انفجار التأزم السياسي في الجبل لمناسبة زيارة الوزير باسيل: توتر وقطع طرق… ومقتل اثنين من مرافقي الغريب
سيارة الوزير الغريب وبدا اثار الرصاص على الباب الخلفي …الحياة
بيروت – “الحياة” | منذ 5 ساعات في 1 يوليو 2019 – اخر تحديث في 1 يوليو 2019 / 02:59
إنفجر التأزم السياسي اللبناني في الجبل أمس الأحد، لمناسبة زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل إلى منطقة عاليه، اشتباكا مسلحا بين أنصار النائب طلال أرسلان الحليف لباسيل، وأنصار رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط، فسقط قتيلان نعاهما حزب أرسلان، كانا يرافقان وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الذي كان يفترض أن يزوره باسيل في بلدة كفرمتى بعيد ظهر أمس، إضافة إلى عدد من الجرحى.
ورفع الاشتباك المسلح درجة الاحتقان الأمني والسياسي في منطقة الشحار الغربي، وتحول مساء إلى قطع طريق الساحل الجنوبي من أنصار أرسلان في منطقة خلدة وطريق البقاع – بيروت في منطقة صوفر، فيما دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع قبل ظهر اليوم.
ومرت أشهر على الاحتقان السياسي في منطقة الجبل، في ظل شعور أنصار جنبلاط بتلاقي أكثر من فريق سياسي داخلي وخارجي، لاسيما النظام السوري على محاصرته والسعي لإضعافه منذ الانتخابات النيابية في أيار(مايو) 2018 ، وصولا إلى حصول تجمعات من أنصار جنبلاط أمس أثناء جولة بدأها الوزير باسيل في قضاء عاليه من بلدة الكحالة حيث نسب إليه قوله أمام مناصري “التيار الحر”: تعرفون تاريخ الرئيس عون في الكحالة وسوق الغرب وضهر الوحش وكل هذه المنطقة التي حمت الشرعية بمعناها العميق. وتردد أن إذاعة هذا الكلام أثار حفيظة جمهور الاشتراكيين لأنه تذكير بمرحلة الحرب الأهلية حيث كانوا في مواجهة عون في منطقة سوق الغرب.
وجدد الانفجار الأمني الفرز السياسي القائم في لبنان وفي الجبل، إذ أعلن “حزب الله” تضامنه الكامل مع أرسلان، فيما تمنى جنبلاط “على حديثي النعمة في السياسة ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم الجبل”.
احتجاجاً على زيارة باسيل الى كفرمتى للقاء الشيخ ناصر الدين الغريب، شهدت مناطق عدّة في الجبل أمس تجمّعات شعبيّة لمناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي، واحتجاجا ايضا على ما قاله باسيل خلال زيارته قبل ساعات من موعد زيارته كفرمتى في بلدة الكحالة فعمد عدد من مناصري “التقدمي الاشتراكي” في بلدة قبرشمون إلى قطع الطريق باتجاه بلدتي عبيه وكفرمتى في قضاء عاليه. وكان من المقرر أن يلاقي باسيل وزير الدولة لشؤون المهجرين صالح الغريب. ولدى مرور موكب الأخير قرب صيدلية الحسام بين بلدتي قبرشمون والبساتين، حصل احتكاك تبعه إطلاق نار، فأصيب 3 من مرافقي الغريب، ورابع من “التقدمي الاشتراكي”، وما لبث أن توفي اثنين من مرافقي الغريب متأثرين باصابتهما. وهما: سامر أبي فراج ورامي سلمان. ونقل المرافق الثالث كريم الغريب إلى مستشفى الرسول الأعظم، فيما نقل احد مناصري الاشتراكي الجريح سامر غصن الى مستشفى قلب يسوع بسبب حاله الحرجة.
