IMLebanon

الحياة: بوتين: لبنان شريك تاريخي وتقليدي وروسيا تقف الى جانبه عون: العلاقات السياسية والاقتصادية ستشهد تطورا مهماً

 

توّج رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون زيارته الرسمية الى موسكو بقمة جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين.

واتفق الرئيسان على “تعزيز التعاون بين لبنان وروسيا انطلاقا من الزيارة الرئاسية الى موسكو، والتي رسمت اطارا جديدا للعلاقات في المجالات كافة”. كما توافقا على “تفعيل التنسيق الثلاثي بين لبنان وسورية وروسيا لاتخاذ اجراءات اضافية لتسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم”.

في وقت اعتبر فيه بوتين “ان لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي لروسيا التي تقف الى جانبة منذ بدء العلاقات الديبلوماسية قبل 75 سنة”.

اما عون فأكد ان “العلاقات السياسية والاقتصادية ستشهد تطورا مهماً”.

وكان رئيس الجمهورية وصل الى الكرملين عند الرابعة من بعد ظهر أمس (الثلثاء) بتوقيت روسيا (الثالثة بتوقيت بيروت)، وتوجه إلى المكتب الخاص للرئيس بوتين، حيث عقد الرئيسان قمة بينهما دامت حوالى نصف ساعة، حضرها عن الجانب الروسي مساعد الرئيس بوتين يوري اوشاكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، والسكرتير الصحافي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف. فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمستشارة الرئيسية للرئيس عون، ميراي عون الهاشم.

في مستهل اللقاء، قال بوتين: “ن لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي قديم، “ونحن نقيم علاقات مع كافة ممثلي دولتكم، وكافة القوى السياسية والفئات الدينية”.

 

عون لبوتين: اشكرك على مواقفك المدافعة الاقليات المسيحية

واضاف :” اننا نرحب بكم في روسيا، كرئيس للدولة وممثل لشريحة المسيحيين في لبنان. وفي السنة المقبلة، سنحتفل بمرور 75 سنة على تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا. إن روسيا وقبلها الاتحاد السوفييتي، كانت من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان”.

ورد عون: “نحن سعيدون جدا بهذا اللقاء، وخصوصا ان علاقتنا بروسيا تمتد الى منتصف القرن السادس عشر. ومع الاسف كانت هذه العلاقات متقطعة وغير متواصلة لأسباب عدة، ولكننا نأتي اليوم الى هنا وكلنا امل بأن تظل هذه العلاقات متواصلة على الدوام”.

وأضاف: “اود ان اشكرك على مواقفك المدافعة دائما عن الاقليات المسيحية في المشرق، لأنهم مروا بظروف صعبة جداً، وما زالت صعبة الى الآن. ونأمل دائما بمساعدتكم”.

وتابع: “التقينا اليوم مجموعة من الشخصيات، ومنها شخصيات اقتصادية. وكان هناك تفاهم بيننا حول المستقبل القريب. ومع الاسف سمعنا خبر قرار الرئيس الاميركي السماح لاسرائيل بضم الجولان السوري المحتل اليها، الامر الذي يتعارض مع كل قوانين ومبادىء الامم المتحدة منذ تأسيسها الى اليوم. وهذه هي المرة الثانية، بعد القرار حول القدس، يحدث ان تهب دولة، دولة أخرى ارضاً ليست لها. وهذا الامر مقلق لكل الدول المحيطة باسرائيل. ونتمنى ان تطمئننا حول المستقبل القريب”.

وبعد ذلك، تحدث الرئيسان عون وبوتين في مواضيع تهم البلدين والاوضاع في المنطقة، فرأى بوتين في قرار الرئيس الاميركي “خرقا للقوانين الدولية”، مشيراً الى ان “لا بد من انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة، وموقف روسيا معروف ولا يتغير”. ولفت الى “اهمية التبادل التجاري بين لبنان وروسيا، مسجلا انخفاضه بنسبة 26 في المئة”، داعيا الى البحث عن مجالات جديدة للتعاون، ومثنيا “على دور لبنان في مكافحة الارهاب”.

