انعكست المصالحة التي جرت أول من أمس بين زعيم تيار “المستقبل” رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير السابق اللواء أشرف ريفي، ارتياحا في طرابلس في ضوء التهيؤ للانتخابات الفرعية في المدينة في 14 نيسان (أبريل) المقبل، وقرار ريفي بعد إنهاء خلافه مع الحريري، دعم مرشحة الأخير للمقعد السني فيها ديما جمالي.
وقالت أوساط طرابلسية عديدة لـ”الحياة” إن هذه المصالحة يفترض أن تؤدي إلى فوز جمالي بالتزكية، نظرا إلى أن لا حظوظ لمن يمكن أن ينافسها بعد هذا التطور الذي يضيف تأييد ريفي لها إلى دعم قوتين انتخابيتين أساسيتين هما الرئيس نجيب ميقاتي (تيار العزم) والوزير السابق محمد الصفدي، هذا فضلا عن أصوات تيار “المستقبل”. إلا أن بعض هذه المصادر أبلغ “الحياة” أن عزوف مرشحين محتملين عن خوض المعركة الانتخابية قد لا ينطبق على البعض ممن يطمحون إلى تسجيل موقف في الاختبار المقبل للشعبية. وأوضحت أنه إذا كان منافس النائبة جمالي المرشح على لائحة الكرامة (النائب فيصل كرامي) طه ناجي المنتمي إلى “جمعية المشاريع الإسلامية” (الأحباش) والذي كان إبطال المجلس الدستوري نيابة جمالي بسبب طعن قدمه بنتيجة احتساب الأصوات في أيار (مايو) الماضي، يتردد في خوض المعركة، فإن آخرين لم يحسموا أمر إخلاء الساحة بعد. فالمرشح المفترض سامر كبارة إبن شقيق النائب محمد كبارة، (كتلة المستقبل) مستمر بالترشح للانتخابات الفرعية حسبما قالت مصادر طرابلسية لـ”الحياة”، معتمدا على تبني جمعيات المجتمع المدني لمعركته، خصوصا أنه على صلة ببعضها.
وهو قال أمس إن “معركتنا ضد الطريقة التي تعاملوا بها مع طرابلس، وانه يمثل “المجتمع الحر في وجه التوافق الذي لم يوصل المدينة الى مكان منذ عشرات السنوات”. ويرى كبارة أن المدينة تدفع ثمن الخلافات ثم التفاهمات، فيما وضعها يتراجع”. ولم تستبعد مصادر طرابلسية أن يلقى كبارة دعما من قوى سياسية في المدينة تناهض التوافق الحاصل بين الحريري وميقاتي والصفدي وريفي، لتسجيل رقم من الأصوات تظهر وجود معارضة للزعامات، كم حصل في الانتخابات البلدية عام 2016 .
ويعقد ريفي مؤتمرا صحافيا اليوم لشرح موقفه، وقال أمس: “كان لقاؤنا ودياً في جو من الصراحة والمودة، واتفقنا على فتح صفحة جديدة نحتاجها لمواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالبلد”.
ودعا ريفي في تصريح لـ”المستقبل وب” الجميع “لأن نكون يداً واحدة للدفاع عن لبنان والدستور والمؤسسات ولإنقاذ الوضع الاقتصادي”.
وفي انتظار اتضاح الصورة الانتخابية، انشغل الوسط السياسي بأخبار المصالحة التي جرت ليل أول من أمس في منزل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، وفي حضور مهندس الاجتماع الوزير السابق رشيد درباس، الذي قال لـ”الحياة” إن المدينة “لم تعد تحتمل خلافات، وكذلك الوضع السياسي. والحقيقة أن الجانبين سهلا علينا الأمور وتجاوبا مع ما طرحناه”. وأوضح أنه بدأ تحركه من أجل هذه المصالحة بعد إعلان قرار المجلس الدستوري وترشيح الحريري لجمالي مجددا، فاتصل بريفي للبحث بإصلاح ذات البين، وأن الأخير زاره وتباحثا بالفكرة فأكد ريفي أنه ليس بوارد افتعال مشكلة مع الحريري، ثم جرى التنسيق مع الرئيس السنيورة لاحقا لإخراج الخطوة إلى العلن. كما أوضح أنه لم يكن صعبا إقناع ريفي بعدم الترشح في مقابل النائبة جمالي.
وأكد الوزير درباس في تصريحات أخرى له أنه “لم يمر في حياتي مصالحة أيسر وأسهل من مصالحة الحريري – ريفي”، وان “القيود والحملات المتبادلة زالت”.
وقال إنّ يفي طلب زيارته قبل عشرة أيّام فأبلغ بدوره الرئيس االحريري الذي قال له اتّكل على الله.
وأضاف: “حملني ريفي خلال اللقاء ملاحظات نقلتها الى الحريري إضافة الى مبادرة عنوانها “الوقت ليس للانقسام” والرئيس السنيورة اقترح عقد اللقاء الرباعي في منزله”.
وأعرب درباس عن اعتقاده انه “لم يعد هناك من معركة انتخابية في طرابلس”، مشيرا الى ان “الحريري اختار ديما جمالي كسيدة اكاديمية ناجحة في عملها وبعد إسقاط نيابتها يقتضي اعادة تأكيد الثقة بها”.
جمالي
وثمنت مرشحة “تيار المستقبل” ديما جمالي “لقاء المصالحة والمصارحة بين الحريري وريفي”.
واعتبرت أن “مشهد المصالحة وما سبقه من مواقف مرجعيات المدينة الداعمة للرئيس الحريري، أبلغ رد على الغدر السياسي ومحاولات اختراق الساحة الطرابلسية، وما تلاه من تطاول، في الأيام الماضية، على موقع رئيس الحكومة ودوره في المعادلة الوطنية”.
وأبدت اعتزازها “بثقة الرئيس الحريري ودعم الرفاق في “تيار المستقبل” وكتلته النيابية للاستمرار في خوض الانتخابات الفرعية”، ودعت إلى رص الصفوف وتحصين الساحة الطرابلسية والحفاظ على الثوابت الوطنية، وآخرها موقف اللواء ريفي، بعد مواقف الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي”.
وختمت بالقول :”صفحة جديدة فُتحت، وموعدنا في 14 نيسان في الانتخابات وما بعدها، لنواكب هذه الصفحة بمد اليد لكل الغيارى على إنماء عاصمة الشمال ومعالجة قضاياها”.