وكان باسيل قال في الكحالة: “تعرفون تاريخ الرئيس ميشال عون في الكحالة وسوق الغرب وضهر الوحش،(خاض معارك في الثمانينات في مواجهة قوات الاشتراكي) وكل هذه المنطقة التي حمت الشرعية بمعناها العميق، ونحن خلفيتنا الفكرية هي مع الشرعية والدولة والدستور والقانون وفي عز نفينا الجسدي والسياسي لم نخرج على الدستور”.
اضاف: “عندما نأتي الى منطقة عاليه، نتوقف دائما في الكحالة، وكوع الكحالة مكتوب له أن تتوقف كل الناس عنده، لأن هذا الكوع له الكثير من الدلالات والأمثلة التاريخية، وفي هذه القاعة التي نحن فيها لقاؤنا اليوم يعبر عن معنى وجودنا، وعن دور الكحالة التاريخي وكيف صمدت وضحت وأعطت، وكيف كانت دائما معبرا للصمود…وكما أنتم بقيتم في بلدتكم وصمدتم، كان قراركم هنا، أنتم قررتم البقاء والصمود، وبقيتم وصمدتم، وهذا الكوع لنا فيه ذكريات كثيرة نحن في التيار، فمن هذا الكوع كانت شرارة توقيفنا في آب(أغسطس) 2001، ودائما كان هذا الكوع مركز احداث فيها نضال وتضحية ومؤشرات تاريخية مهمة. المهم اننا بقينا، بقينا نموذجا، بقينا منفتحين ومحافظين على حالنا وعلى خصوصيتنا”.
اتصالات عون والحريري
وأجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالات لضبط الوضع الامني في منطقة عاليه. ودعا المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع قبل ظهر غد (الإثنين) في قصر بعبدا.
كما أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سلسلة اتصالات شملت الوزير باسيل، ومسؤلين في قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ومدير المخابرات في الجيش، تركزت على ضرورة تطويق الأشكال الحاصل في الجبل وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع وإعادة الامور الى طبيعتها.
جنبلاط: لن ادخل في اي سجال
وغرد رئيس “التقدمي” الموجود خارج لبنان عبر تويتر فقال: “لن ادخل في اي سجال اعلامي حول ما جرى .اطالب بالتحقيق حول ما جرى بعيدا عن الابواق الاعلامية . واتمنى على حديثي النعمة في السياسة ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية دون استثناء لكن الذي يرفض لغة نبش الاحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم”.
… وتيمور جنبلاط: الإخلال بالتوازنات لعبة خطيرة
أما رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط فقال: “ما جرى في الجبل اليوم يؤكد أن الإخلال بالتوازنات هو لعبة خطيرة ونحن متمسكون بالعيش الواحد في الجبل وندعو القضاء لكشف كل الحقائق والملابسات”.
ارسلان: لن نسكت
وأكد ارسلان، أنه لا يريد الآن أن يرد على أحد “فهناك شهيدان سقطا، ولا نعلم ما هو وضع الجريح الثالث، ونحن نجمع المعطيات، وأدعو إلى وقف المزايدات، ووقف أكل الهوا من فلان وفليتان، والمرجلة من وليد جنبلاط وأكرم شهيب وغيرهم، فالجبل لم يعد يحتمل على الإطلاق، وغدا سنعقد مؤتمرا صحافيا، سنذكر فيه كل التفاصيل من حادثة الشويفات لإلى حادثة اليوم، كلها مبرمجة والجميع يتحمل مسؤوليته”.
وقال: “لن نسكت، والجبل ليس ساحة مفتوحة وسائبة لكل من يريد تنفيذ مخططه، فسلم الجبل هو الأساس، وهو أكبر منا جميعا، ومن يتحدث عن البوابات، فمع احترامي لكل البوابات، لا أرى أكبر من بوابة خلدة، لا عند الدروز ولا عند غيرهم”.
أضاف: “صالح الغريب هو ابن هذه البيئة، وهو ابن أخ شيخ العقل، وابن كفرمتى الذي دفع أثمانا باهظة جدا في الحرب، لذلك كفى مزايدة. صالح الغريب وطلال أرسلان لم يستغلا دماء الناس لتحقيق المصالحات المشبوهة بالشكل، والمفخخة في المضمون”.
