Site icon IMLebanon

الحياة: ساترفيلد: سنتعامل مع لبنان حسب خياراته ونأمل ألا تكون لصالح أطراف خارجية

 

أعلن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد من بيروت أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية “ودولا أخرى ستتعامل مع لبنان بحسب الطريقة التي سيتبنى من خلالها خياراته الوطنية” آملا “أن تكون إيجابية وليس لمصلحة أطراف خارجية”.

وحطّ ساترفيلد مساء أول من أمس في بيروت، في زيارة مفاجئة، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الحياة” أنها تحضيرا لزيارة مرتقبة لوزير الخارجية جورج بومبيو إلى بيروت المنتظرة منتصف الشهر الجاري.

وتوقفت مصادر سياسية أمام إشارة ساترفيلد إلى الخيارات التي أمام لبنان، وقالت لـ”الحياة” إن زيارته تأتي في ظل تطورات مهمة على الصعيد الدولي مع تصاعد حملة الضغوط التي تتزعمها واشنطن على إيران وضد “حزب الله”، لإخراج القوات الإيرانية من سورية، من اجتماع وارسو الذي كانت دعت إليه لقيام تحالف ضد طهران، وصولا إلى اللقاءات بين المسؤولين الأميركيين والروس حول سورية…

 

وأشارت المصادر إلى أن الزيارة تتم في وقت تستمر الديبلوماسية الأميركية في التعبير عن مخاوف واشنطن من الدور المتنامي لـ”حزب الله” في الحكومة وانتهاكه مبدأ النأي بالنفس عن حروب المنطقة باشتراكه في هذه الحروب من سورية إلى اليمن.

 

وأفادت مصادر سياسية أن ساترفيلد اهتم بالاطلاع على الوضع الاقتصادي في لبنان وما تنويه الحكومة لمعالجته وتطبيق “سيدر”.

 

واجتمع ساترفيلد بعد ظهر أمس ترافقه السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد إلى رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور الوزير السابق غطاس الخوري. وتم خلال اللقاء عرض المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، واستكمل النقاش على مأدبة غداء.

 

كما التقى ساترفيلد صباحا وزير الخارجية جبران باسيل وأعلن بعدها “أن لبنان أصبح له حكومة جديدة تتخذ قرارات حساسة تتعلق باقتصاد البلد ومكافحة الفساد وبالمسائل الأمنية”.

 

وأكد ان “الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة مع لبنان بشكل كبير وتود أن تراه يتقدم ويواجه خياراته وسيتم التعامل، من قبلنا ومن قبل دول أخرى، بحسب الطريقة التي سيتبنى من خلالها لبنان هذه الخيارات، التي نأمل أن تكون إيجابية لمصلحة لبنان وشعبه وليس لصالح أطراف خارجية”.

 

وزار ساترفيلد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ترافقه السفيرة ريتشارد، في حضور وزير الصناعة وائل ابو فاعور.

 

واجتمع ساترفيلد إلى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في حضور السفيرة ريتشارد ونائب رئيس الحزب سليم الصايغ والوزير السابق الآن حكيم ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله وأكد في تصريح له أن “الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لدعم خيارات لبنان الوطنية”، داعيا الى “خيارات وطنية تخرج البلاد من الصراعات والايديولوجيات الخارجية”.

 

وقال: “جولتي تأتي بعد تشكيل الحكومة في لبنان وفي ظل المتغيرات في المنطقة، وهناك رغبة لدى الولايات المتحدة في أن ترى استقرارا وأمنا حقيقيين في لبنان، وهذا يتوقف على خياراته الوطنية وليس على خيارات تملى عليه”.

 

وأضاف: “لبنان عانى طويلا جراء صراعات وايديولوجيات روجت على أرضه من الخارج. هذا الوضع عليه ان يتغير، ولا بد من اتخاذ قرارات جدية في هذا الإطار. فالأحزاب في لبنان فاعلة، ولا بد أن يكون هناك تحرك وطني في هذا الاتجاه، والولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لدعم خيارات لبنان الوطنية”.

 

وكان المسؤول الأميركي التقى على عشاء مساء أول من أمس وزراء القوات اللبنانيّة الأربعة غسان حاصباني، ريشار قيومجيان، كميل بوسليمان ومي شدياق، والوزيرة فيوليت خيرالله وزوجها الوزير السابق محمد الصفدي في حضور سفيري الولايات المتحدة إليزابيت رتشارد وبريطانيا كريس رامبلينغ.

 

نائب وزير الخارجية الألماني

 

من جهة ثانية اعلنت السفارة الالمانية أمس عن وصول نائب وزير الخارجية نيلس أنين إلى لبنان “لإجراء محادثات عالية المستوى مع ممثلين عن الحكومة الجديدة. سيتم بحث الوضعين الاقتصادي والسياسي، بالإضافة إلى العلاقة اللبنانية- الألمانية خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الرئيس الحريري، الوزير باسيل وغيرهم من الشخصيات المعنية. وشدد البيان على دعم ألمانيا المستمر للبنان عبر مؤتمر “سيدر” في شهر نيسان (ابريل) الفائت في باريس، مشيرا إلى أن تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي تم الاتفاق عليها سيبحث أيضا خلال هذه الزيارة”.

 

وصرح نائب وزير الخارجية أنين قائلا: ” لبنان يمثل نموذجا للتعدد والتعايش في العالم العربي وهذا التعايش فرض نفسه على رغم النزاعات الدائرة في المنطقة، ولا سيما في سورية المجاورة. عبر التزامنا الحثيث، نقف مع لبنان وندعمه في مسيرته للاصلاح الاقتصادي والتزامه سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية”.