IMLebanon

الحياة: الحكومة اللبنانية تقرّ خطة الكهرباء بالاجماع والحريري يعد بتنفيذها وبتشكيل الهيئة الناظمة سريعا

اقرّ مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الاستثنائية التي عقدها بعد ظهر أمس (الاثنين) في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون، خطة الكهرباء التي رفعتها اللجنة الوزارية، مع بعض التعديلات الطفيفة عليها، وسط اجواء ايجابية اثنى عليها جميع الوزراء. وسيعهد تنفيذها إلى لجنة المناقصات واللجنة الفنية في وزارة الطاقة.

وقال مصدر وزاري لـ”الحياة” أن النقاط التي كانت مدار نقاش وملاحظات في الأسبوعين الماضيين وتسببت بسجالات علنية، خصوصا بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”، جرى التوافق عليها كالآتي:

1- لم تتضمن الخطة الاستعانة بالبواخر التي كانت موضوع انتقاد وخلاف كبير في السنتين الماضيتين.
2- البت بالمناقصات يتم عبر هيئة إدارة المناقصات، على أن تتولى لجنة وزارية متابعة الأمر معها، توخيا للسرعة في فض العروض واختيار الأفضل، وأي خلل قد يؤخر التلزيم، يلتئم مجلس الوزراء على وجه السرعة لاتخاذ القرار في شأنه.

3- الاتفاق على التوزيع العادل للإنتاج على المناطق، مع تقدم إنتاج الطاقة من المعامل الجديدة.

4- زيادة التعرفة بعد وقف الهدر التقني من شبكة إيصال الطاقة، من طريق تحسين خطوط النقل التي بات بعضها قديما ومتداعيا، وبعد أن ترتفع التغذية إلى 20 ساعة يوميا في المناطق كافة.

5- الربط بين المرحلتين الموقتة والدائمة للحل، بحيث يتم تلزيم المرحلتين سوياو الشركات التي ستقوم بالأعمال، والتي ستدير جزءا من الطاقة في إطار إشراك القطاع الخاص.

6- الإسراع في استكمال تأليف مجلس إدارة شركة كهرباء لبنان. وطالبت وزيرة الطاقة ندى بستاني بتقديم السير الذاتية للمرشحين بحيث يتم الإسراع في التعيينات. وهذا واحد من شروط مؤتمر “سيدر” الذي التزمته الحكومة، إضافة إلى تعيين أعضاء الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، الذي يفترض أن يتم بعد تعديل قانون إنشائها في جلسة البرلمان غداً، لأنه لم يلحظ اشتراك القطاع الخاص في مجال الطاقة، بينما هذا الأمر في صلب الخطة.

ولخص المصدر النقاشات التي جرت بالقول: “الجميع تراجع خطوة إلى الوراء في ملاحظاته، واقترب خطوة إلى الأمام من طروحات غيره”.

وطمأن رئيس الحكومة سعد الحريري بعد انتهاء الجلسة الى انه سيتم الاسراع في تشكيل الهيئة الناظمة، وان هذه الخطة ستنفذ ولن يكون مصيرها كالخطط السابقة التي وضعت، لانه ” في ظل وجود الرئيس عون ووجودي ووسط اجماع حكومي، سيتم انجاز هذه الخطة”.

وكان رئيس الجمهورية، اكد الإصرار على الإنتهاء من الخطة اليوم مهما كلف الأمر، وشدد على الوزراء، على عدم الإنتهاء من الجلسة إلّا وتكون خطة الكهرباء قد أقرّت.

وبعد انتهاء الجلسة، تحدث الرئيس الحريري الى الصحافيين فقال: “بعد اجتماعاتنا ضمن اللجان الوزارية الاسبوع الفائت، انتهينا من درس خطة الكهرباء، واليوم اقرها مجلس الوزراء بالاجماع وبكامل بنودها، وسط جو ايجابي جداً، وكان العمل جرى على كل المستويات لاقرار الخطة، من فخامة الرئيس ومن قبلي والوزراء، واتفقنا جميعاً على تمديد العمل بالقانون 288، وستحال الخطة الى لجنة المناقصات واللجنة الفنية لوزارة الطاقة لوضع كل الشروط اللازمة كونها المرة الاولى التي تجرى فيها مناقصة وفق BOT او PPP في لجنة المناقصات. ولهذا السبب سيتضمن التمديد للقانون 288 بنوداً اخرى ايضاً لمنع حصول اي تضارب في القوانين.”