وأعلن تلقيه “اتصالا من الرئيس الحريري ومسؤولين آخرين”، متوجها بالشكر إليهم على “مواساتهم”، مؤكدا “سأتحدث غدا بالتفصيل عما حصل اليوم”.
كما تلقى أرسلان مساء اتصالاً من رئيس الجمهورية وثان من رئيس الحكومة، حيث قدّما التعازي له باستشهاد شهيدي الحزب رامي سلمان وسامر أبي فرّاج.
وأعلنت مديرية الإعلام في الحزب الديموقراطي اللبناني عن “تأجيل موعد المؤتمر الصحافي لارسلان الى الساعة الواحدة على أن يكون قد انتهى الاجتماع المنعقد للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا.
قماطي معزيا في خلده: ما حصل كبير وخطير جدا
ومساء ايضا زار وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي(حزب الله) خلدة لتقديم التعازي الى ارسلان. وعقد اجتماع ضمه وارسلان والوزير غسان عطالله والنائب سيزار ابي خليل ووئام وهاب.
وقال قماطي بعد الاجتماع: “ما حصل كبير جدا وخطير جدا وما يهمنا هو الاستقرار، والعودة الى الاعمال الميليشياوية تشكل خرقا للتوافق اللبناني بحيث كدنا نفقد وزيرا من وزرائنا وندعو لتوقيف الجناة فورا، ولا يجوز العودة الى خرق الامن”.
وأضاف: “لا نتدخل في التحقيق ولا في القضاء، ونتدخل في عدم التأجيل والمماطلة، والجبل آمانة في عروقنا”. ولفت إلى “أن ما حصل غير مقبول ومدان بشكل كامل ونحن نقول انه لا يجوز ولا نقبل ان تكون هناك منطقة مغلقة على اي مواطن وحرية التعبير مصانة بالدستور”.
وقال: “الخطاب السياسي المعتمد من قبل الفرقاء السياسيين يجب ان يتحلى بالاخلاقية السياسية فعصر الميليشياويات ولّى ولا يجوز ان نعود اليه واستقرار الجبل اساس”.
أما الوزيرعطالله فقال: “لن يكون هناك دفن للشهيدين قبل محاسبة المعتدين ومن ارتكب الجريمة ليس شخصاً”.
الغريب: محاولة اغتيال متعمّد
وترحم الوزير الغريب، على مرافقيه، معتبرا أنهما “سقطا في المكان الخطأ وعلى يد الناس الخطأ، لكن يبدو ان هناك قرارا بتفجير الوضع في الجبل بغية بعض الحسابات السياسية الضيقة”.
وروى ما حصل قائلا: “إن زيارة الوزير باسيل كانت مقررة منذ شهر، واذ فجأة بدأ موضوع قطع الطرق، ونحن كانت توجيهاتنا واضحة لشبابنا وفريقنا بأن الاستفزاز ممنوع، والامن من مهمة الجيش. ولما اشتد الوضع جرى اتصال بيني وبين الوزير باسيل والتقيته في شملان، وإنصافا للحق والحقيقة الرجل أخذ القرار بعدم المجيء الى المنطقة قبل وقوع الاشكال حرصا منه على السلم الاهلي، وهذا ما حصل قبل قطع الطرق وحرق الدواليب، وتوافقنا معه على تأجيل الزيارة الى المنطقة الى وقت لاحق حقنا للدماء”.
وعن اتهام موكبه باطلاق النار، قال: “لما أتينا من شملان، واستدراكا للوضع وعدم رغبتنا في استفزاز احد، اتيت لوحدي مع الشباب، نزلنا من طريق عيناب الى البساتين تجنبا للمرور في ساحة قبرشمون حيث كانت الطريق مقطوعة، ولم يسمح لنا بالمرور، وحاول الموكب فتح الطريق عندها بدأ اطلاق النار والفيديو موجود، واستشهد شاب معي جراء اصابته برصاصة في رأسه والرصاص كله كان موجها على الرؤوس ومن قطع الطريق ليسوا مدنيين بل مسلحين وعملية الاغتيال واضحة”.