 

بوتين: موسكو تعمل لعودة سورية الى الجامعة العربية

وتناول بوتين اوضاع النازحين السوريين في لبنان، وقال: “نحن نعلم عمق المعاناة اللبنانية في مسألة النازحين السوريين وما يتحمله في هذا المجال، ونأمل ان تصبح الظروف اكثر ملاءمة لعودتهم”. وتحدث عن “دور بلاده في مساعدة سورية لتسهيل عودة النازحين، خصوصا في مجال ازالة الالغام واعمار المنازل لتأمين عودة هؤلاء”. وقال: “إن موسكو تعمل على عودة سورية الى الجامعة العربية”.

من جهته تحدث عون عن واقع النازحين السوريين في لبنان، وما سببه من تداعيات على القطاعات كافة، لافتا الى “الكثافة السكانية التي ارتفعت نسبتها نتيجة انتشار النازحين”، وقال: “إن لبنان لم يعد قادرا على التحمل نتيجة اوضاعه الاقتصادية الصعبة”. ولفت الى انه “لا يمكن انتظار الحل السياسي لتحقيق عودة النازحين”، مستذكرا “القضية الفلسطينية التي لا تزال من دون حل منذ 71 عاما ولا يزال الفلسطينيون ينتظرون العودة الى اراضيهم”. وقال: “إننا نعلق اهمية كبرى على دوركم للمساعدة في تأمين عودة النازحين”.

ثم عرض الرئيسان للعلاقات الثقافية والاجتماعية بين لبنان وروسيا، فشدد عون على اهمية “التعاون الثقافي بين البلدين”، مقترحاً “انشاء معاهد تربوية لتعليم اللغة الروسية، اضافة الى تشجيع السياحة لبناء الصداقات وتفعيلها”. وايد بوتين اقتراح عون الذي اختتم اللقاء المصغر برغبة في ان يكون لروسيا “الدور الاكبر في منطقة الشرق الاوسط الذي يعتبر لبنان مدخلها الطبيعي”.

 

المحادثات الموسعة

بعد ذلك، انتقل الرئيسان عون وبوتين الى قاعة الطعام حيث انضم اليهما الجانبان اللبناني والروسي حول غداء عمل استكمل فيه النقاش حول المواضيع التي تهم البلدين. وحضر اللقاء الى الرئيسين اللبناني والروسي، عن الجانب الروسي: اوشاكوف، ولافروف، وبيسكوف، وزير الطاقة اليكساندر نوفاك، ووزير التنمية الاقتصادية ماكسيم اوريشكين، والسفير الروسي لدى لبنان اليكساندر زاسبيكين، ورئيس شركة النفط الروسية “روسنفت” ايغور سيتشين، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية اليكساندر لافرينتيف، ومدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية البروس كورتاشيف. فيما حضر عن الجانب اللبناني باسيل، وميراي عون الهاشم، وسفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار، والنائب السابق أمل بو زيد، والمستشاران رفيق شلالا ورلى نصار.

في مستهل اللقاء الموسع، قال بوتين: “اننا نتطلع الى تمتين العلاقات بين بلدينا في كل المجالات”. وتناول الجانبان البحث بالتفصيل في الملفات المشتركة، فتحدث اعضاء الوفد الروسي حول توجهات روسيا في مجال التعاون المشترك، واهمية الاسراع في انجاز الاتفاقيات المشتركة التي لا تزال بحاجة الى توقيع، والذي تأخر نتيجة تشكيل حكومة جديدة. وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات النقل والتعليم والجمارك. كما تطرق الحديث الى التعاون اللبناني الروسي في مجال الطاقة، وتصدير السيارات الروسية. وشدد الجانب الروسي على ان الهدف الاستراتيجي هو الوصول الى تبادل تجاري مرتفع يتجاوز البليون دولار سنوياً.

 

ثلاث مسائل

وتناول الجانب اللبناني التعاون القائم في مجال الطاقة ومشاركة شركة روسية في الكونسورسيوم الخاص باستخراج النفط والغاز وفي اعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس، لافتاً الى ان المجال مفتوح لمشاركة روسية في مشاريع عدة في مجال الطاقة. وشدد باسيل خلال مداخلته على ثلاث مسائل ينبغي العمل على المحافظة عليها في منطقة الشرق الاوسط وهي المشرقية والحريات الدينية واعتماد لبنان منصة لاعادة اعمار سورية نظرا للخبرات اللبنانية في هذا المجال. وقد اثنى بوتين على الطرح اللبناني، واكد جاهزية روسيا للتعامل مع لبنان في مجال اعادة اعمار سورية.

