحكومة اصلاحا وافرادها اوصلوا البلاد الى هذا الحال”. واشار الى ان “تمنع الحريري عن استقبال اللقاء التشاوري مهما كانت الحجج بدعة غير مسبوقة في العمل السياسي”.
وفي موضوع منح الثقة أكد الصمد “اننا نلتزم بقرار اللقاء التشاوري الذي تم تمثيله في الحكومة”.
سعادة: ثقتنا مشروطة لمئة يوم
واعتبر النائب سليم سعادة أن “الشيطان في هذه الحكومة ناتج عما لم تقم به الحكومات السابقة ابتداء من ملف شركة الكهرباء التي تبيعنا العتمة والظلام منذ عشرات السنين”، موضحا أن “الحكم استمرار في الإنحدار أو اجترار بدون قرار أو خيار”، وقال: “بعيدا عن المديح والتطريز إني أرى بأن هذه الحكومة أفضل من الفراغ والعدم لذلك نعطي ثقة مشروطة بمئة يوم فقط لعل وعسى أن تتوحد الجهود وإكراما لأصدقائنا وحلفائنا ونعارض بعد 100 يوم إذا لم يكن الأداء سليما”.
واشار النائب اسطفان الدويهي إلى “أننا ندرك جيدا حجم المسؤوليات والتحديات وأدرك أن هذه الحكومة مطالبة بإشتراح العجائب لتخطي المأزق الاجتماعي والاقتصادي القائم”، لافتا إلى أن “حكومة “إلى العمل” يرتبط نجاحها بتقديمات “سيدر”. وقال: “إنني أعطي الثقة لهذه الحكومة لأن البلد لا يمكن ان يتحمل الفراغ الحكومي أكثر وننتظر النتائج المرجوة بسرعة لان البلد لا يحتمل”.
بري لأبي خليل: أوقفتم 39 قانوناً
وحين اعلن النائب سيزار أبي خليل “أننا اضطرينا للعودة إلى المجلس النيابي لتطبيق قانون كان من غير الممكن تطبيقه لو لم نعد مرة ثانية وهو الأمر الحاصل مع عدد من القوانين التي تخصنا نحن”. رد عليه بري قائلا: “إنكم أوقفتم 39 قانوناً في كل الحكومات والعهود”.
ودعا النائب ادغار طرابلسي الى “التركيز على التعليم الخاص والحفاظ على حقوق الأساتذة وحماية القطاع الخاص اما الجامعة اللبنانية فالمطلوب ان ترفع مستواها في بعض الكليات، وفي موضوع استكمال التعيينات تحتاج الجامعة الى فرض التوازن”. كما دعا الى “انشاء شرعة أخلاقية للعمل النيابي يتعهد فيها كل نائب بالالتزام بواجباته وبالنزاهة والشفافية والمسائلة ويضاف اليها احترام الآخرين بالخطاب السياسي”.
وأكد النائب أنور جمعة أن “البلد غير مرتاح ماليا وإقتصاديا ونحن نتكلم عن الفساد لأنه حان الوقت لنتكلم عنه ونتهم الفاسدين”، وقال: “الحكومة أمام تحديين، الأول محاربة الفساد، والثاني مكافحة الهدر، فمحاربة الفساد توفر علينا الطريق الطويل، والفساد لديه عدة أوجه والفساد في هذا الوطن لا ينجو منه الفاسد، لأن الفاسد يحتاج إلى وطن يقوم بسرقته، وعلى الفاسد أن يعرف أن هذا الوطن إذا لم يبق فإنه لن يكون لديك مصلحة، والسفينة إذا ثقبت لن يبق هناك وطن”.
السيد يصف فتفت بـ”الصوص” … والحريري يرد: أحسن شي بتعملو أنك تسكت
ورأى النائب سامي فتفت أن “شباب لبنان يطلبون استعادة الثقة بالدولة وهذه الثقة لا تعود الا في ظل شعور كل مواطن بانه يتساوى مع الآخر، وهذا لن يحصل اذا كانت الدولة لا تملك حصرية السلاح ومن هنا ندعو للاسراع بالبحث في الاستراتيجية الدفاعية لتعود ثقة الناس بالدولة”.
وتطرق الى ايام الاعتقالات عام 1992 وتركيب الملفات، وعندما انتهى من كلمته طلب النائب جميل السيد الكلام بالنظام فاعترض على كلام فتفت، لافتا الى انه “لم يتكلم بالسوء عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري بل عن المحكمة الخاصة بلبنان، واصفا فتفت بالـ”الصوص وابن مبارح”.
فاعترض “تيار المستقبل” على هذه العبارة وحصل هرج ومرج داخل القاعة وطلب الرئيس بري شطب العبارة من المحضر قائلا: “رجاء عدم استعمال مثل هذه العبارات”.
ثم قال السيد: “نحن كنا رؤساء اجهزة امنية في هذه الدولة، ولم آت على سيرة الرئيس الحريري بالسوء، وقلت اننا تجاوزنا ما جرى من تزوير، وقلت لو ان اهل الدولة يأخذون العبرة، ربما يفكروا بالناس، لا احد سيدرك مستوى الرئيس رفيق الحريري بالسلطة، وقلت بعدم الاساءة للميت واخذ العبرة من الموت. جلسنا 4 سنوات بكنف الاعتقال”.
وعندما تطرق الى موضوع محمد زهير الصديق والمحكمة الدولية، والطلب منه تغيير الإفادات من أجل اتهام الضباط الأربعة. قال له بري: “لقد تجاوزت الوقت”، طالبا “شطب الكلام الذي قيل”.
ودخل الرئيس الحريري على خط السجال متوجها الى الرئيس بري بالقول: “هيدا واحد ما بدو يحترم شهداء الناس . وخاطبه بالقول: “احترم حالك، انت أحسن شي بتعملو أنك تسكت”.