وأكد الغريب أن “ما جرى اليوم هو محاولة اغتيال متعمّد بعد ذهابي الى شملان للقاء الوزير باسيل والطلب منه تأجيل زيارته فتفاجأت بكمين مسلّح”. وقال: “الشباب الذين كانوا معي لم يطلقوا النار على أنفسهم واثنان منهم أصيبا برأسيهما، ما ينفي ادّعاء أنّنا نحن من قام بإطلاق النار”.
وأشار الى أنّه “يبدو أن هناك من اتخذ قرار تفجير البيت الداخلي لتحصين موقفه”.
التيار: نية امنية مريبة
وأصدر “التيّار الوطني الحرّ” بيانا أوضح فيه أنه “بعدما كان رئيس التيار الوزير جبران باسيل قد ألغى الزيارة الى بلدة كفرمتى من ضمن الجولة التي يقوم بها في قضاء عاليه، وذلك تفادياً لأي اشكال أمني بدت بوادر حدوثه بين القوى الأمنية وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الذين عمدوا الى قطع الطرق وحرق الدواليب والقيام بأعمال امنية مشبوهة منذ يومين على التوالي وهي تؤشر الى نية امنية مريبة. وقد وقع المحظور فعلاً وحصل اطلاق نار على موكب الوزير الغريب ما أدّى الى سقوط قتلى نعزّي باستشهادهم وجرى نتمنّى لهم الشفاء”.
اضاف: “إن رئيس التيار، وهو يزور مناصريه والمنتسبين اليه من مسيحيين ومسلمين في قضاء عاليه ويفتتح مكاتب للتيار في مناطق مختلطة، قد دعا في كلماته الى الانفتاح والتلاقي والوحدة ببن اللبنانيين وقد قوبل بهذه التحركات التي تذكر اللبنانيين بزمن حرب مضت وانتجت أحزاناً ومأسي وتهجير، تهجير لم يقفل ملفه بعد، لا بالوزارة ولا بالنفوس فيما يعمل التيار على اقفاله بالكامل واتمام المصالحة بكل ابعادها السياسية والانمائية والادارية لتكون العودة الى الجبل ناجزة بشراكة كاملة. ونؤكّد اصرارنا على استكمال مسيرة المصالحة على ما نفهمها من شراكة ومساواة في الجبل ولبنان. وموعدنا المقبل مع اهلنا لن يكون بعيداً”.
كما استنكرت هيئة قضاء عاليه في التيار”الغوغائية التي ظهرت قبيل زيارة وزير خارجية لبنان ورئيس اكبر تكتل نيابي واكبر تيار سياسي على امتداد الوطن الى القضاء من قبل بعض ضعفاء النفوس الذين يعمي الحقد عيونهم”. ودعت “جميع مناصري التيار الى ضبط النفس والتعالي فوق التصرفات الميليشياوية وعدم الانجرار الى المستويات التي لا تليق بأي لبناني، ولاسيما ابناء قضاء عاليه”.
التقدمي: محاولات مشبوهة لزرع الفتنة
وفي المقابل صدر عن وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتراكي البيان الآتي: “يهمنا أن نؤكد بداية أن الحادث الذي وقع في منطقة الغرب لن يزعزع بنيان المصالحة التاريخية الراسخة التي باتت من المسلمات وفعل حياة يومي يعيشه كل أبناء الجبل. فالمصالحة الكاملة التي تمت بين كبيرين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والبطريرك المغفور له المرحوم مار نصرالله بطرس صفير لم تهتز يوما منذ العام 2001 ولن تهتز رغم الحادث المؤلم الذي يتحمل مسؤوليته من كابر وتعالى واستفز مشاعر الناس من دون مراعاة لخصوصية الجبل وحيثيته ومرجعتيه. كما يهمنا التأكيد على الأمن والاستقرار في الجبل باعتباره خطا أحمر ممنوع المس به من أي كان، وبأن الدولة بمؤسساتها الأمنية والقضائية تبقى وحدها المرجعية والملاذ وفق الأصول والقوانين المرعية الاجراء”.
