IMLebanon

الربيعة لـ “الحياة”: المملكة مع عودة النازحين ولدينا برامج مكثفة لدعمهم في الداخل السوري

قال المستشار في الديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة لـ”الحياة” إن المركز “يعمل في شكل مكثف في الداخل السوري ولدينا برامج في كل القطاعات الإنسانية سواء كان ذلك للنازحين داخل سورية أو من لم يخرجوا منها”.

وكان الربيعة الذي يزور لبنان منذ أول من أمس وجال أمس على عدد من مراكز النازحين ويعقد اليوم ندوة موسعة تشارك فيها منظمات ووزارات معنية بالنزوح وبرامج التنمية في عدد من المجالات تشمل النازحين والمجتمعات اللبنانية المضيفة، تنتهي بتوقيع اتفاقات لمشاريع عدة، يجيب عن سؤال لـ”الحياة” عما إذا لدى المركز توجه بمساعدة النازحين السوريين الذين يعودون إلى سورية، وسط مطالبة لبنانية بأن تقدم لهم المساعدة في المناطق التي يعودون إليها بدل تقديمها في لبنان.

وأجاب الربيعة: “بلا شك. والمملكة حريصة على المستوى الرسمي كل الحرص على عودة الاستقرار وسرعة الحل السياسي في سورية وفق المرجعيات الدولية. هي تدعم عودة كل النازحين إلى بلادهم وستساهم كعادتها في دعم هؤلاء النازحين لضمان حصولهم على الاحتياجات الإنسانية التي تمكنهم من العيش الكريم”.

واعتبر الربيعة رداً على أسئلة “الحياة” أن الزيارة “تصب في شكل مباشر وغير مباشر في دعم الاقتصاد اللبناني. عبء النازحين السوريين والفلسطينيين والعراقيين على لبنان عبء اقتصادي كبير والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حرصا على أن تساهم المملكة في دعم الجهود المباركة والمشكورة التي تقوم بها حكومة لبنان وشعبه. وجاءت الزيارة من أجل تكثيف العمل الإغاثي والإنساني. وعندما يأتي المشرف العام على المركز، فللاطلاع وللتخطيط المستقبلي. وأنا أقول أن أول الغيث قطرة. هناك مشاريع تم تدشينها وتحدث عنها الإعلام، لكن غدا هناك ندوة لإطلاع المؤسسات الإغاثية والإنسانية الرسمية وغير الرسمية على آلية العمل السعودي الإنساني، وكيفية التقارب بين المركز وبين هذه المنظمات. وهذا أراه مكسبا مستقبليا جيدا وواعدا. والبعد الثاني هو توقيع حزمة من الاتفاقيات سواء في الأمن الغذائي أو في الصحة أو التعليم”.

أضاف: “ربما أن الجديد في هذه الاتفاقيات على الشعب اللبناني أنها ليست فقط للنازحين وإنما ستصب في مصلحة من هم محتاجون من الشعب اللبناني. وهذا تخفيف من الأعباء التي على كاهل الحكومة اللبنانية”.

وردا على سؤال عن مستقبل التعاون الاقتصادي وعودة السياح السعوديين إلى لبنان قال الربيعة لـ”الحياة”: “الجميع يعرف أن لبنان ربما كان الدولة العربية الأولى في السياحة، وكان يعرف عنه أنه باريس الشرق إذا جاز هذا التعبير. لكن في السنوات الماضية ربما خف الاستنثمار في السياحة اللبنانية بفعل مخاوف غالبها يتعلق بالأمن والاستقرار في لبنان. اليوم هناك إرادة من حكومة لبنان ومن شعبه، وهناك حماس من الدول المحبة للبنان وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لدعم السياحة وهذا بدأ. فالملك سلمان وجه بالانفتاح على لبنان. وأنا شاهدت في هذه الزيارة عددا لا بأس به من السياح السعوديين، على رغم أننا في توقيت صعب وهو توقيت الامتحانات الدراسية في المملكة. وأنا متفائل بازدياد السياحة في الصيف في لبنان. أعول كثيرا على الشعب اللبناني الذي عرف عنه رحابة الصدر والبشاشة والكرم. ويجب على كل فئات الشعب اللبناني الشقيق أن تدعم توجه حكومة لبنان وتبارك مبادرة خادم الحرمين الشريفين بعودة السياح السعوديين، بتأمين الجو المناسب للسياحة، أي الأمن والاستقرار حتى لا نعكر صفو هذه العلاقة التي تصب في مصلحة الاقتصاد اللبناني ومستقبل لبنان الواعد إنشاء الله”.

