Site icon IMLebanon

النازحون في عرسال «يتدبرون» أمرهم مع العاصفة ودرباس ينتقد تفرج العالم على المجزرة

يعيش النازحون السوريون القاطنون في خيم، وطأة العاصفة الثلجية التي يشهدها لبنان منذ أيام، لا سيما في المناطق الجردية اللبنانية الحدودية مع سورية. فلا يخرجون من خيمهم إلا للضرورة القصوى ولا يقصد أطفالهم المدرسة – الخيمة منذ يومين. تنقصهم مادة المازوت للتدفئة، ولا يقصدهم أي مسؤول في الإغاثة، ربما بسبب الطرق المقطوعة بالثلوج.

هكذا، يلخص أحد النازحين المقيم في أحد مخيمات بلدة عرسال، حال النازحين من حوله في اتصال مع «الحياة». ويشير إلى أن العاصفة السابقة اقتلعت خيماً وشردت عائلات، لكن العاصفة الحالية أثقلت الخيم بالثلج المتساقط على مدار الساعة، ومع ذلك الوضع مقبول «فنحن بالأصل آتون من مناطق سورية أكثر برودة، من القلمون والقصير. ونستطيع أن نتأقلم مع الوضع لكن ينقصنا المازوت الذي توفره جمعيات الإغاثة وهي لم تسأل عنا خلال هذه العاصفة».

وعلى رغم الجمود الذي يحيط بالمخيمات في المنطقة إلا أن إعلان الأمن العام اللبناني عن افتتاح مركز له في عرسال الإثنين المقبل تناقله ساكنو الخيم كبشارة سارة. وقال النازح: «حالياً، وتحديداً الرجال، لا نستطيع أن نغادر المخيمات للانتقال إلى الشمال أو مناطق بقاعية أخرى لتجديد بطاقات النزوح التي زودتنا بها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بسبب الإجراءات الأمنية اللبنانية، لكن إنشاء مركز للأمن العام في عرسال سيسهل حياتنا وهو خطوة نحتاجها، خصوصاً أن هناك نازحين لا يملكون أية أوراق ثبوتية منذ نزوحهم إلى عرسال من منطقة القلمون».

وكانت المديرية العامة للأمن العام أعلنت أمس، عن «افتتاح مركز أمن عام موقت في منطقة عرسال لتسوية أوضاع الرعايا السوريين المقيمين في منطقة عرسال وجوارها»، ودعتهم إلى التقدم من المركز المذكور اعتباراً من صباح الإثنين المقبل.

وكان إحياء «اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية» في بيت الأمم المتحدة في قلب بيروت مناسبة لإطلاق وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس سلسلة مواقف لامس فيها أزمة النازحين السوريين، أمام حضور تقدمته المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لـ «إسكوا» ريما خلف.

وقال درباس: «بالأمس 3 أطفال (من النازحين السوريين) احترقوا لأنهم لامسوا الدفء في هذا الجو العاصف، وشهد أبوهم لهيبهم يتصاعد مع أرواحهم، ومع هذا لم نر العالم يقف على قدم واحدة كي يضع حداً لهذه المجزرة المستمرة منذ 4 سنوات، بل يقف على مقاعد المتفرحين، ويكاد يمل ويضجر ليذهب ويبحث عن الفرجة على مسرحية أخرى في بلد آخر، هل هذه عدالة؟».

وسأل: «هل العدالة أن يتذابح العراقيون بين عناصرهم والمجتمع الدولي يؤدي دور وسيط غير نزيه؟ هل من العدالة أن يبقى الشعب الفلسطيني مشرداً مدى 60 سنة ولا يجد المجتمع الدولى حلاً له؟ هل من العدالة أن العالم كله يسير بسياراته الفارهة على مطاط أفريقيا، ولا يجد الأفريقيون مطاطاً ينتعلونه، ولا يزالون حفاة؟… هل فات المجتمع المرفه أن أموراً خمسة لا تعترف بالحدود وتتخطاها من دون جواز سفر، وهي الوباء، الزلازل، الأعاصير، الإرهاب واليأس من الحياة؟ وهل يعلم أن هذه الأمور تهدد رفاهيتهم ومن الواجب عليه أن يدافع عن نفسه وعن رفاهيته من خلال إعطاء الكرة الأرضية حقها؟».

وأكدت كاغ في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن المناسبة أن «الحاجة ملحة إلى العدالة الاجتماعية، خصوصاً لدى البلدان التي تعيش في نزاعات كسورية وأخرى تتأثر منها كلبنان»، مشددة على حاجة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان في هذا الوضع الصعب». وقالت: «العدالة الاجتماعية تتضمن المدارس الجيدة ووسائل النقل الآمنة والموثوق بها، كما تفرض مشاركة كل الناس في بناء مجتمع ديموقراطي وعدم التهميش الاجتماعي».

واستذكرت خلف ما صنعته الشعوب العربية «حين توافد الناس إلى الميادين والساحات لتحقيق طموحهم بعيش كريم مبني على المساواة والإنصاف والحرية والعدل». وقالت: «ما نشهده اليوم في المنطقة من احتلال إسرائيلي مل منه التاريخ ومن صراعات داخلية وما تتكبده كل يوم من موت وفقر، وما يتعاقب عليها من انتهاكات يتركنا أمام خيارين: العدل أو الخراب، والعدالة دعامة لا يستقيم من دونها سلام أو أمن».

السفير السوري

وفي المقابل، اعتبر السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي خلال لقاء حواري في ضاحية بيروت الجنوبية أن «ما تتعرض له سورية منذ أربع سنوات ونيف ليس نتيجة حراك داخلي يحمل عناوين الإصلاح والحرية والديموقراطية، بل هو حرب عدوانية هدفها إسقاط الدولة السورية».

تبني عائلة تحطمت خيمتها

وفي السياق، أعلن فريق «عمان أمانة» كفالة «عائلة سورية نازحة إلى منطقة العبدة – قضاء عكار، مؤلفة من أم وأيتامها التسعة، بينهم مولودة صغيرة عمرها عشرة أيام، كانوا يقيمون في خيمة صغيرة، تحطمت بعدما اقتحمتها الأمطار والعواصف وغزاها البرد، ويعمل الأطفال الصغار في جمع البلاستيك والخردة وبيعها، بعد وفاة والدهم الذي أصيب بمرض عضال منذ بضعة أشهر.

وأوضح المشرف على الحملة لؤي منصور أن «الفريق أمن للعائلة التي كفلها في شكل رسمي، مسكناً موقتاً ريثما يتم تسليمها بيتاً جاهزاً في غضون أيام قليلة، وقدم لها الملابس والأحذية والمواد الغذائية ولوازم الأطفال والمازوت ومصادر التدفئة، إضافة إلى مبلغ مالي نقدي، متعهداً بإغاثتها وإعانتها».