أطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط مواقف مثيرة أول من أمس قال فيها إن مزارع شبعا ليست لبنانية، ووصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه “أكبر كذاب”، استدعت ردودا من حلفاء النظام السوري و”حزب الله” عليه، تدلفع عن الأسد، وتشدد على لبنانية مزارع شبعا.
ودخلت مفوضية الإعلام في “الاشتراكي” على خط السجال، فيما نسبت محطة “إل بي سي” إلى مصادر مطلعة على موقف “حزب الله” قولها إنها”لحظة تخلي من جنبلاط، وهذه المرة تخلى عن الأرض”…
وكان جنبلاط اعتبر في حديث إلى محطة “روسيا اليوم” التلفزيونية أن “حاكم سورية بشار الأسد هو أكبر كذاب في العالم”، كاشفاً عن أنه “يملك معلومات من ديبلوماسي روسي أن الأسد أرسل رسالة لنتنياهو سنة 2012، قال فيها: في حال تقسمت سورية، فإن الدويلة العلوية لن تكون خطراً على إسرائيل”، فكان الجواب الإسرائيلي: نريد رفاة الجاسوس كوهين”.
وأشار جنبلاط إلى أن “النظام السوري حاقد تاريخياً ضد الساسة اللبنانيين الذين عارضوه”.
ورأى أنه “ليس هناك سلام مع اسرائيل، السلام دون نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، فالسلام مع احتلال الأراضي العربية مستحيل”.
وقال جنبلاط: “بصرف النظر عن موقفي من الجمهورية الإسلامية وحزب الله، ففي النهاية هناك أرض عربية محتلة هي فلسطين، وينبغي يوماً ما إعطاء الحق الأدنى من الحقوق في حل الدولتين لهذا الشعب المنكوب، هذا موقفي التاريخي وموقف كمال جنبلاط”.
وقال جنبلاط إن “مزارع شبعا ليست لبنانية”، كاشفا أن “بعد تحرير الجنوب عام 2000، تم تغيير الخرائط في الجنوب من قبل ضباط سوريين بالاشتراك مع ضباط لبنانيين، فاحتلينا مزارع شبعا، ووادي العسل (نظرياً)”، معتبراً أنه “أول تغيير جغرافي على الورق، كي تبقى الذرائع السورية وغير السورية بأن مزارع شبعا لبنانية ويجب تحريرها بأي شكل من الوسائل”.
وأكد أن “حزب الله حزب سياسي يمثل تقريباً 30% من الشعب اللبناني، لكن الإدارة الأميركية الجديدة أقسى من سابق الإدارات حين ألغت الاتفاق النووي الذي قام به (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما مع طهران”.
وقال جنبلاط: “الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية كبيرة للجيش اللبناني ومالية للنازحين السوريين في لبنان، هم وغالبية دول أوروبا”، مشيراً إلى أن “هناك سياسة أميركية جديدة بعد إنهاء الإتفاق النووي في معاقبة الجمهورية الإسلامية والأحزاب التي تنتمي إليها أو تصب في خانتها ومنها حزب الله”.
ولقي كلام جنبلاط ردود فعل عدة منها لوزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد عن أن “مزارع شبعا لبنانية وملكيتها مؤكدة بالوثائق والمستندات والتاريخ والجغرافيا، وهويتها متجذرة في هذه الأرض اكثر بكثير من عدد كبير من ساسة هذا البلد”.
أضاف مراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “لن نستكين الى أن نستعيد آخر شبر من ارضنا المغتصبة”.
ودافع رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، عن الأسد قائلا أنّ “من يرى هذه الحملة المستمرة على سورية ورئيسها وعلى المقاومة وخطّها، يدرك أنّنا أمام وعود وأكاذيب وأضاليل جديدة من الإدارة الأميركية لمن ينعتها بالكاذبة مراراً وتكراراً.. ومع ذلك تراه ينجرّ من جديد من دون الأخذ بالحسبان “خطّ الرجعة”.
وتابع: “المضحك آخرها كان بوصف رمز الصدق والأخلاق والوفاء والرجولة بالكاذب الأكبر… والقائلُ بالعفّة إن حاضر ما أفصحه. فالأحمق يُعرف بثلاثة أمور: كلامه في ما لا يعنيه، وجوابه عما لا يُسأل عنه، وتهوّره في الأمور. بشار الأسد انتصر والمقاومة انتصرت ودعم روسيا وإيران للحق أثمر.رغم أنف كل من تآمر على هذه الأمة من الداخل والخارج”.
وأكد عضو كتلة “التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، أن “الوثائق المتعلقة بحدود مزارع شبعا أودعت في الأمم المتحدة منذ عام 2000″، داعيا إلى “وقف المزايدات في هذا الملف، وهو لا يحتاج الى إعادة ترسيم لهذه الحدود في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولدينا كل الأدلة التي تؤكد لبنانيتها والقضية الآن هي كيفية إستعادة هذه الأرض”، مشيرا الى أنه “على البعض أن يقتنع بأننا لا نحتاج الى وثائق جديدة”.
ورأى أن “الأمم المتحدة تتعاطى معنا بمعايير مزدوجة وفق ما تقتضيه المصلحة الإسرائيلية وهناك وثائق واتفاقيات بين لبنان وسورية تؤكد لبنانية هذه المزارع.
وردت هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا على جنبلاط، مطالبة بـ”التراجع عن حديثه التلفزيوني”.
وأسفت “أن يعود بنا الأستاذ وليد جنبلاط بالجدل حول حقنا في أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو جدل تجاوزناه منذ سنوات حين التقينا به وسلمناه ملفاً عن لبنانية المزارع والتلال، وأعدنا تسليمه هذا الملف أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري، حيث صدر قرار بإجماع وطني بتاريخ 7 أذار 2006 بأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أراض لبنانية محتلة من قبل العدو الصهيوني ويجب تحريرها”.
ولفتت إلى أن “صدور هذا الموقف لجنبلاط، بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب العدواني ضد عروبة الجولان،أمر مريب ويطرح علامات استفهام حول ما يحكى عن الضغوط التي تمارس على لبنان من أجل ادخاله في صفقة القرن والتطبيع مع العدو واستبدال الحدود الدولية للبنان بما يسمى بالخط الأزرق”.
وأحالت الهيئة جنبلاط “إلى مواقف الرؤساء الثلاثة وبخاصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهي مواقف أكدت على حق لبنان في المزارع والتلال وضرورة تحريرها من الاحتلال، كما نحيله على البيان الوزاري للحكومة خاصة وأن فريقه السياسي ممثل فيها وملتزم بيانها الوزاري وذكرت أن قانون العقوبات المادة 277 منه، يعاقب كل من يقتطع أو يتنازل عن أراضٍ لبنانية للغير”.
وردت مفوضية الإعلام في “الحزب الاشتراكي” على الردود على جنبلاط ببيان جاء فيه: “جرياً على عادته، لن ينزلق الحزب التقدمي الإشتراكي إلى الرد على صغار العملاء والشتامين الذين يعتاشون سياسياً من خلال إرضاء مشغليهم داخل وخارج الحدود. ويؤكد الحزب لجميع المعنيين إستعداده لإعادة سحب الخرائط التي كان قد برزها في العام 2000 التي تثبت صحة أقواله”.