اضاف: “ما جرى في منطقة الشحار يؤكد أن هناك من يحاول لغايات مشبوهة زرع الفتنة وتفريق الصفوف بين أبناء الجبل، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي نبش القبور وتطاول على حرمة الشهداء وأراد أن يدخل البيوت من شبابيكها، فكانت ردت فعل أهل الشحار برفض استقباله سلمياً وحضارياً تعبيراً عن رفضهم لخطابه الشعبوي المتعالي والفتنوي فكان الرد على الناس بالرصاص والترهيب”.
وتابع: “توضيحاً لملابسات الحادث الأليم الذي وقع فانه أثناء الاحتجاج الشعبي في منطقة الشحار الغربي على زيارة مع ما حملت من استفزاز لمشاعر الناس، خرج موكب الوزير صالح الغريب من منزله في كفرمتى ولدى وصوله إلى مدخل بلدة عبيه حيث كان المحتجون قد قطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة، أقدم مرافقو الوزير الغريب على اطلاق النار على المحتجين رغم محاولات هؤلاء لفتح الطريق وإزالة العوائق عنها. وبعد وصوله إلى بلدة شملان حيث تبلغ الوزير الغريب الغاء زيارة رئيس التيار الى بلدة كفرمتى سلك طريقا فرعية وصولا الى بلدة البساتين حيث عاود مرافقوه إلى اطلاق النار باتجاه المحتجين عشوائيا، وتابع موكبه الطريق صعودا باتجاه ساحة قبرشمون حيث ترجل مرافقان للوزير الغريب وعمدا إلى اطلاق النار باتجاه المحتجين أيضا بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين، فرد بعض من كان يحمل سلاحا باتجاه مصدر النار دفاعا عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب، وهذا امر موثق بفيديوهات بات بحوزة المراجع الأمنية”.
وختم: “إننا نضع كل المعطيات الموجودة بحوزتنا بتصرف القضاء والقوى الأمنية، وأن ما جرى يتحمل مسؤوليته من وتر الأجواء واستفز الناس ونبش قبور الحرب ومن كان ينتظر زيارة فكانت ردة فعله بالاعتداء على الناس الذين عبروا سلميا عن رفضهم لزيارة الوزير باسيل إلى منطقتهم”.
شيخ عقل الدروز: حذار من فتنة الدم
وصدر عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن بيان قال فيه: “أمام ما يجري من محاولات زرع الفتنة وتفريق الصفوف، الدعوة والنداء إلى أبناء طائفة الموحدين الدروز المعروفيين الأحرار الى الهدوء و عدم السماح بتحقيق أهداف المغرضين والمتربصين، يا أبناء الشحار الغربي الشجعان انتم الأمناء على الدم والتضحيات والكرامة، حذارِ من فتنة الدم، حذار من الذهاب نحو المجهول. لكم التاريخ وانتم تصنعون المستقبل، فليكن صوت العقل والحكمة والوعي هو المقياس، ولنعمل معاً على وأد الفتنة. لعن الله من يوقظها”.
شهيب: زيارات مماثلة فتحت روائح الحرب
وقال وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب تعليقا على منع جبران باسيل من الدخول الى كفرمتى: “أهلاً وسهلا بالوزير باسيل ولكن بشرط الا تأخذ الزيارة هذا الطابع الحاد والعنفي في السياسة، وخصوصا أن زيارات مماثلة فتحت روائح الحرب التي نسيها أهل الجبل”.
وأضاف: “الزيارات حق ديموقراطي ومن حق كل الناس ممارسة السياسة لكن ضمن خريطة الوفاق الداخلي وجمع البلد وليس تفرقته، والعمل بروح المصالحة التي ارساها البطريرك الراحل صفير”. وأكد ان “الخطاب العالي والعنف السياسي هو ما أوصل الأمور الى ما وصلت اليه، وما حدث كان نتيجة سوء تقدير من بعض المسؤولين”، محذرا من “مشروع فتنة في الجبل”، وداعيا الى “عدم استفزاز العواطف حرصا على المصلحة الوطنية والعيش المشترك ومصالحة الجبل”.
