كثف رئيسا لجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري تحركهما الداخلي والديبلوماسي لمواجهة احتمال التصعيد العسكري بعد إرسال إسرائيل طائرتين مسيرتين سقطتا في ضاحية بيروت الجنوبية بعيد منتصف ليل السبت الأحد، وتوعد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بإسقاط الطائرات المسيرة المسيرة في أجواء لبنان والرد فيه على استهداف إسرائيل أي قيادي من الحزب في سورية كما حصل ليل السبت حين قتلت غارة إسرائيلية إثنين من مسؤولي الحزب في غارة على ضواحي دمشق.
وجاء التحرك اللبناني أيضا بعد غارة نفذها الطيران الإسرائيلي فجر الإثنين على مواقع ومعسكرات “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة (الموالية لسورية) في منطقة قوسايا التمركزة في السلسلة الشرقية على الحدود اللبنانية السورية.
وإذ اتفق عون والحريري على دعوة مجلس الدفاع الأعلى إلى الاجتماع غداً الثلثاء في القصر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، أبلغ عون الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي استقبله بعد ظهر اليوم في قصر بيت الدين، أن لبنان الذي تقدم بشكوى الى مجلس الامن ردا على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه لان ما حصل هو “بمثابة اعلان حرب يتيح لنا اللجوء الى حقنا بالدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا”.
وقال عون لكوبيتش إن الاعتداء على الضاحية الجنوبية وكذلك على منطقة قوسايا على الحدود اللبنانية – السورية يخالفان الفقرة الاولى من قرار مجلس الامن الرقم 1701 وما يسري على لبنان في مندرجات هذا القرار الدولي يجب ان ينطبق على إسرائيل أيضا.
وأضاف عون: “سبق ان كررت امامكم ان لبنان لن يطلق أي طلقة واحدة من الحدود ما لم يكن ذلك في معرض الدفاع عن النفس، وما حصل امس يتيح لنا ممارسة هذا الحق. واعرب الرئيس عون عن خشيته من ان تؤدي اعتداءات إسرائيل الى تدهور في الأوضاع خصوصا اذا ما تكررت ووضعت لبنان في موقع الدفاع عن سيادته اذ لا نقبل ان يهددنا احد باي طريقة علما اننا شعب يسعى الى السلام وليس الى الحرب”.
واعتبر الرئيس عون ان التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب قبل نهاية هذا الشهر باتت حاجة ملحة وضرورية للمحافظة على الاستقرار على الحدود.
وكان الحريري التقى كوبيش أيضا وبحث معه الطورات العسكرية الأخيرة بعد سقوط الطائرتين الإسرائيليتين، وردود الفعل.
والتقى الحريري عصر اليوم الإثنين في السراي الحكومي سفراء وممثلي مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم: سفيرة الولايات المتحدة أليزابيث ريتشارد، سفير روسيا ألكسندر زاسيبكين، سفير الصين وانغ كيجيان، القائم بالأعمال البريطاني بنجامين واستنيج والقائمة بالأعمال الفرنسية سالينا غرونيه-كاتالانو، وعرض معهم آخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة.
وأفاد المكتب الإعلامي للحريري أنه أبلغ الحاضرين أنه دعا إلى هذا الاجتماع “نظرا إلى خطورة الموقف، بعد قيام إسرائيل بخرق واضح للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، واستهدافها منطقة مدنية مأهولة، دون أي اعتبار للقانون الدولي أو أرواح المدنيين”.
وقال الحريري لممثلي الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن: “إن الحكومة اللبنانية ترى أنه من المصلحة تفادي أي انزالاق للوضع نحو تصعيد خطير، ولكن هذا يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه لهذا الخرق الفاضح لسيادتنا وللقرار 1701”.
وأبلغ الرئيس الحريري الحاضرين أن لبنان سيتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص ما حصل، متوجها إليهم بالقول: “من المهم جدا أن تحافظ دولكم على التوافق الموجود بينكم للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة، لأن أي تصعيد قد يتطور إلى دورة عنف إقليمية لا يمكن لأحد التنبؤ بالمدى الذي ستبلغه”.
وأضاف: “يجب تحميل إسرائيل المسؤولية عن خروقاتها المتواصلة للقرار 1701 منذ العام 2006، وكذلك يجب أن تُحمّل مسؤولية الاعتداء الفاضح على ضاحية بيروت، مع علمها المسبق بأن من شأن ذلك تهديد التوازن القائم والذي حافظ على أمن الحدود الدولية منذ 13 عاما”.
وختم الرئيس الحريري مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للدفاع سيعقد اجتماعا بعد ظهر غد (الثلثاء)، لمناقشة تطورات الوضع ككل، متمنيا على الحضور البقاء على تواصل مستمر لمتابعة مجريات الأمور.