واضاف: “نبشّر اللبنانيين اننا اقرينا الخطة بشكل ايجابي جداً وهو انجاز لكل الفرقاء السياسيين الذين عملوا بروح ايجابية، واثني على الوزيرة ندى البستاني التي بذلت جهداً كبيراً خلال الاسابيع الماضية، وهو انجاز يسجّل في خانة المرأة اللبنانية كونها استطاعت انجاز هذه الخطة، ونأمل ان يكون التنفيذ من قبل الوزيرة ايضاً مماثلاً لعملها في اللجنة الوزارية”.

وردا على سؤال اجاب: “قلت لكم منذ البداية ان طراز سعد الحريري عام 2010 شيء، وطراز سعد الحريري عام 2019 شيء آخر. وفي ظل وجود الرئيس العماد ميشال عون ووجودي ووسط اجماع حكومي، سيتم انجاز هذه الخطة. صحيح اننا شكلنا عام 2010 حكومة وحدة وطنية، ولكنها لم تكن مماثلة للحكومة الحالية بالتناغم الذي يسودها، ولم يكن هناك من كسر للخلافات التي سادت. اليوم، وبعد الاتفاق على وضع خلافاتنا السياسية الكبرى خارج مجلس الوزراء والعمل لمصلحة المواطن، هذا ما تم اليوم في الجلسة.

اضاف: “نحن نسير وفق مفهوم يقضي بأن تقوم كل دائرة بعملها، ومن يخالف هذا المفهوم سيحاسب وفق القانون. وان التمديد للقانون 288 واضافة بعض المواد لحصر العمل بهذه الخطة هو الاساس، وليس هناك من احد يريد التعطيل، ومن يرغب بذلك سيتحمل المسؤولية”.

وزاد: “لم يكن من معترض على ادارة المناقصات، فالمشكلة كانت مالية، وعلينا تلزيم الكهرباء في اسرع وقت ممكن، ومن يتقاعس في الموضوع سيدفع الثمن، فمالية الدولة لا يمكنها تأجيل العمل بهذه الخطة ولو ليوم واحد. لذلك، اي ادارة ستتأخر في القيام بواجبها، تقع عليها مسؤولية هدر الاموال”.

“اجراءات صعبة”

وعما اذا كان مشروع الموازنة سيسلك طريقاً سهلة كما حصل مع خطة الكهرباء، اجاب: “هناك عمل دؤوب في موضوع الموازنة، وهناك اجراءات علينا اتخاذها قلت سابقاً انها صعبة سأتكلم عنها في مرحلة لاحقة، وعلينا الحديث مع المواطن عن وضعنا الحالي والاجراءات الواجب اتخاذها. ليس نحن من يتخذ هذه الاجراءات، فنحن لا نرغب في ذلك، انما الوضع المالي الذي نواجهه لا يبشرّ بنهاية سعيدة اذا وقفنا دون حراك، وعبر اتخاذ هذه الاجراءات نكون قد سلكنا في الاتجاه الصحيح لتقويم وتعديل طريقة عملنا”.

قيل له هل ترضي هذه الاجراءات الدول المانحة، وماذا عن الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء؟ اجاب: “ان هذه الخطة ترضي الشعب اللبناني لانها ستؤمّن له الكهرباء 24 على 24 ساعة، ومن شأنها تخفيض العجز الذي ندفعه في الموازنة، وهذا امر ايجابي حتماً، وكل المؤسسات الدولية على غرار “موديز” وSNT وغيرها المعنية بالتصنيف الدولي سيرى في الخطة انها واضحة وان لبنان يقوم بخطوات حقيقية للاصلاح في هذا المجال”.

واضاف: “لن نترك مدة زمنية مفتوحة (للمناقصة)، ان كل الشركات التي ستتقدم بطلبات ستخضع لشروط قاسية كي نجذب شركات ضخمة تتمتع بإمكانات مالية كبيرة لانجاز الخطة”. وأكد أن اللجنة الوزارية ستشكل في الجلسة المقبلة”.

