في تعليقها الأول على العقوبات الاميركية الأخيرة، اعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” أن “ما تضمنه القرار الاميركي الذي صدر أخيرا من إجراءات كيدية اضافية طاولت رئيس الكتلة النائب محمد رعد وكذلك عضو الكتلة النائب أمين شري، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” الحاج وفيق صفا، هو تماد في العدوان على لبنان وعلى شعبه وخياراته، وهو امر مرفوض ومدان بكل المعايير السيادية والاخلاقية، ولن يغير شيئا في قناعتنا ولا في رفضنا ومقاومتنا للاحتلال والارهاب الاسرائيلي وللسياسات الاميركية الداعمة والراعية لهما”.
واذ شكرت “كل المتضامنين معها من قيادات ومسؤولين وشخصيات وهيئات وتجمعات وأهال”، اكدت “التزامها بثوابتها الوطنية والاخلاقية وبنهجها السيادي المقاوم لكل اشكال الارتهان والخضوع والتبعية”.
وكانت الكتلة عقدت إجتماعها اليوم (الخميس) برئاسة رعد وعرضت وفق بيان اصدرته، “للاحداث والمعضلات التي تطل برأسها بين الحين والاخر لتطعن السلم الاهلي والاستقرار في لبنان وتمثل خروجا عمليا عن الالتزام بالقانون وإشغالا للدولة وللمجتمع في الشأن الأمني على حساب الشؤون الاقتصادية والادارية والتنموية الاخرى إضافة الى الشأن السياسي وما يتعرض له من ارباك. ولعل حادثة قبرشمون وتداعياتها المحزنة هي أبلغ شاهد على الاهتزاز الذي يصيب الحياة السياسية في البلاد جراء الاحتكام لغير القانون في معالجة التباينات والاختلافات”.
أضافت: “ان التصالح شأن داخلي في صلب تقاليد اللبنانيين وممارساتهم الحياتية وهو أمر نحبذه دائما ونشجع عليه، ونشد على أيدي من يسعى إليه بين الاطراف المتنازعين. وكلما استند التصالح الى القواعد القانونية كلها كان أثبت وأقوى وأدوم، واننا اذ نشارك أهل الخير اهتمامهم وجهودهم، فإننا نأمل التوصل في اطار القانون الى حل تصالحي يعزز الالتزام بالسلم الاهلي وباحكام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني”.
قماطي: تصريحات الرؤساء الثلاثة واضحة
من جهته اعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي (حزب الله) أن “العقوبات الاميركية التي طالت النائبين رعد وشري وصفا ليست بعقوبات، بل هي عدوان اقتصادي على لبنان والسيادة والشعب اللبناني”، وقال: “إن هؤلاء النواب انتخبوا أولا من الشعب اللبناني، ولا يمكن لأميركا وغيرها أن تصنفهم إرهابيين. ومن باب الإرهاب، أن تفرض أميركا ما تسميه هي عقوبات بسبب تهمة الارهاب”.
واشار الى أن “الحزب سينظر الى العقوبات كأنها لم تكن. إنها عدوان وهمي واعتباري وتصنيفي لا يطال الحزب، فلا تستطيع الإدارة الأميركية او أي أحد في العالم أن يطال الحزب من هذا الباب أو أي باب آخر لأنه خارج سياق الحركة المصرفية اللبنانية ولا يتعاطى مع المصارف ولا الحوالات المالية”.
أضاف: “يعلمون ذلك جيدا، ويحاولون أن يحاصروا لبنان، لأن لبنان الرسمي من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رفضوا الضغوط الأميركية لترسيم الحدود مع إسرائيل، التي كان يقوم بها المبعوث الأميركي دايفيد ساترفيلد”. ونفى “أن تكون لهذه العقوبات تداعيات على نشاطات الحزب وحركته وعمله المستمر والمتواصل، لكن هناك تداعيات على العلاقة الرسمية بين لبنان الرسمي والإدارة الأميركية”.
ولفت إلى أن “حزب الله لم يطلب من الحكومة اللبنانية أي إعلان واضح ضد العقوبات الأميركية”، وقال: “نحن لم نطلب أي شيء من أحد، فهناك تصريح واضح من رئيس الجمهورية رافض لهذه الاعتداءات على الحزب. وكذلك، صرح تصريحا قريبا منه رئيس الحكومة. كما أن موقف رئيس مجلس النواب واضح”.
أضاف: “أصلا هذه الخطوة هي في وجه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب تحديدا بسبب الرفض اللبناني لمبادرة ساترفيلد لفرض ما تريده إسرائيل”.
تجمّع العلماء: لخفض مستوى التمثيل الديبلوماسي
وطالب “تجمع العلماء المسلمين” في بيان “بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة أو خفض مستوى التمثيل الديبلوماسي على الأقل، وأن يبادر مصرف لبنان الى تجاهل كل القرارات الأميركية المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية الناتجة من تصنيف المقاومة أنها حركة إرهابية. والمطلوب أيضا حملة ديبلوماسية واسعة مع دول القرار لإطلاعها على خصوصية الوضع اللبناني وعدم تحمله لأي عملية إقصاء أو عقوبات يمكن أن تزعزع الاستقرار الداخلي وتمس بالسلم الأهلي”.
مكاري: قبل ان تكون الدولة مع “حزب الله” فليكن معها
وفي المقابل غرد النائب السابق لرئيس مجلس النواب فريد مكاري عبر “تويتر” قائلا: “أحسن لبنان التعامل مع العقوبات على حزب الله بما يحفظ وحدته. المفارقة أن الحزب الذي أراد موقفاً حكومياً موحدا يتصرف منفرداً بدون اعتبار للحكومة التي هو فيها، فله سياسته الخارجية ويشارك في النزاعات بمعزل عن المؤسسات أو عن شركائه في الوطن. قبل ان تكون الدولة معه، فليكن مع الدولة”
…والكتائب: مواجهة العقوبات بالعودة للدولة
واعتبر حزب “الكتائب اللبنانية” في بيان بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، ان “ما يحصل اليوم في إطار العقوبات الأميركية يتحمل مسؤوليته من خرج عن منطق الدولة اللبنانية وتفرد بقرار السلم والحرب في لبنان والمنطقة ووضع اللبنانيين في موقع الرهينة المعرضة للتصفية في اي لحظة، ومع أخذنا العلم بقساوة العقوبات الاميركية، ندعو الى مواجهة تداعياتها بالعودة الى الدولة المكتملة المواصفات”.
ودعا “حزب الله” الى فصل مساره عن اي مسار إقليمي وعدم الدخول على خط المواجهات الدولية كي لا يدفع الشعب اللبناني مرغما ثمن زج لبنان في صراعات لا علاقة له بها، ولا قدرة له على تحمل تبعاتها، كالعقوبات التي صدرت اخيرا”.
ولفت الى ان “حزب الله مدعو للعودة الى اعلان بعبدا والتزام الحياد والمساهمة في وضع إستراتيجية دفاعية لحماية لبنان وتوحيد السلاح في يد الجيش اللبناني، حفاظا على سيادة لبنان ووحدته وسلامة أراضيه”.