وإذ رأى أن “خطاب باسيل استفز مشاعر الناس”، شدد على “إننا من دعاة حفظ الوفاق والعيش المشترك، ولكن هناك فرق بين الممارسة السياسية الديموقراطية وخلع الأبواب”.
كما أكد أن “الخسارة علينا وفي بيتنا وهي خسارة بأولادنا ومن الواجب علينا أن نحمي وطننا وأولادنا وأي خسارة بالدم هي خسارة للجميع”.
ودعا الى “تهدئة الأمور”، وقال: “نحن تحت سقف القضاء والقانون والدولة”.
اضاف: “زيارات بهذا الشكل لا تخدم الوفاق أو الوحدة الوطنية أو الأمن، ونحن حريصون على الوفاق والأمن والناس ومن المبكر على الانتخابات والرئاسة”.
قطع الطريق
وفي التفاصيل حول الاشكال، أنه واحتجاجا على زيارة باسيل، قطع شبان من كفرمتى طريق البلدة، بأجسادهم وبالسيارات في الاتجاهين. كما عمد شبان من منطقة قبرشمول إلى قطع الطريق باتجاه بلدتي عبيه وكفرمتى، إضافة إلى قطع طريق عبيه المؤدية الى كفرمتى بالإطارات المشتعلة.
وقد وصلت قوة كبيرة من الجيش إلى كفرمتى في محاولة لفتح الطرقات، وحصلت احتكاكات بين عناصرها والمحتجين، عمد على اثرها الجيش إلى توقيف عدد من الشبان.
وقام الوزير شهيب الموجود في المنطقة مع وكيل داخلية الغرب في “التقدمي” بلال جابر، بالعمل على إنهاء حال الاحتجاج ، وتنقل بين بلدات عبيه والبنّيه وقبر شمون للعمل على التهدئة وفتح الطرق.
مواقف مستنكرة
وتوالت المواقف والتغريدات المستنكرة، فغرد الرئيس ميشال سليمان عبر”تويتر” قائلا: “لعن الله الفتنة …العقلانية فقط مطلوبة”.
وغرد وزير الاتصالات محمد شقير: “مؤسف ومحزن ما حصل اليوم في الجبل. إنها لحظات دقيقة تتطلب أكبر قدر من التروي والهدوء وتحكيم العقل ومنطق الدولة والتعالي عن الجراح. ثقتنا كبيرة بقياداتنا الوطنية وبحكماء الجبل لتجاوز هذه المحنة. حمى الله لبنان”.
وقال وزير العدل البيرت سرحان: “نتقدم بأحر التعازي من اهل الضحايا وندعو الجميع الى التحلي بالحكمة وضبط النفس وترك التحقيقات تأخذ مجراها وهي بالفعل قد بدأت باشراف النائب العام التمييزي. السلم الاهلي خط احمر”.
فرنجية: فتنة متجوّلة
وغرد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية قائلاً: ” فتنة متجوّلة تحاول بناء وجودها على الخلافات في جميع المناطق وتغذية مشروعها بالحقد والانقسامات. نتمنّى على المسؤولين والعقلاء في الجبل التحلّي بالوعي والحكمة وعدم تغذية هذا المشروع التدميري بحق الوطن” .
وقال الوزير السابق بطرس حرب: “بالرغم من أسفي الكبير على ضحايا احداث الجبل، إلا أن من حق المواطنين أن يسألوا عن أسباب انتشار السلاح بهذا الشكل المخجل، وكيف يمكن للسلطة الشرعية أن تبسط سلطتها وتضبط الأمن والمليشيات المسلحة منتشرة ومحمية ممن هم في السلطة بالذات. كفانا دجل على الناس، ولنقر أن الدولة سراب”.
