أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، أن “أهم وأعظم ما في “عملية الشهيدين ياسر ضاهر وحسن زبيب، التي استهدفت آلية عسكرية اسرائيلية، في مستعمرة أفيفيم، أنها نفذت وجرت وحصلت، رغم تهديدات إسرائيل، والرسائل الديبلوماسية، ولكن أقول إن حزب الله، لم يتزحزح في واجب الرد، كنا سابقا، نرد في داخل مزارع شبعا، والكمائن، التي كنا ننصبها للدبابات الإسرائيلية، كانت في مزارع شبعا المحتلة، ولكن الذي حصل، أن العملية حصلت في أرض 48، يعني أن أكبر خط أحمر منذ عشرات السنين، في أرض 1948، كسرته المقاومة الإسلامية أمس”.
وشكر نصرالله عبر شاشة المجلس العاشورائي الذي يقيمه “حزب الله” في “مجمع سيد الشهداء” في الضاحية الجنوبية، “الله تعالى، والمقاومين، قادة ومجاهدين وأفرادا، الذين منذ ثمانية أيام، كانوا حاضرين وجاهزين على مدار الساعة، وفي الميدان، وعلى امتداد الحدود اللبنانية، والذين بفضل شجاعتهم وكفاءتهم تتحقق الإنجازات ونردع العدو ونحمي البلد”، لافتا الى أن “هؤلاء المقاومين كانوا حاضرين يحملون دمائهم على أكفهم”.
ثم وجه الشكر إلى “الجيش اللبناني، الذي بقي مرابطا على الحدود، لحماية الناس، وكذلك إلى أهلنا الذين بقوا حاضرين، وعبروا عن فخرهم بإنجازات المقاومة، إضافة إلى كبار المسؤولين في الدولة، ممن واكبوا الأوضاع في اللحظات الأخيرة، ووسائل الإعلام، التي واكبت وقدمت المشهد كما صور، خصوصا للمراسلين الميدانيين، وكل المحللين والمعلقين، الذين قدموا فكرة واقعية للناس”.
وشرح نصرالله خلال حديثه، تفاصيل الغارة التي استهدفت ضاهر وزبيب في سورية، ثم عملية الطائرتين المسيّرتين المفخختين، اللتين استهدفتا الضاحية الجنوبية، لافتا إلى أن “هدف المسيّرتين فشل”، مكررا كلامه عن “عدم السكوت على كلا الاعتدائين، وأن الرد سيكون حتميا”، وقال: “نحن قلنا علنا، إننا سنرد ومن لبنان، وعلى امتداد الحدود اللبنانية، وكانت هذه نقطة قوة للمقاومة، لأننا كشفنا عن نوايانا، ولأننا لم نلجأ إلى الصمت”.
واعتبر أن “ما حصل طيلة الأسبوع الفائت، هو عملية مركبة، جزء منها معنوي، وكانت بمثابة عقاب للعدو الإسرائيلي”، معددا “ما قام به العدو لجهة: أولا، إخلاء الحدود من جهة فلسطين المحتلة، وثانيا، إخلاء المواقع، أي هربوا، مع أني طلبت منهم أن ينضبوا، فهربوا، كذلك إخلاء ثكنات بكاملها في أفيميم، وعلى الحدود وأحيانا في العمق”. وقال: “إن الإسرائيليين، عمدوا إلى إجراءات، تسببت بانعدام الحركة بعمق 5 كليومتر أو أكثر، وكانوا “مضبوبين” وفاتحين أبواب الملاجئ، كانوا مستنفرين بأعلى الدرجات وبأقصى الجاهزية في البر والبحر والجو، يعني كنا أمام اسرائيل المتعجرفة الطاغية، التي كانت تخيف الملايين، فصارت خلال ثمانية أيام خائفة ومضبوبة ومخباية”، واصفا المشهد بأنه “ذل وعقاب، وتأكيد أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”.
أضاف: “على الجهة اللبنانية، بقي الجيش مرابطا والناس في حال معنوية عالية، أما المقاومة، فقد عملت في وضح النهار، ومسيراتهم في السماء، وقد تعمدنا ألا نعمل في الليل، وهذا من أسباب التأخير، إضافة إلى أن المقاومة ضربت بالعمق، وليس على الشريط، ومع ذلك صبرت المقاومة، وعندما حصلت على الهدف أصابته، وبكل تأكيد. واليوم على كل حال الناس شاهدت ما نشر في وسائل الإعلام حول تنفيذ العملية”.
واعتبر نصر الله أن “الرد الإسرائيلي، على عملية المقاومة، بالقصف بالقذائف، كان دفاعيا”، وقال: “النتيجة هي أننا ثبتنا المعادلة، وأعطينا المعادلة دفعا أكبر، يعني لم يعد لدينا خطوط حمراء على الإطلاق”.
“مساحة جديدة لمواجهة المسيرات في سماء لبنان”
وأضاف: “نحن انتقلنا من الرد من أرض لبنانية محتلة، إلى أرض فلسطينة محتلة، وهذا أمر جديد، وإذا ما اقتضى الأمر، سيكون الرد في العمق أكبر”، موجها كلامه إلى العدو “إذا اعتديتم، فإن كل حدودكم وجنودكم ومستعمراتكم على الحدود وفي العمق وعمق العمق عندكم سيكون هدفا لقصفنا، هذه هي المعادلة”، مردفا: “إحفظوا 1 أيلول (سبتمبر) 2019، كبداية لمرحلة جديدة، عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، لحماية لبنان، فلا خطوط حمراء عندنا”.
وتابع قائلاً: “كنا سابقا نتجنب المسيّرات الإسرائيلية، ولكن اليوم من حقنا، ومن حق اللبنانيين، أن ندافع عن أرضنا وشعبنا، يعني صار في مساحة جديدة لمواجهة المسيّرات في سماء لبنان، وقد ثبتنا هذا الأمر، لكن القرار للميدان”.
وخاطب نصرالله المجتمع الدولي قائلا: “الحريص على استقرار لبنان والمنطقة، يجب أن يتحدث مع الإسرائيلي، لأن غض الطرف من جانبنا انتهى”.
وتابع: ” نتانياهو أراد أن يمس بقواعد الاشتباك، منعناه، أراد أن يضرب ويوهن توازن الردع، قوّينا توازن الردع. هذه النتيجة وهذه المحصلة وبكل الأحوال على الإسرائيليين أن يعرفوا أن هذا من نتائج حماقة هذا الرجل الذي الآن لا يرى إلا كيف ينقذ نفسه من المحكمة التي ستحاكمه على ملفات الفساد الطويلة والعريضة. إذاً نحن الآن أمام جولة يمكن أن نقول انتهت بالمعنى التأسيسي، في المسار للأمام “المُسيّرات مكملين”، في المسار للأمام، أي عدوان على لبنان لم يعد هناك حدود دولية و48 و مزارع شبعا، هذا انتهينا منه، أصبحت الأسقف كلها واضحة”.