وعما إذا تناول في اجتماعه مع رئيس الحكومة سعد الحريري موضوع الاجتماع المرتقب للجنة المشتركة بين البلدين والتي يرأسها ولي العهد من الجانب السعودي ورئيس الحكومة من الجانب اللبناني، بعد تحضير الفنيين لمجموعة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي قال الربيعة لـ”الحياة” أنه “لم نتطرق إلى هذا الموضوع أول من أمس، لكن الذي أعرفه أن هناك إرادة سياسية من البلدين لدعم عودة الاستقرار في لبنان وكذلك النهضة الاقتصادية التي نعول على استعادتها في لبنان دولة مهمة في المجتمع العربي”.

“لبنان وشعبه يتوقان لعودة العلاقة القوية مع السعودية”

وكان المستشار في الديوان الملكي السعودي أجرى سلسلة لقاءات اعلامية في مقر اقامته في فندق “فينيسيا”، تناول فيها اهمية التعاون السعودي – اللبناني على مستوى الاتفاقيات التي تعزز المساهمة في تأمين مواد غذائية وصحية للنازحين في لبنان، وعرض للاتفاقيات التي ابرمت في بيروت في هذا السياق”. وقال: “استقبلت استقبالا حارا على المستوى الرسمي والشعبي والروحي، وهذه رسالة تدل على ان لبنان وشعب لبنان منفتحان ويتوقان لعودة العلاقة القوية بين المملكة العربية السعودية ولبنان، والتقارب الذي نراه الان على المستوى الرسمي بإذن الله، يتبعه تقارب شعبي في مصلحة لبنان واللبنانيين”.

واضاف: “بالنسبة لوجودنا على الساحة الاغاثية ليس بغريب، والمملكة العربية السعودية دوما تدعم التنمية والعمل الانساني في لبنان، ولبنان يعاني مشكلة كبيرة مشكلة وجود نازحين اضافوا عبئا على عبء كبير في اقتصاد لبنان، والمملكة بحرصها وحرص خادم الحرمين الشريفين وحرص ولي العهد على لبنان، جاءت التوجيهات بأن يساهم مركز الملك سلمان للاغاثة في برامج متعددة لتخفيف الاعباء التي يقدمها لبنان بحكومته للنازحين السوريين والفلسطينيين والعراقيين، فجاءت هذه الحزمة من البرامج التي شاهدتموها اليوم وسنراها غدا”.

وشدد على انه “سيكون هناك اشراك للمجتمعات الحاضنة اللبنانية لافادتها من المساعدات، سواء في التعليم او الصحة او الغذاء”.

وختم الربيعة “غدا في فندق “الفورسيزن” سيكون تجمع انساني كبير يحمل رسائل عديدة، الرسالة الاولى ان بيروت تحتضن ندوة انسانية كبيرة رسالتها المملكة العربية السعودية وجمهورية لبنان الشقيق، وهي رسالة انسانية كبيرة، والرسالة الثانية اطلاع المؤسسات الانسانية الرسمية اللبنانية على آلية العمل الانساني – السعودي، فالتقارب مع قيادات المركز لبناء شراكات مستقبلية تعود بالخير على البلدين. اما الرسالة الثالثة فهي توقيع اتفاقيات تخص الامن الغذائي والصحة والتعليم وترسل رسالة لمن يشكك في هذه العلاقة بين البلدين وهي علاقة حكومة وشعب”.

…والبخاري يعرض التطورات مع جنبلاط

الى ذلك استقبل رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” الوزير السابق وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، مساء اليوم، السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، في حضور وزير الصناعة وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي. وكان عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.