وغرد وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف قائلا: “مطلب بسط سلطة الدولة لا يشمل الجنوب اللبناني المقاوم فقط، بل كامل الاراضي اللبنانية، وجبران باسيل نفوسه البترون وهويته اللبنانية تخوله التنقل في كامل الاراضي اللبنانية”.
وكتب الوزير السابق وئام وهاب: “ما يجري تزامنا مع جولة باسيل لا يليق بك يا وليد بك ولا بتيمور كشاب واعد ومهذب ومحترم”.
وأضاف: “قطاع الطرق يسيئون لصورة قرانا وعن علمي حصلت عشرات المصالحات وانتهينا فهل المصالحة موسمية ثم يكفينا عزلاً لمناطقنا فلنترك الناس تنفتح على بعضها”.
وقال النائب ميشال معوض: “لا يمكن أن نكتفي بإدانة ما حصل في الجبل. الاختلاف السياسي حق لكن قطع الطرقات مدان وإطلاق النار جريمة أدت إلى سقوط ضحايا”.
وغرد النائب فادي سعد، قائلا: “مؤسف ما حصل اليوم في الجبل بعد أن طوى صفحة أليمة من الماضي الذي آن الاوان ان نتعلم من دروسه، وما شهدناه اليوم ليس سوى نتيجة للتصرفات اللامسؤولة والاستفزازية والتعاطي بفوقية لأهداف شعبوية لن ينتج عنها إلا الفتنة التي نحذر من الانجرار اليها”.
وقال الوزير السابق اشرف ريفي: “حديثو النعمة في السياسة لم يفهموا أن الإستفزاز والتحدي والإستقواء بالسلاح غير الشرعي مردوده مدمِّر. من لا يفهم نسيج لبنان وتاريخه يورّط البلد بمشاعر الفتنة حتى الإنفجار. ليست المشكلة فقط في تهور الجهلاء بل في صمت العقلاء. حمى الله لبنان”.
وغرد النائب طوني فرنجيه فقال: ” ما جرى في الجبل غير مقبول ولا مبرّر مهما كانت الاستفزازات التي أدّت إليه. ندعو القوى الأمنية والقضاء إلى اتخاذ أقسى التدابير بحق المرتكبين. علينا وأد الفتنة لا تأجيجها كما علينا الحفاظ على مصالحة الجبل وغيرها من المصالحات”.
وأملت النائب بولا يعقوبيان، ان “يتعافى وطننا من جراح الاحتكام إلى لغة السلاح، ولغات الشحن الطائفي البغيض، الذي يسير بنا من الفتن إلى الحروب المتنقلة. المطلوب تحكيم العقل والاحتكام الى القانون. لبنان حرب ما انتهت بعد”.
وغرد النائب السابق فارس سعيد قائلا: “عن زيارة الوزير باسيل الى عاليه كل الأسف ومن يزرع الريح معاليك يحصد العاصفة، أتمنى عليك استشارة من هم أعتق منك هذا جبل دقيق دفعنا دماء غالية في الحرب وأنجزنا مصالحة تاريخية في السلم لا تتلاعب بتوازناته”.
قطع طرق واحتجاز مواطنين في سياراتهم وإطلاق نار
وانعكس الوضع على الشارع في أكثر من منطقة فشهد أوتوستراد خلدة زحمة سير خانقة، حيث احتجز السائقون في سياراتهم لساعات بسبب إشعال الاطارات واقفال الاوتوستراد بالاتجاهين من قبل بعض المحتجين، كما سمع اطلاق نار في محيط البلدة. وأفيد أن بعض المواطنين أكملوا طريقهم سيرا على الاقدام، والبعض الآخر ساروا فوق الإطارات المشتعلة بسبب الغضب.
وناشد المواطنون الدولة بالعمل على فتح الطريق، فتدخلت قوى الأمن الداخلي وأزالت الإطارات المشتعلة. واستقدم الجيش تعزيزات الى المنطقة واعاد الامور الى طبيعتها.
كما تم قطع الطرق الجبلية وخصوصا في مناطق صوفر وعاليه وبحمدون، اضافة الى منطقة حاصبيا في الجنوب وعملت القوى الامنية على فتحها ليلا.
