Site icon IMLebanon

الحياة: عون: الامتداد الاقليمي لـ”حزب الله” لا يؤثر سياسيا … بيرت: علاقاتنا لن تتأثر بأي موقف بريطاني حياله

 

أبلغ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية اليستير بيرت، “ان لدى لبنان الارادة للسير بشكل ايجابي على طريق الانقاذ من الوضع الراهن الذي يمر به”، لافتا الى “ان الحكومة عازمة على تطبيق خطة النهوض الاقتصادي للانتقال بالاقتصاد اللبناني من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج، كما نعمل جاهدين لتطبيق توصيات مؤتمر “سيدر” لا سيما ما يتعلق منها بالاصلاحات والمشاريع القائمة على التعاون بين القطاعين العام والخاص”.

 

 

ونوه عون “بالتعاون القائم بين لبنان وبريطانيا في مجالات عدة، لا سيما لجهة دعم القوات المسلحة اللبنانية في العتاد وبناء أبراج المراقبة التي ساهمت في تمكين الجيش اللبناني من دحر الارهابيين في منطقة الحدود البقاعية”.

 

وإذ أمل رئيس الجمهورية في ان “تتعزز العلاقات الثنائية”، لفت الى ان “لبنان أخذ علما بالموقف البريطاني من “حزب الله”، وقد يكون من المفيد الاشارة الى ان الامتداد الاقليمي لـ”حزب الله”، لا يعني ان تأثيره على السياسة اللبنانية يتجاوز كونه جزءا من الشعب اللبناني وممثلا في الحكومة والمجلس النيابي”. وشدد على “ضرورة دعم لبنان في سعيه لاعادة النازحين السوريين الى المناطق السورية الآمنة”، مشيرا الى ان “تداعيات بقائهم في لبنان تتزايد يوما بعد يوم، وآخر ما سجل من احصاءات يشير الى ان نسبة الولادات لدى العائلات السورية بلغت 51 في المئة من نسبة الولادات في لبنان”.

 

وكان الوزير بيرت نقل الى الرئيس عون رغبة بلاده في توثيق العلاقات اللبنانية -البريطانية وتعزيزها في المجالات كافة، مشيرا الى ان “المؤتمر الاقتصادي الذي عقد أخيرا في لندن هو جزء من خطة الدعم البريطانية للاقتصاد اللبناني”. وأكد ان “هذه العلاقات لن تتأثر بأي موقف تتخذه بريطانيا حيال “حزب الله”.

 

… ويلتقي بوصعب واللواء ابراهيم

 

والتقى بيرت، وزير الدفاع الياس بو صعب في حضور السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينع. وأكَّد “مواصلة المملكة المتحدة دعمها للمؤسسة العسكرية، وأن الموقف الذي اتَّخذته المملكة تجاه حزب الله لن يؤثر على العلاقة بالدولة اللبنانية والجيش اللبناني”.

 

من جهته، اكد بو صعب ان هذا القرار يعني المملكة المتحدة اما لبنان فهو غير معني به وان لـ”حزب الله” رؤساء بلديات و نواب منتخبين من الشعب اللبناني و له وزراء في الحكومة”.

 

وأبدى بو صعب “ارتياحه إزاء استمرار الدعم البريطاني للمؤسسة العسكرية”، معربًا عن اهتمامه “بتطوير العلاقة بين الجيشين اللبناني والبريطاني وتوسيع آفاق التعاون بينهما ليشمل المجالين الأمني والاستخباراتي بهدف التمكُّن من مواجهة خطر تنظيم “داعش” بعد الهزيمة العسكرية التي مني بها في سورية”.

 

كذلك دار نقاش حول الفرق بين العودة الآمنة والكريمة، والعودة الطوعية للنازحين السوريين الذي يستضيفهم لبنان، فأكَّد بو صعب أن “لبنان لم يعد يتحمَّل هذا العبء وأنَّه لا يستطيع انتظار التوصل إلى تسوية سياسية نهائية في سورية لحل أزمة النازحين”، مشدِّدًا على أن “لبنان يريد العودة الآمنة والكريمة لهؤلاء إلى بلادهم”. فأبدى بيرت تفهُّمًا للمواقف والمطالب اللبنانية.

 

وبحث الوزير البريطاني مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ولا سيما في موضوع النازحين السوريين، إضافة الى الوضع الأمني والجهود المشتركة والتنسيق القائم بين البلدين لمكافحة الاٍرهاب.

 

السفارة البريطانية: بيرت أكد التزام المملكة المتحدة دعم لبنان

 

من جهتها أعلنت السفارة البريطانية في بيروت، في بيان، ان “الوزير بيرت زار لبنان ليومين، وأكد التزام المملكة المتحدة دعم لبنان قوي ومزدهر، شارحا قرار الحكومة البريطانية لحظر “حزب الله” بمجمله.

 

وعقد بيرت سلسلة من اللقاءات مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير الدفاع الياس بو صعب، ووزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وزار مدرسة رسمية ضمن برنامج وكالة التنمية الدولية البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني عنوانه “ربط الصفوف الدراسية”، يرافقه وزير التربية. وقال: “يبقى التعليم حجر زاوية في شراكتنا مع لبنان، ومن أجل الوصول الى هدف حصول كل طفل في لبنان على التعليم، كانت الحكومة البريطانية قد قدمت 160 مليون جنيه إسترليني للتعليم من 2016-2021″.