 

واتفق الجانبان ايضا على اهمية تعزيز الحركة الاقتصادية بين البلدين، واعطاء لبنان تسهيلات خاصة وتفعيل التبادل السياحي وتشجيع الزراعة اللبنانية وفتح الاسواق الروسية امامها، ولاسيما وان الانتاج اللبناني يتمتع بالجودة والتنوع. كما ابدى الجانب اللبناني رغبة في تسهيل قدوم السياح الروس الى لبنان، لاسيما وان عددهم منخفض بالمقارنة مع الحضور السياحي الروسي في دول اخرى مجاورة للبنان. واعطى بوتين توجيهاته لدراسة امكانية تفعيل التعاون السياحي بين البلدين.

 

كما تطرق البحث خلال اللقاء الموسع الى الجهود التي تبذلها سورية لاطلاق العملية السياسية فيها والتنسيق القائم مع المبعوث الدولي للازمة السورية غير بيدرسون، وما تحقق حتى الآن من تقدم في ما يتعلق باللجنة الدستورية وآلية عملها ومؤتمر الآستانة، والاجتماع المرتقب في نهاية شهر نيسان(ابريل) المقبل حيث ستتم مناقشة المسائل الدستورية وموضوع النازحين السوريين خصوصا انها مسألة مهمة للبنان الذي لا يزال فيه اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري.

 

مصدر قلق

بعد ذلك تطرق الجانبان الى الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والموقف الاخير للرئيس دونالد ترامب بالنسبة الى الجولان وانعكاسات ذلك على الوضع في المنطقة، واعتبرا ان ما يحصل هو مصدر قلق. وتناول البحث ايضا سعي لبنان الى ترسيم حدوده الجنوبية البرية والبحرية، وموقف اسرائيل الرافض لمناقشة الحدود البحرية. كما تطرق الجانبان الى المفاوضات الجارية في مؤتمر الآستانة وموقف دول الخليج وايران من الوضع في سوريا. وكان اتفاق على تفعيل عمل اللجنة المشتركة اللبنانية الروسية الخاصة بالمبادرة الروسية لعودة النازحين.

وخلال المحادثات الموسعة، طرح الوزيران باسيل ولافروف على الرئيسين عون وبوتين اقتراحا بأن يشارك لبنان في مؤتمر الآستانة بصفة مراقب كي يكون على تماس اكثر مع الحل السياسي للازمة السورية وموضوع عودة النازحين السوريين واعادة اعمار سورية. كما شدد باسيل على ضرورة تفعيل التنسيق الثلاثي بين لبنان وسورية وروسيا لاتخاذ اجراءات اضافية لتسهيل عودة النازحين.

 

دعوة بوتين لزيارة لبنان

وفي نهاية المحادثات اعرب بوتين عن سعادته للصراحة التي سادتها، واعتبر زيارة عون ناجحة جداً، شاكرا تلبية دعوته لزيارة موسكو، قائلا ان المحادثات التي تمت بين الجانبين اللبناني والروسي ارست اطارا مهما لتعزيز العلاقات الثنائية، ولافتا الى اهمية احياء ذكرى مرور 75 عاما على العلاقات بين البلدين. ووجه عون دعوة رسمية للرئيس بوتين لزيارة لبنان فوعد بتلبيتها، آخذا في الاعتبار برنامج زياراته الى الخارج.

وفي نهاية اللقاء تبادل الرئيسان الهدايا التذكارية. وبعد ذلك توجه عون والوفد المرافق مباشرة الى مطار فنوكوفو حيث اقيم له وداع رسمي شارك فيه بوغدانوف، وعدد من المسؤولين الروس. وعزفت الموسيقى النشيدان اللبناني والروسي وتم استعراض ثلة من حرس الشرف، قبل ان يصعد عون الى الطائرة عائدا الى بيروت.

 

وغرّد باسيل قائلا: “مع الرئيس بوتين يكون الحديث عميقاً واستراتيجياً من المشرق الى العالم، من التنوع الى مقاومة الارهاب، من القدس الى الجولان، من النفط الى الغاز، من السياحة الى الزراعة… اساسه تاريخ غني وأفقه مستقبل واعد”.

