حركة ديبلوماسية كثيفة في لبنان: بري يعد فوشيه بزيارة فرنسا… وتشديد على الإصلاحات في الموازنة
شهد لبنان أمس (الاثنين) حركة ديبلوماسية كثيفة، للاطلاع على مسار الاصلاحات المطلوب في اطار مؤتمر “سيدر” وحث المسؤولين اللبنانيين على تسريع الاجراءات العملية الضرورية لوضع “سيدر” موضع التنفيذ، والتشديد على الإصلاحات في الموازنة. وابلاغهم في الوقت نفسه مواصلة المجتمع الدولي دعم لبنان.
وعرض رئيس الجمهورية ميشال عون، في قصر بعبدا مع رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرانسوا فيون، العلاقات اللبنانية – الفرنسية وأهداف زيارته لبيروت. واوضح فيون أنه “يعمل حالياً لمساعدة مسيحيي الشرق ليتمكنوا من البقاء في ارضهم ودولهم، وسيتم إنشاء جمعية خاصة لذلك برأسمال لا يقل عن 15 مليون يورو لتشجيع المسيحيين على البقاء في اوطانهم من خلال نشاطات تثقيفية وتربوية وبرامج عمل لتأمين المساعدة اللازمة لذلك”. واشار إلى أن “الرئيس عون أبدى اهتماماً بالمبادرة وشجعه على المضي بها”.
وزار فيون ابكركي والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي وأطلعه على مبادرته لـ”إطلاق مؤسسة تهتم بدعم المسيحيين وتثبيتهم في أرضهم في الشرق”.
بعد اللقاء، قال فيون: “عرضت لمشروع انشاء المؤسسة وهدفها الضغط على الحكومات الأوروبية للأخذ في الاعتبار، وبطريقة استراتيجية، الوجود المسيحي في الشرق كعنصر استقرار وسلام. وأثمن كثيرا الدعم القوي، الذي لقيته لدى البطريرك الراعي بالنسبة إلى هذا المشروع”.
وأشاد بـ”مواقف وشخصية صاحب الغبطة الداعية الى عدم ترك المسيحيين لأرضهم في الشرق، لأنها أرضهم الأصيلة، وبحفاظهم عليها يحافظون على تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم العريقة والمتجذرة في المنطقة”. وأثنى على وجود “لبنان في هذا الشرق كبئر ماء وسط الصحراء، رغم همومه ومشاكله وتقلباته”.
ثم التقى فيون متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، وقال: “عرضت مشروعي لإنشاء مؤسسة في فرنسا تعنى بدعم مسيحيي الشرق، عبر الضغط على الحكومات في أوروبا لحمايتهم. وأرغب في أن تمول هذه المؤسسة تعليم المسيحيين في البلدان حيث هم، وخصوصاً أولئك الذين تركوا أوطانهم لتشجيعهم على العودة”.
الى ذلك وعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتلبية الدعوة الرسمية الموجه اليه لزيارة فرنسا في موعد يحدد لاحقا، وذلك خلال لقائه اليوم في مقر الرئاسة الثانية، السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان، لاسيما الموازنة اللبنانية وضرورة ان “تشمل الإصلاحات لأن عدم تحقيق هذه الإصلاحات يعرقل نتائج مؤتمر “سيدر” كما تم البحث في موضوع الحدود البحرية والمستجدات في شأنها”. وعرض بري مع سفيرة استراليا في لبنان ريبيكا غريندلي، العلاقات الثنائية بين البلدين.
“المجتمع الدولي يرسل إشارات إيجابية”
من جهته تبلغ رئيس الحكومة سعد الحريري “مواصلة دعم بريطانيا للمشاريع لتحسين حياة المواطنين اللبنانيين وذلك خلال لقائه في السرايا الكبيرة السفير البريطاني لدى لبنان كريس رامبلينغ الذي قال: “بحثنا في التطورات الأخيرة ورحّبت بالالتزام القوي للرئيس الحريري وعمل الحكومة خلال التدابير في ميزانية العام 2019 ، إضافة إلى الإجماع السياسي خلال اتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح قطاع الكهرباء. وأبلغت رئيس الحكومة بأننا والمجتمع الدولي نتطلع قُدماً لرؤية تنفيذ هذه الخطط”.
أضاف: “إن اللبنانيين والمجتمع الدولي يتطلعون إلى هذه الخطط الصعبة، ولكن الحاسمة ويرسلون الإشارات الإيجابية التي يحتاجها اللبنانيون. كما ناقشنا آخر الأوضاع الإقليمية، وأنا متأكد من أننا سنواصل مناقشة هذه القضايا الملحة”.
وتابع: “هنأت رئيس الوزراء على نجاح ديما جمالي في الانتخابات في طرابلس، ونتطلع إلى العمل معها، وخلال زيارتي الأخيرة للمدينة، رأيت أدلة على العديد من المشاريع التي تدعمها المملكة المتحدة في طرابلس، بما في ذلك إحياء المدينة القديمة والأسواق والكورنيش، في التعليم وحل النزاعات وأيضاً العديد من المناطق الأخرى”. وقال: “أبلغت رئيس الوزراء أن المملكة المتحدة ستواصل دعم المشاريع لتحسين حياة المواطنين اللبنانيين في طرابلس وجميع أنحاء لبنان وتعمل المملكة حالياً على إعداد أفكار أخرى لدعم طرابلس وغيرها من البلدات خارج بيروت. إن تحسين الخدمات والتعليم والوضع الاقتصادي في لبنان أمر بالغ الأهمية للمملكة المتحدة”.
وعرض الرئيس الحريري مع المنسق الخاص للامم المتحدة جان كوبيتش الاوضاع العامة ونشاطات الامم المتحدة في لبنان.
… والحسن بحثت والبخاري العلاقات
أما وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، فعرضت، مع سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري العلاقات اللبنانية – السعودية من جوانبها كافة.
بدوره بحث وزير الإعلام جمال الجراح مع سفير تركيا هكان تشاكل، العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال السفير التركي: “تبادلنا وجهات النظر حول العلاقات التركية-اللبنانية، وناقشنا عددا من المشكلات الإقليمية، وسبل تطوير علاقاتنا الثنائية. تركيا تقدر علاقاتها الثنائية مع لبنان وتسعى الى تحسينها في كل المجالات، لذلك ناقشنا هذه القضايا معه. وقررنا أن نبقى على اتصال ونبذل قصارى جهدنا لتطوير علاقتنا في خدمة بلدينا. أما على مستوى الإعلام، فتتمتع تركيا بقطاع إعلامي متطور للغاية وترغب في التعاون مع لبنان، سواء على مستوى الاعلام المرئي أو المسموع أو المكتوب”.