Site icon IMLebanon

الحياة: مبادرة من السنيورة تنهي خلاف الحريري وريفي وترجح كفة جمالي في انتخابات طرابلس الفرعية

أدت جهود رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والوزير السابق رشيد درباس إلى خلط أوراق جديد في طرابلس وعلى الساحة السياسية السنية أمس إذ تكللت ليل أمس بمصالحة بين زعيم تيار “المستقبل” رئيس الحكومة سعد الحريري واللواء أشرف ريفي بعد زهاء 3 سنوات من الخلاف بدأت بخروج الأخير من عباءة الزعامة الحريرية وخوضه المعارك في مواجهتها في عاصمة الشمال، وأنتج افتراقا شديدا في الانتخابات البلدية في أيار (مايو) عام 2016 التي خاض خلالها المعركة ضد الحريري وتحالفه مع الرئيس السابق نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي وحلفائهما، وحصد المرشحون الذين دعمهم أكثرية أعضاء المجلس البلدي فيها.

وعقد لقاء المصالحة ليل أمس بين الحريري وريفي في منزل السنيورة في بيروت في حضور درباس، بعد اتصالات بعيدة من الأضواء أجراها رئيس الحكومة السابق الذي بقي على تواصل مع ريفي في مرحلة التباعد، محاولا إعادة وصل ما انقطع، على رغم أن ريفي خاض الانتخابات النيابية في أيار 2018 ضد لائحة الحريري ولوائح أخرى لكنه لم يوفق.

وتقود مصالحة الأمس إلى ما يشبه الحسم لنتائج الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس التي ستجرى في 14 نيسان (أبريل) المقبل، لمصلحة النائبة ديما جمالي، بعد أن أبطل المجلس الدستوري نيابتها بقبوله طعن تقدم به خصمها في إحدى اللوائح المنافسة، طه ناجي (جمعية المشاريع الإسلامية الحليفة للقيادة السورية و”حزب الله”). فالحريري عاد ورشحها فور صدور قرار المجلس الدستوري. وأعلن ريفي أمس عقب لقائه زعيم “المستقبل” دعمها، خلافا للتكهنات بأنه ينوي الترشح في مواجهتها. وبات فوز جمالي شبه محسوم بعدما راهنت قوى مناوئة للحريري في المدينة التي تتميز بالثقل السياسي والسني البارز في الحياة السياسية اللبنانية، على تجمع خصوم “المستقبل” من أجل خوض المعركة في مواجهتها.
وكان ريفي يوجه انتقادات قاسية للحريري في السنوات الماضية متهما إياه بالرضوخ لشروط “حزب الله” و”الوصاية الإيرانية”، أثناء البحث في التسوية التي عقدها على انتخاب الرئيس ميشال عون للرئاسة. إلا أنه عاد فأبدى تضامنه معه في عدد من التصريحات أثناء وضع العراقيل من قبل حلفاء “حزب الله” وسورية في وجه تأليفه الحكومة. وكان ريفي استقال من حكومة الرئيس تمام سلام في شباط (فبراير) 2016 نتيجة خلاف مع “المستقبل”.

السنيورة والعائلة الواحدة

وقال السنيورة بعد اللقاء، يحيط به الحريري وريفي ودرباس: “كلنا ننتمي إلى هذا الخط، ونحن أفراد عائلة واحدة، وقد تحصل بين وقت وآخر بين أفراد العائلة الواحدة بعض الأمور، لكن الدم لا يصبح ماء. وأثبتنا اليوم فعليا، كم أن هذه الرابطة وثيقة جدا بين بعضنا البعض، وفي مقدمنا بالطبع دولة الرئيس، الذي نكن له كل التقدير والمحبة والاحترام للدور الذي يقوم به”. وقال “بكل وضوح وصراحة أمام الجميع ان أشرف لن يترشح للانتخابات النيابية الفرعية في هذه الدورة، وهو سيؤيد المرشحة ديما جمالي”. أضاف: “سنتعاون جميعا، ليس فقط في هذه المعركة الانتخابية، ولكن أيضا في المستقبل، سنكون يدا واحدا وسنعمل معا إن شاء الله، وستكون النتائج جيدة”.

ريفي والتحديات

أما ريفي فقال: “لا شك أننا أمام تحديات كبيرة جدا، وعلينا أن نتعالى عن الأمور الصغيرة، لأن البلد في خطر بالفعل، وكذلك وضعنا والبيت بحاجة إلى ترميم. لقد أودعت كل التفاصيل لدى الرئيسين الحريري والسنيورة، عند كبارنا، لكي أقول أن الأولوية هي بالفعل لمواجهة التحديات”. ودعا الطرابلسيين إلى أن يمارسوا قناعاتهم، فنحن أمام تحد كبير جدا. ضعوا المخاطر الكبرى قبل المخاطر الصغرى في حساباتكم، لكي نرمم وضعنا الداخلي”. واعتبر أننا بحاجة إلى إنماء طرابلس، بحاجة إلى مستشفيات وفرص عمل لشبابنا، وهذه المدينة التي هي من أهم مدن الساحل على البحر المتوسط هي بكل أسف الأكثر فقرا، وهي بحاجة إلى اهتمام كبير جدا. وقد تداولنا في هذه الجلسة بكل هذه التفاصيل.

الحريري ورص الصفوف

وقال الحريري الذي شكر السنيورة ودرباس وريفي إن صفحة جديدة فتحت. وأضاف: “في بعض الأيام، تكون هناك خلافات سياسية، ولكن يجب علينا رص الصفوف، لأن التحديات كبيرة، وطرابلس بحاجة إلى إجماع بين أبنائها لكي تنهض، ولكي نقوم بمشاريع إنمائية فيها. طرابلس ظُلمت في السابق، وعلينا جميعا العمل لإخراجها من هذا الفقر المدقع الموجود فيها، علما أنها كانت من أهم المدن اقتصاديا على البحر الأبيض المتوسط”. وإذ اعتبر أنه “يوم مبارك” دعا الطرابلسيين إلى المشاركة في الانتخابات و”أن يوظفوا قناعاتهم من أجل الإنماء، وهذا ما سنعمل عليه معا، مع اللواء ريفي وكذلك مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي نكن له كل الاحترام”. وأوضح أن “السنيورة كان مقتنعا بأن الحوار والتواصل بيننا هو الأساس، ومعروف عنه أنه لا يلح أبدا، لذلك بقي يلح عليّ وعلى اللواء ريفي حتى وصلنا إلى هنا، وإن شاء الله سنبقى معا في المستقبل. قد تكون هناك خلافات سياسية تبعدنا عن الآخر، لكننا تحت سقف بيت واحد. وشدد على أن أبناء طرابلس، يريدون رؤية التوافق بين الأفرقاء ضمن البيت الواحد. في السابق كنا مختلفين في السياسة، وأحيانا تَلهّينا بخلافاتنا، أما اليوم، فالتحديات كبيرة جدا، وعلينا أن نرص الصفوف ونكمل مشوار الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، مؤكدا أن همّ ريفي والرئيس ميقاتي والوزير الصفدي هو إنماء طرابلس “فلماذا يجب على كل منا أن يعمل منفردا؟”.