وعن قول وزير المال بأن الموازنة ستطرح هذا الاسبوع، اجاب: “ان شاء الله، انا اعمل معه والافرقاء السياسيين لتوحيد الموقف من موضوع الموازنة، ونعتمد المسار نفسه الذي سلكناه في خطة الكهرباء”. وأكد ان “العمل جار حالياً لتشكيل الهيئة الناظمة ومجلس الادارة. واود ان اشكر جميع الوزراء وبالاخص الوزيرة ندى البستاني لقيامها بعمل كبير”.

شدياق وأبو سليمان

ثم تحدثت الوزيرة مي شدياق، فأثنت على “الجو الايجابي الذي ساد داخل الجلسة”، وقالت: “إن وجودنا هنا ليس من اجل الحديث عن انتصار احد على آخر، بل ان الاجواء كانت ايجابية وكان لا بد من السير بالاتجاه الصحيح كي نصل الى اقرار هذه الخطة، لان اللبنانيين تعبوا بالفعل. وكانت الخطة من الشروط الاساسية لكي تسير العجلة الاقتصادية”.

واضافت: “النقاط التي كانت اثيرت في الاعلام وشهدت جدل اعلامي، باتت واضحة ومنها ادارة المناقصات وتوضيح مسألة الاستملاكات… جميعنا كنا داخل الجلسة نتعاطى بشكل ايجابي ونتمنى ان يستمر هذا السياق في المسارات المقبلة لاننا كقوات لبنانية وسائر الفرقاء حريصون على انقاذ البلد من وضعه الراهن، انما ضمن الطريق المستقيم، واخذ الملاحظات من قبل الجميع بايجابية وتم اعتماد الصيغة التي اقرّت”.

سئلت: تجاوزتم المطب في العلاقة مع التيار الوطني الحر؟اجابت: “عندما يتطلب الامر مواجهات نقوم بذلك، انما اعتماد وضع المطبات موجودة لاننا لسنا فريق سياسي واحد، بل حكومة توافق وطني ولو لم يكن هناك من اخذ ورد، لا يمكن تشكيل لجان لدرس المواضيع او طرحها على مجلس الوزراء، وشاهدتم في اي ساعة دخلنا واي ساعة خرجنا، وذلك كي يتم تمحيص كل النقاط ومن قبل كل الجهات: التيار الوطني الحر، المردة، حزب الله، حركة امل، القوات اللبنانية والمستقلين ولا يمكننا ان ننكر دور احد، وكان لفخامة الرئيس دور اساسي جداً بتصحيح المسار عند حصول تعقيدات. لا يسعنا الا القول مبروك للبنان، ونأمل ان نصل الى المبتغى عند التطبيق، والا يتأخر موضوع الهيئة الناظمة عبر العودة الى ما نصّ عليه البيان الوزاري”.

اما الوزير كميل ابو سليمان فقال: “لا نريد الدخول في حسابات الربح والخسارة، فنحن راضون بالخطة كما تم اقرارها، ونرغب في اقرار الهيئة الناظمة وتم البحث في الاسراع في هذا الامر. نحن مع تنفيذ الخطة في اسرع وقت وسنكون موجودين لمتابعة هذا الامر، لانه تم اقرار خطط في السابق لم تنفّذ، ونرغب في التأكد من تطبيق هذه الخطة لمصلحة لبنان. نحن مرتاحون للجو الايجابي وطريقة التعامل وعمل اللجنة الوزارية”.

اضاف: “الخطة تتحدث عن نفسها. فالجو ايجابي، وجميعنا متفقون، ويبقى موضوع الهيئة الناظمة الذي سنبحث فيه”.

وكان سبق الجلسة خلوة بين الرئيس عون والرئيس الحريري تم خلالها استكمال البحث في موضوع خطة الكهرباء.

باسيل: المهم خلصت “البطولات الوهميّة”

وغرّد وزير الخارجية جبران باسيل عبر تويتر ناشرا: “خسّروا لبنان سنين وكلفوا الخزينة أموال …المهم خلصت البطولات الوهمية وبقيت الخطة الحقيقية، هي ذاتها من الأوّل والباقي حكي… المهم التنفيذ من دون عرقلة لتتنفّذ الوعود: ٢٤ على ٢٤ وصفر عجز”.