على رغم المساعي الجارية للخروج من مأزق حادثة قبرشمون، فإن الملف لا يزال يراوح مكانه، ولم يسجل أي خرق إيجابي حتى الآن، على ما قالت مصادر متابعة. وعاد التراشق العنيف بين الحزب “التقدمي الإشتراكي”، والحزب “الديموقراطي اللبناني” على خلفية هذه الحادثة.
وفي هذا الإطار قال رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في تغريدة على “تويتر”: “يبدو أن الازمة التي نتجت عن حادثة البساتين والتي بدأت في الشويفات لم تعد محلية وبعض من كلام جهة سياسية نافذة يشير الى ذلك. الى جانب رفض القبول بالموازنة لاسباب مخالفة للطائف. لذا من المفيد ان نطلع على الحيثيات الكامنة وراء هذا التصعيد ولا اجد نفعا لاجتماع في بعبدا يتجاوز الدستور”.
وسرعان ما حذف جنبلاط هذه التغريدة، واستبدلها بأخرى كتب فيها:” يبدو ان التشنج السياسي الحالي وكما عبرت عنه جهة حزبية محلية واقليمية ليس محصورا بالبساتين او الشويفات. لذا فان اجتماع بعبدا غير مفيد اذا ما اصحاب العلاقة المباشرين وليس ابواق النعيق اليومي وضحوا لنا لماذا هذا العداء الجديد والذي كنا اطلقنا عليه تنظيم الخلاف. واخيرا اين الطائف”.
إرسلان: لن ألتقي جنبلاط على حساب دم الشهداء
وفي المقابل غرد رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان عبر تويتر: “لن ألتقي جنبلاط على حساب دم الشهداء علاء أبي فرج ورامي سلمان وسامر أبي فرّاج… القاتل واحد والحقد واحد والضغينة واحدة واللي بيوقع من السما بتستلقي الأرض… زمن اللعب بدم الأبرياء قد ولّى وسنكون بالمرصاد لأي تحرك مشبوه مهما كلّف الثمن”.
اللواء ابراهيم: نوايا مبيتة
المدير العام للأمن العام اللواء ابراهيم الذي لم يخف وجود عراقيل تعيق وساطته لإيجاد مخرج لحادثة قبرشمون، قال على هامش مشاركته في مصالحة عشائرية في بعلبك: أنا دعيت للمصالحة من خلال المصارحة، لكن يبدو أنه لا توجد مصارحة، هناك نوايا مبيتة من جميع الاطراف للأسف وأنا أقوم بواجبي وسنرى النتائج”.
وفي سياق الوساطة لفتت مصادر اعلامية إلى أن “المبادرة الجديدة للواء ابراهيم قوامها المسارات الثلاثة التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون، قضائيًا، يسير التحقيق ويستمر في المحكمة العسكرية، أمنيًا، يسلم جميع المطلوبين لإعطاء إفاداتهم أمام القضاء، وأخيرًا سياسيًا”. واشارت الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري “رحب بطرح اللواء إبراهيم شرط موافقة جنبلاط وإرسلان”.
مصادر “التقدمي”: كل المبادرات التي قدمناها أجهضت
ووفق المصادر الإعلامية فإن “الحزب التقدمي” أكد أنه “تم إجهاض كل المبادرات التي قدمناها في ملف حادثة قبرشمون وكانت أجواءنا إيجابية بكل الأمور، لكننا لم نقابل سوى بالتعنت”. وقالت: “بانتظار ما سيرشح من مبادرات، نتمسك بإحالة قضيتي الشويفات وقبرشمون الى المجلس العدلي”، مشيرة إلى “أننا لسنا في جو اجتماع في الوقت الحالي في بعبدا من دون إقفال الباب على الاجتماع اذا اختلفت الظروف”.
شهيب: مرت على الجبل مؤامرات كثيرة وانتصر بقيادة المختارة
وفي المواقف شدد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب خلال جولة في منطقة الجرد على أن هذه المنطقة “كانت وستبقى صمام امان بوجه أي فتنة، فأهل الجرد أهل عقل وحكمة ووفاء لمسيرة الحزب التقدمي الاشتراكي”. وقال: “في الوقت الذي يذهب البعض إلى إذكاء الخلافات والنعرات، واستثمار الحوادث من أجل تحقيق المكاسب الوهمية وهز استقرار البلاد وتعطيل المؤسسات، نجد أنفسنا أكثر من أي وقت متمسكين بالعقل والحكمة والمبادرات الخيرة والتعالي فوق الجراح والآلام، لكي نتمكن من الحفاظ على الاستقرار والاستمرار في خدمة مجتمعنا وتطبيق القانون وإحقاق الحق، وتحكيم القضاء وحصر ذيول الحوادث في إطارها القانوني بعيدا من الصراخ الفارغ”.
وختم: “مرت على هذا الجبل مؤامرات كثيرة، وواجه تحديات وصعوبات عديدة، لكن الجبل صمد وانتصر في نهاية المطاف بقيادة المختارة. غيوم كثيرة تلبدت وتبددت… وبقي ربيع المختارة”.
أبو فاعور: فليذهبوا ومجالس عدلهم لا نخشى شيئا
أما وزير الصناعة وائل أبو فاعور فأعتبر ان “الدولة رهينة لبعض الحسابات الداخلية والخارجية”، لافتا الى ان “العشرات من اجدادنا سقطوا دفاعا عن كرامتنا، وللأجداد احفاد وابناء مستعدون كي يسقطوا دفاعا عن كرامتنا، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هو كرامتنا وإن خاض عباب الجبال خضناها معه”، وقال: “مجلس عدلنا في شعبنا وفي عقلنا، فليذهبوا هم ومجالس عدلهم نحن حصانتنا وحصانة وليد جنبلاط من هذا الشعب وهؤلاء الناس لذا نحن لا نخشى شيئا”.