 

ضريح الجندي المجهول… ومجلس الدوما

وكان رئيس الجمهورية استهل اليوم الثاني من زيارته الرسمية الى روسيا الاتحادية، بوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول عند حائط الكرملين حيث اقيمت المراسم التقليدية. وكان في استقباله لدى وصوله، قائد مدينة موسكو العسكري الجنرال يفغيني سيليزنيف، وبوغدانوف، والسفير زاسبيكين.

بعد ذلك، توجه عون والوفد المرافق الى مبنى مجلس الدوما، حيث كان في استقباله عند المدخل رئيس المجلس فياتشيسلاف فالودين، ورئيس لجنة الشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي ومدير المراسم يوكدانوف. وتوجه الجميع الى الطابق السادس حيث عقدت محادثات بين الجانبين اللبناني والروسي. وفي مستهل اللقاء، رحب رئيس الدوما بزيارة الرئيس عون الاولى للمجلس، معتبرا انها “فرصة مهمة لمناقشة المواضيع التي تهم العلاقات بين البلدين، ولا سيما التعاون البرلماني”.

 

واعتبر عون ان هذه الزيارة “تشكل مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وروسيا، وتنمي التعاون بين البرلمانيين اللبنانيين والروس”، متمنيا ان يزور فالودين لبنان لتعزيز أواصر الصداقة.

 

وعبَّر فالودين عن رغبته في التعاون مع البرلمانيين اللبنانيين، ووجه اليهم، من خلال الرئيس عون، دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية الذي سيعقد في موسكو بين 1 و2 تموز(يوليو) المقبل. وقال: “لدينا رغبة أكيدة في المضي قدما في بناء قدراتنا المشتركة وتطوير علاقاتنا لمواجهة التحديات، لا سيما تلك التي يتعرض لها العالم العربي”.

 

ثم تطرق البحث الى الوضع في الشرق الاوسط، فشدد عون على ان “الاولوية في المعالجة هي للاوضاع في المنطقة عموما وفي سورية خصوصا، وهي الجارة الاقرب للبنان، الذي يتأثر سلبا بالاحداث التي وقعت فيها واصبحت المنطقة بالتالي مضطربة برمتها”.

 

“قرار ترامب يوم اسود”

ووصف عون قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعطاء الحق لاسرائيل بضم الجولان السوري، بأنه “يوم اسود يشهده العالم، لا سيما ان الجولان منطقة سورية في قسم منها اراض لبنانية محتلة، وهذا العمل التعسفي يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول”. وقال: “يأتي القرار بضم الجولان بعد القرار السابق بضم القدس حيث المعالم المسيحية كافة والاراضي المقدسة، ونبع الديانة المسيحية. واعلان اسرائيل دولة يهودية عنصرية، خطوة مرفوضة من العرب”.

 

ورد رئيس الدوما مؤكدا ان بلاده “تقف بثبات ضد التدخل في شؤون الدول المستقلة ذات السيادة، ونحن ندعو الى احترام كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والالتزام بقرارات الامم المتحدة والقرارات الصادرة عن مجلس الامن، والعلاقات القائمة على اساس الصداقة والاحترام المتبادل، ونعمل لتجنب المزيد من النزاعات وبناء السلم والسلام”. وقال: “من هنا دور روسيا في سورية لانقاذها من الكارثة الارهابية التي حصلت فيها وكادت ان تؤدي الى قيام دولة ارهابية على اراضيها. والتدخل الروسي في سورية كان بطلب من السلطات الشرعية الدستورية السورية، حيث سعت روسيا بالتعاون مع الدول الاخرى، الى انهاء شر الارهاب، وانقاذها من الكارثة المحققة التي كادت ان تصيبها”.

 

واكد رئيس الدوما ان “من مصلحة روسيا استقرار سورية وعودة النازحين السوريين الى ديارهم لأن في ذلك مصلحة لسورية نفسها ولجيرانها، وفي يقيني ان للبنان وروسيا رغبة مشتركة في تحقيق هذه العودة”.