 

وزار بيرت المركز البريطاني – اللبناني للتبادل التكنولوجي حيث اطلع على آخر نشاطاتهم ودعم المركز للشركات اللبنانية الناشئة في لبنان والمملكة المتحدة”.

 

أضاف البيان: “في مناسبة “يوم المرأة العالمي”، ولتعزيز التوازن من أجل عالم أفضل قائم على النوع الاجتماعي، حضر الوزير بيرت حفل استقبال استضافه السفير رامبلنغ . وفي ختام زيارته، قال الوزير بيرت: “لمن دواعي سروري أن أعود مجددا إلى لبنان. وآتي إليه للتهنئة بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، مثنيا على دعم المملكة المتحدة للبنان قوي ومستقر ومزدهر. جئت إلى لبنان في توقيت مهم، ففي الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة البريطانية حظر “حزب الله” بمجمله. وقد اتخذت حكومتي هذا القرار لسبب وحيد وبسيط يعود إلى عدم الإمكان التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لـ”حزب الله”. منعا لأي التباس، أؤكد أن هذا القرار لا يمس بالتزامنا تجاه لبنان أو اللبنانيين، وخصوصا أنني أريد أن يستمر دعمنا للبنان البالغ 200 مليون دولار أميركي سنويا. لكن يجب ألا يكون هناك وهم في شأن قلقنا الشديد تجاه أعمال “حزب الله” المهددة للاستقرار”.

 

وتابع: “في ظل تنامي العلاقات الاقتصادية القائمة بين بريطانيا ولبنان، أتطلع إلى إقبال المزيد من الشركات البريطانية على الاستثمار والعمل في لبنان – هذا البلد الذي يبدي كل الانفتاح لتبادل الأعمال التجارية مع بريطانيا. وآمل ايضا أن نتوصل على الفور إلى عقد اتفاق ثنائي للتبادل التجاري بين بريطانيا ولبنان من أجل إشاعة أجواء الطمأنينة والثقة بين الشركات البريطانية واللبنانية”. وقال: “نتطلع إلى إحراز تقدم سريع نحو تنفيذ الالتزامات التي تعهدناها في مؤتمر “سيدر” (CEDRE) في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني بعدما أبصرت الحكومة النور. ففي إطار منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني – البريطاني الذي انعقد في لندن في كانون الاول(ديسمبر) الماضي، أعلنت عن برنامج إضافي بقيمة 30 مليون جنيه استرليني دعما لخطط الإصلاح التي تعتزم الحكومة اللبنانية تنفيذها. من المهم الإسراع في تنفيذ هذا البرنامج الإصلاحي لأنه يعطي الزخم اللازم ويسمح بالإفراج عن المزيد من التمويل الدولي”.

 

واشار الى ان “لدينا موقف واضح من قضية اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم لبنان بكرم فائض بأعداد هائلة، إذ نريد عودة السوريين إلى بلادهم، ولا نضع أي شروط مسبقة في هذا المجال إلا أن نضمن لهم ظروف العودة الآمنة والطوعية التي تحفظ لهم كرامتهم، وفق ما تسعى إليه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأرحب بأي مبادرة تصب في هذا الاتجاه”. وقال: “لا شك أن الغالبية من السوريين ترغب في العودة إلى بلادها، لكنها ترفض العودة ما لم تتحسن الأوضاع في سورية، لا سيما الأمنية منها. أكانت تلك الأوضاع مرتبطة بوصول مساعدات الأمم المتحدة إلى داخل سورية أو التجنيد الإجباري في الجيش السوري أو القضايا المهمة الأخرى التي تؤثر على رغبة اللاجئين في العودة، فالأكيد أن قرار عودتهم يعود في النهاية إلى النظام في دمشق الذي سيوفر الظروف المؤاتية لها. أمّا نحن، سنواصل في هذه الأثناء تقديم الدعم للاجئين واللبنانيين الأكثر ضعفا وللدولة اللبنانية”.

 

عون ووزير الدولة لدى وزارة الخارجية الاتحادية الالمانية

 

وكان عون نوه أكد خلال استقباله في قصر بعبدا أمس، وزير الدولة لدى وزارة الخارجية الاتحادية الالمانية نيلس انين أن “معالجة الشأن الاقتصادي واستكمال عملية مكافحة الفساد ومتابعة عودة النازحين السوريين الى بلادهم، ستكون من اولويات الحكومة”، لافتا الى “التزام لبنان تطبيق ما اتفق عليه في مؤتمر “سيدر”، حيث يتم تكثيف الجهود لتعويض الوقت الذي ضاع نتيجة تأخير تشكيل الحكومة”.

 

وشدد على ان “الاصلاحات بدأت في مجالات عدة، لا سيما الاقتصاد والادارة”، مؤكدا ان “عملية مكافحة الفساد مستمرة وبقوة ولن يوقفها شيء”.

 

أما انين فأكد “استمرار بلاده “في دعم لبنان وتقديم المساعدات اللازمة له، والمشاركة في القوة البحرية العاملة في “يونيفيل”.