ومساء عادت الأمور الى طبيعتها في مناطق الجبل التي شهدت توترات، والقوى الأمنية انتشرت على الأرض.
وكانت انتشرت إشاعات كثيرة عبر مواقع التواصل ومنها حصول اطلاق نار في وطى المصيطبة في بيروت ادى الى اصابة مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، فأكد مصدر في “التقدمي الاشتراكي” أن “ما يتم تداوله على بعض المواقع غير صحيح وعار من الصحة جملة وتفصيلاً”.
من جهته قال الريس: ” كل الأخبار المتداولة عن اطلاق النار على سيارتي عارية عن الصحة ونحذر من ترويج الأخبار الكاذبة لمزيد من التوتر”.
الحسن: نتمنى على ارسلان وجنبلاط العمل لتهدئة الشارع
وأكدت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن أن “قوى الأمن الداخلي تعمل على فتح كل الطرق وتسعى لتهدئة الأمور”، مشيرة الى أنها تكلمت مع اللواء عماد عثمان لفتح “كل الطرق من دون استثناء بالتعاون مع الجيش”.
كما أكدت “تكثيف التواجد الأمني في الجبل”، معتبرة أن “ما حدث لا يحسن صورة لبنان، وخصوصا اننا على مشارف الصيف، لكننا نعمل جميعا لكي يتحسن الوضع”.
واعتبرت أن “أهم ما يحصل الآن هو الاتصالات الجارية لتهدئة الأمور”، مشيرة الى أن الرئيس الحريري “يقوم بجملة من الاتصالات للتهدئة، ونحن أيضا”، وقالت: “على الجميع انتظار التحقيق الذي سيجري وعلى أساسه نبني الخطوات اللاحقة”.
وتمنت على رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان وعلى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط “العمل لتهدئة الشارع لأننا إن لم نضبط الشارع ستكون العواقب خطيرة”.
وإذ رأت أن “من الطبيعي أن تجري التحقيقات من خلال المجلس الأعلى للدفاع ومخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي”، دعت الى “انتظار النتائج وعدم القيام باستنتاجات مسبقة”.
بو صعب: إطلاق النار حصل عند تقاطع كان سيمرّ فيه باسيل
وأكد وزير الدفاع الياس بو صعب أن “ما حصل مؤسف ونأمل أن يعالج لأنّ الموضوع لم يستجدّ اليوم بل سبق زيارة الوزير باسيل”.
وقال: “أبلغنا الوزير صالح الغريب عندما زارنا في شملان بأننا لا نرغب بمواصلة الجولة على الرغم من أنّ الجيش كان يرافقنا وكان باستطاعتنا أن نمرّ في أيّ منطقة، ولم تمرّ دقائق على مغادرته حتى تبلّغنا نبأ إطلاق النار على موكبه”. وأشار الى أنّ “التحقيقات ستظهر من أطلق النار الذي حصل عند تقاطع كان سيمرّ فيه باسيل”، مشدّداً على أنّ “العقلاء يجب أن يتدخلوا لحلّ هذا الأمر، أما لناحية الأمن فالجيش لا يحتاج الى مساعدة من أحد وهو في جاهزية تامّة لفرض الأمن في أيّ منطقة”.
…والقاضي قبلان سطر استنابات لكشف مطلقي النار
ويشرف النائب العام التمييزي بالانابة القاضي عماد قبلان على التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية كافة في الحادثة الذي حصلت في قبرشمون والذي نتج عنها مقتل شخصين وإصابة عدد من الجرحى وهو سطر استنابات إلى جميع الأجهزة لإجراء التحقيقات وجمع المعلومات لتحديد هوية مطلقي النار ومن تسبب بسقوط الضحايا.
السفارة الفرنسية تدعو رعاياها لتجنب قبرشمون
وحذرت السفارة الفرنسية في لبنان الفرنسيين “بشدة تجنب منطقة قبرشمون حتى يهدأ الوضع، وذلك نظرًا للتوترات المرتفعة حاليا”