 

من مصلحة اوروبا حل مشكلة النازحين

 

وعرض عون لاوضاع النازحين السوريين في لبنان والتداعيات التي سببها النزوح السوري على القطاعات اللبنانية كافة، شارحا التحرك الذي يقوم به لبنان من اجل تحقيق عودتهم الآمنة لأنه لم يعد يتحمل ذلك، لافتا الى ان تغييرا بدأ يسجل في مواقف عدد من الدول. وقال: “أتمنى ان يكون التعاون مع روسيا في هذا المجال ايضا، خصوصا انه اذا لم نصل الى حل لمعاناة النازحين، فان الكثيرين منهم قد يفرون من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الى دول اخرى، ولا سيما اوروبا التي لدى دولها مصلحة بحل هذه المشكلة بسرعة”.

 

واقترح رئيس الدوما عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم.

 

وفي ختام اللقاء، جدد عون التأكيد على “ضرورة حل الازمة السورية ومتابعة الاوضاع الشرق اوسطية وانعكاساتها الدولية، لأن أزمة الشرق الاوسط تضع السياسة الدولية ومصير لامم المتحدة على المحك”، شاكرا لروسيا اهتمامها.

 

واختتم رئيس الدوما اللقاء بالتأكيد على دعم بلاده للبنان، مؤكدا ان موقف روسيا “الثابت هو احترام القرارات الدولية”، واصفا قرار الرئيس الاميركي بأنه “تجاهل صارخ لمبادىء الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة، وعلى كل دولة في الامم المتحدة ان يعلو صوتها وتؤكد موقفها الرافض”.

 

رئيس شركة روسنفت

 

وظهرا، استقبل عون في مقر اقامته في فندق فور سيزنز، في حضور باسيل، رئيس مجلس ادارة شركة “روسنفت”، ايغور سيشين التي رست عليها مناقصة اعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس، مع وفد من كبار المسؤولين في الشركة.

 

وشكر سيشين الدولة اللبنانية على الثقة التي أولتها لشركته لاعادة تأهيل هذا المرفق النفطي المهم في لبنان، عارضا للمشاريع المماثلة التي تقوم بها الشركة في روسيا وعدد من دول العالم، حيث تؤمن استخراج اطنان من الغاز والنفط، وتنتشر مصانع شركة “روسنفت” في 26 دولة. وقال: “ان لبنان دولة استراتيجية بالنسبة الى نشاطات الشركة، ونحن نتعامل مع شركات لبنانية وننسق معها بايجابية في سبيل النهوض مجددا بمنشآت النفط في شمال لبنان”.

 

وشرح سيشين برنامج عمل الشركة في لبنان، وامكانية توسيع الاطار الذي تعمل فيه نظرا للاهتمام الذي توليه بالوضع الاقتصادي في هذا البلد. وتم التداول خلال اللقاء بعدد من المجالات التي تعمل فيها الشركة في لبنان والعالم.

 

بيان مشترك: لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية

 

وفي بيان مشترك صدر عن الرئيسين بوتين وعون بعد المحادثات التي أجرياها في الكرملين جاء فيه: “ان الجمهورية اللبنانية والاتحاد الروسي المشار اليهما في ما بعد بـ”الجانبين”، إذ يبنيان على عراقة الصداقة والشراكة والاحترام المتبادل بين شعبيهما، ويستندان الى المعاهدات والاتفاقات المبرمة بين البلدين، إذ يعيدان التأكيد على رغبتهما في تطوير الروابط الثنائية والتعاون ذي المنفعة المتبادلة، إذ يعملان على المساهمة في اقامة نظام عالمي اكثر عدلا وديموقراطية، مبني على صنع القرارات بصورة مشتركة في معالجة القضايا العالمية، على سيادة القانون، والأهم على المبادئ المتجسدة في ميثاق الأمم المتحدة، وعلى التعاون بين الدول الذي يعود بفائدة متبادلة عليها، إذ يدعمان توطيد السلام الدولي من خلال ضمان الأمن المشترك والشامل والمستدام والمتكافئ والذي لا يتجزأ، إذ يدفعهما تطلعهما الى الحفاظ على الحوار حول القضايا العالمية والاقليمية ذات الاهتمام السياسي المتبادل، بما فيها ارساء الاستقرار في الشرق الاوسط ودعم الجهود الآيلة الى البحث عن سبل لتسوية النزاعات من خلال الوسائل السلمية المبنية على مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، يعلنان ما يأتي:

 

“1- يدعم الجانبان الجهود المشتركة المتواصلة الرامية الى تعزيز الدور التنسيقي المركزي للامم المتحدة في ضمان السلام والأمن والتنمية المستدامة، وتحسين فعاليتها اكثر فأكثر. إنهما على استعداد لتوطيد وتوسيع التعاون ضمن الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية.

