إستدعت مواقف الرئيس اللبناني ميشال عون التي أطلقها أمس (الخميس) في عيد الجيش بما تضمنت من رسائل سياسية واشارات في اتجاه الحرص على التمسك باتفاق الطائف وإلتزامه به، وتأكيده أنه يشكل المظلة لحماية الميثاق الوطني، عبر صون حقوق الجميع، وإحقاق التوازن”، واشارته أيضا الى ان “لا ينفع لبنان في هذه المرحلة أن يستحضر البعض لغة الماضي، وممارساته، عازفاً على وتر الحساسيات، وطاعناً في صميم إرادة العيش المشترك، تأييدا قويا من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، فعلق الرئيس فؤاد السنيورة، معتبرا أن “الكلام الذي ورد في خطاب فخامة رئيس الجمهورية في عيد الجيش شديد الأهمية والدقة، ففخامة الرئيس هو حامي الدستور وراعي تطبيقه، ويكون على الجميع التنويه بما قاله فخامته في هذه المناسبة العزيزة على قلوب اللبنانيين جميعا، كما يكون علينا تأكيد ضرورة المتابعة في هذا التوجه، الذي يخدم الإجماع الوطني من حول الدستور، ويدعم الاستقرار والعيش المشترك”.
أضاف: “فخامة الرئيس قال في كلمته، لا ينفع لبنان في هذه المرحلة أن يستحضر البعض لغة الماضي وممارساته عازفا على وتر الحساسيات، وطاعنا في صميم إرادة العيش المشترك ومتطلباته التي ثبتها اتفاق الطائف… الخ. ولقد ورد في كلام رئيس الجمهورية أن كل ممارسة من هذا النوع، إن كان في السياسة أو في الإدارة تؤذي الحياة الوطنية… فاتفاق الطائف الذي التزمت تطبيقه في خطاب القسم، والتزمته الحكومة كذلك في بيانها الوزاري، يشكل مظلة لنا لحماية الميثاق الوطني”.
وختم: “إن كلام فخامة الرئيس هذا يستحق التنويه والإشادة، ويدفع للوقوف الى جانبه لكي يتأكد ويتعمم ويترسخ ويتم التزامه من جميع الوزراء وغيرهم من المسؤولين لكي يقترن القول بالفعل، لأن العبرة في نهاية الامر بان يكون الاداء والممارسة مطابقا لما قاله رئيس الجمهورية”.
جنبلاط: ليخرج البعض من عقلية الجبهات
من جهته غرد رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر”تويتر” بالقول: “التهنئة للجيش في عيده السنوي فهو درع الوطن وحامي السلم الاهلي والاسقرار مع كافة الاذرعة الامنية . وعلى أمل ان يخرج البعض من عقلية الجبهات وان يكون قولا وعملا مع الطائف بعيدا عن التفسيرات والتأويلات . المستقبل اهم من الماضي المتحجر هكذا تقول الارصدة المتقدمة والعلمية”.
حادثة قبرشمون
وعلى صعيد الإتصالات لمعالجة ذيول حادثة قبرشمون، ومع دخول لبنان أمس الشهر الثاني على الحادثة وما تلاها من تعطل جلسات الحكومة، وفيما ذكرت المصادر أن المداولات لم تعد الى المربع الأول ، بل توقفت عند النقطة الاخيرة حول التصويت على إحالتها الى المجلس العدلي. قالت مصادر مواكبة للإتصالات التي يجريها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ “الحياة”: “إن المساعي لإنعقاد مجلس الوزراء تسارعت بوتيرة عالية وبأقصى ما يمكن، وسجلت ساعات الليل حركة كثيفة حول مبادرة جديدة، حظوظها مرتفعة وقد تفضي الى خرق كبير في جدار الأزمة. وفي هذا السياق زار المعاون السياسي للرئيس بري وزير المال علي حسن خليل، رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط، واستمرت حرارة الخطوط نشطة إلى ما بعد منتصف الليل، وفي جديد هذه الإتصالات هو أن التداول في إمكان التصويت حول حادثة قبرشمون، داخل مجلس الوزراء سقط إلى غير رجعة، ورئيس الحكومة سعد الحريري لن يدعو إلى جلسة قبل الإتفاق”.
واشارت المصادر المواكبة في هذا الإطار الى أن عدسات الكاميرا التي لم تلتقط أي لقاءات جانبية بين الرؤساء الثلاثة على هامش الإحتفال بعيد الجيش فإن الرئيسين بري والحريري غادرا معا مكان الإحتفال في المدرسة الحربية في الفياضية، في سيارة واحدة ومسافة الطريق “كافية للكثير من الكلام”. أما المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم فقد واصل تحركه على خط المعالجة وبعيدا من الإعلام، لتليين المواقف والوصول الى حل يرضي الجميع وفق المبادرة الجديدة.