وقال النائب طلال ارسلان: “تابعنا جميع المداخلات في اليومين الماضيين، وحكي كثيرا عن الفساد والاصلاح والاقتصاد والانماء والغاز والنفط وكل الامور التي تضمنها البيان الوزاري، لكننا نحاول ان نثبت أن المشكلة هي في الحكومات وبياناتها، ونحاول أن نقول أن كل مشالكنا بالوراثة وليست وليدة اليوم”.
اضاف: “نحن في أزمة نظام سياسي وأزمة تطبيق كل بنود الدستور، ونحن نفخخ البلد وهناك حفلة تكاذب بين كل الفرقاء، لاننا لسنا متفقين على أدنى الاسس التي تقوم عليها الدول والشعوب، فلا رؤية واحدة لدينا لنميز بين العدو والصديق، ولا رؤية واحدة في مقاربة مقاومة العدو ولا مقاربة واحدة في تحديد مفاهيم الوطنية والهوية والعيش المشترك والتعددية”.
كنعان… وثلاثية الاصلاح
وثمن النائب ابراهيم كنعان “ما قام به الزميل رعد وهو دليل على ان التواصل في ما بين نواب الأمة والكتل أساسي مهما كانت الخلافات”.
ورأى أنه “اذا كانت من ثلاثية تطرح هذه المرحلة فهي ثلاثية الاصلاح ثم الاصلاح ثم الاصلاح فالدولة مهددة وجودياً في غياب الاصلاح بماليتها واقتصادها”. وقال: “البطاقة الصحية المالية للدولة اللبنانية تظهر ان وضعنا دقيق وان الدين 83 بليون دولار والنمو1 في المئة وهو ما يحفزنا على ممارسة الرقابة الفعلية وان تحترم الموازنة عند اقرارها وان تكون اصلاحية فعلياً”.
وأوضح أن “لا احد ينكر الحضور الميثاقي لرئيس الجمهورية وقد وصل الى سدة الرئاسة بتمثيله وبحضوره وتفاهماته”، مشيراً إلى “أننا نعطي الثقة لحكومة وحدة وطنية لا لحكومات على أمل ان يكون فريق العمل واحداً متجانساً والاّ اطلب من الرئيس بري دعوة المجلس للانعقاد في حال لمسنا اننا امام حكومة متاريس كما شهدنا في الماضي واعلان سقوط الثقة”.
ميقاتي: هل رئيس الجمهورية يختصر نفسه في عدد الوزارء؟
وأكد رئيس الحكومة الأسبق النائب نجيب ميقاتي أن “الكل يبدأ بجلد هذه الحكومة والكل طالب بتمثيلها ولكن نحن نعرف أن النتيجة هي ضرب الدولة وليس الأشخاص”، مشيراً إلى أن “دورنا هو تعزيز دور الدولة، إذ إن 60 في المئة من اللبنانيين لم يشاركوا في الإنتخابات النيابية الماضية لأنهم لا يثقون بنا”. ولفت إلى “أننا سنخصص جداول لمساءلة الحكومة كل فترة”، موضحاً “أنني أخشى أن يصبح نفط لبنان مثل الخليوي وأتمنى على الحكومة أن تركز على هذا الموضوع”.
وشدد على أن “الطائف جمع اللبنانيين على كلمة سواء، لكن 27 مادة من الدستور معلق تنفيذها”، داعياً “للتخلي عن الأعراف والتقاليد والعودة إلى الدستور والنظر إليه من خلال إلغاء الطائفية وتأسيس مجلس شيوخ لحماية الطوائف والمداورة بالفئة الأولى وانتخاب مجلس نيابي على أساس غير طائفي”. ورأى أن “البلد هو الذي سيبقى وممنوع أن تفشل هذه الحكومة وعلينا جميع وضع يدنا بيد بعضنا بعضا من أجل التعاون”، لافتاً إلى أن “الرئيس ميشال عون هو رمز البلد ورئيس كل السلطات ويحز على قلبي أن نقول أن الرئيس يسمي عدداً من الوزراء، فهل يختصر نفسه بعدد من الوزراء؟”، موضحاً أن “رئيس الجمهورية كرمه الدستور لأنه حلف اليمين للحفاظ على البلاد”.
ورأى نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي أن “الفساد الأكبر هو بالابتعاد عن الدستور”، معتبرا ان “محاسبة حكومة تضم كل أطياف المجلس النيابي أمر شبه مستحيل”. وقال: “تعالوا نرتقي الى مستوى من الحكمة والمسؤولية للتنافس على صناعة الخير وليس التفنّن في صناعة الأزمات”، مذكرا بأنه “وقف في العام 1996 وصرخ أمام الرئيس الشهيد الحريري وقلت: يا دولة الرئيس فلتسقط دولة الفساد والمزارع”. وقال: “فلننقذ البلد ولنأخذه إلى حيث يجب أن يكون بلد حر سيّد عزيز ومستقل”.
وقبل الجلسة، اكد النائب حسن فضل الله “اننا أمام وضع كارثي وخطير”، مشيرا الى ان هناك “مستندات ووثائق تودي بكثيرين إلى السجن ونريد أن يتحمل القضاء مسؤوليته”. وقال: “هناك أموال تم تحويلها الى وزارة الداخلية مرتين بالتاريخ نفسه وبالمبلغ ذاته”.
رسالة دعم من اردوغان للحريري
من جهة ثانية تلقى الرئيس الحريري برقية من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هنأه فيها على تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا ان “تركيا تولي أهمية كبيرة لسيادة واستقلال وامن لبنان”، مجددا “التزام بلاده استمرار دعمها للشعب اللبناني ولحكومته”.