 

“2- يؤمن الجانبان بأن الارهاب، بأشكالة ومظاهره كافة، يشكل تهديدا بارزا للسلام والأمن الدوليين، وللاستقرار والتنمية المستدامة على المستويين الاقليمي والعالمي. وسوف يواصلان تعاونهما في مواجهة هذا الشر العالمي بما يتوافق مع معايير القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن ذات الصلة.

 

“3- يعتبر الجانبان انه من غير المقبول انتهاك مبادئ السيادة والمساواة بين الدول، واستخدام التنظيمات الارهابية والمتطرفة كأدوات لتحقيق المآرب السياسية والجيوسياسية، كما يشددان على ان الارهاب لا يمت بصلة الى اي ثقافة او دين او عرق.

 

“4 – إذ يحترمان استقلال الجمهورية العربية السورية ووحدتها وسيادتها وسلامة اراضيها، وإذ انهما مقتنعان بأنه لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية، يحبذان تسوية هذا النزاع من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، استنادا الى قرار مجلس الأمن التابع للامم المتحدة رقم 2254، ومقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

 

“5 – يدعمان بقوة الجهود التي تضطلع بها سلطات الجمهورية العربية السورية وحلفاءها لمحاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات المتفرعة عنهما.

 

“6 – يلحظ الجانبان العمل الفعال والمثمر الذي تقوم به روسيا وايران وتركيا في اطار محادثات أستانة لخلق ظروف من اجل اطلاق العملية السياسية والحد من العنف في سوريا.

 

“7 – يؤيد الجانبان الجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجرين داخليا، ويؤمنان بأن حل هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال اعادة الاعمار ما بعد الصراع. ويدعوان المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية.

 

“8 – يشددان على الحاجة الى تطبيق احكام قرار مجلس الامن رقم 1701 ويدعمان بالكامل ولاية قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” التي تساعد البلد في ضمان سيادته ووحدته وسلامة اراضيه.

 

“9 -يعلنان عن دعمهما لسيادة العراق وسلامة اراضيه، اضافة الى جهود سلطات البلد في مكافحة الارهابيين، وبصورة خاصة داعش وغيرها من المجموعات المتطرفة.

 

“10 – سوف ينسقان مقارباتهما بهدف ضمان تسوية شاملة وعادلة في الشرق الاوسط ترتكز على اطار قانوني دولي ملائم. ويعربان عن املهما بأن يتم ايجاد حل عادل ودائم للمشكلة الفلسطينية، مع التشديد على ضرورة توفير حقوق وطنية للشعب الفلسطيني.

 

“11 – يدعمان الجهود الرامية الى الوقاية من جميع الازمات في الشرق الاوسط وشمال

 

افريقيا وحلها سلميا من خلال حوار جامع، بما يتماشى مع جميع معايير القانون الدولي.

 

“12 – يدعوان الى ايجاد حل عادل للمسألة النووية الايرانية، مع الأخذ بعين الاعتبار حق الجمهورية الاسلامية الايرانية المشروع بالاستعمال السلمي للطاقة الذرية وفقا لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.

 

“13 – يعتزم الجانبان التعاون من اجل تعزيز الاستقرار الدولي، وضمان عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل وطرق تسليمها. وسوف ينسقان جهودهما ويسهلان اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.

 

“14 – سيواصل الجانبان الترويج لضرورة تطوير حوار بين الحضارات وتعزيز الفهم والثقة المتبادلين بين اعضاء ديانات وثقافات مختلفة، على الصعيدين الوطني والعالمي.

 

“15 – كما يعتزمان المساهمة اكثر فأكثر، بشتى الوسائل الممكنة، في تطوير وتكثيف الحوار السياسي بين روسيا ولبنان، بما في ذلك على المستوى البرلماني، وتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية في التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والثقافة والمضمار الانساني والتربية والرياضة والسياحة وغيرها من مجالات التعاون”.