في انتظار جلسة 23 الجاري تتكثف الاتصالات واللقاءات لإرساء حل للأزمة الحكومية في لبنان، والتقى رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الكبيرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يرافقه الوزير السابق طوني كرم. وقال جعجع انه وضعه «في أجواء ما أفكر به ونحن نتابع اتصالاتنا مع بقية الفرقاء لنتمكن من الوصول الى وضع مستقر».
ولفت الى انه «في خضم كل ما يحصل في المنطقة الوضع اللبناني يذكرني بالقول المأثور «نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان» واليوم في لبنان كله»، لذلك من واجبنا ان نقوم بكل ما في وسعنا للحفاظ على هذا الوضع لأنه لم يعد هناك اي بقعة في الشرق الأوسط آمنة ومستقرة».
وشدد على وجوب «انتخاب رئيس للجمهورية، لكن مهما كانت الأمور المطروحة يجب علينا ان نضع في سلم اولوياتنا، كيفية الحفاظ على الاستقرار وإذا لم نتمكن من اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، طبعاً لأسباب انا لا أفهمها، وإذا لم نتمكن من التقدم على غير صعد، فمن واجبنا ان نبذل كل جهدنا ونحافظ على الاستقرار الحالي». ولفت الى انه «على رغم وجود الكثير من الخطوات التي بالإمكان القيام بها نحاول، علّنا نتمكن من انجاز خطوات اتُفق عليها في الأصل، كخطوات دستورية وخطوات تنسجم مع إيماننا بالمؤسسات ودورها، مثل إقرار قانون للانتخابات وإقرار قانون استعادة الجنسية والتي من الممكن ان تنقلنا الى وضع آخر اكثر استقراراً من الوضع الحالي».
وعما اذا كان سلام أطلعه على نتائج الاتصالات التي يجريها تمهيداً لعقد جلسة حكومية هادئة، اجاب: «الرئيس سلام روحه طويلة، وأتمنى عليه ان يبقى كذلك، وهو يستكمل اتصالاته للوصول الى جلسات لمجلس الوزراء هادئة وطبيعية ليستطيع التخفيف عن اللبنانيين معاناتهم».
وعن موقف «القوات» من الأزمة الحكومية في ظل ورقة اعلان النيات مع «التيار الوطني الحر»، اجاب: «نحن مع تحقيق ما يمكن تحقيقه من خطوات بالطرق القانونية والدستورية المشروعة، لذلك طرحنا الذهاب الى المجلس النيابي ونحاول ان نقر قانون انتخابات جديد وقانون استعادة الجنسية ونكمل حياتنا السياسية في شكل طبيعي، ويبقى في رأس الخطوات المطلوبة انتخاب الرئيس».
كما التقى سلام وفداً من جمعية المصارف برئاسة جوزيف طربيه الذي قال: «أطلعنا على الملفات التي هي موضع اهتمام لديه وبصورة خاصة الملفات الاقتصادية والانطباع الذي يتلقاه من المرجعيات الدولية وهي لدى لبنان خطوط حمر رئيسية يجب الحفاظ عليها على رأسها القطاع المصرفي والأمن، والمجتمع الدولي يعتبر هذين الملفين مكان اهتمام وتأييد وعناية دولية ونحن مطمئنون لسماع مثل هذا الحديث».
والتقى سلام السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل الذي زار ايضاً وزير الاتصالات بطرس حرب وقائد الجيش العماد جان قهوجي مودعاً.
وتلقى سلام من السفير المصري محمد بدر الدين زايد «دعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لحضور افتتاح مشروع تطوير قناة السويس في 6 آب (أغسطس) المقبل والذي يشكل تأكيداً لقدرة الدولة المصرية، على رغم التحديات والحرب على الإرهاب، في إتمام هذا المشروع العملاق».
وقال انه بحث مع سلام «المواجهة الكبيرة التي تشهدها المنطقة ضد الارهاب ودقة الاوضاع الاقليمية وكيف أن هذه الأوضاع كلها تؤكد أهمية تجنيب لبنان المخاطر المحيطة به وأهمية التركيز على حماية تنوعه والصيغة الخاصة به، وأنه لا تحتمل الأمور أن يتوقف العمل الحكومي وأن يكون هناك تشتيت لقدرات الشعب اللبناني الذي يحتاج بكل طوائفه الى الكثير من المشاريع والاحتياجات التي تقتضي انسياب العمل الحكومي وبالتالي عمل مجلس الوزراء». وقال: «أكدنا أن مصر حريصة على نجاح حكومة لبنان وعلى قدرتها على مواجهة التحديات ونأمل من كل القوى السياسية التركيز على مبدأ الحوار وحده كوسيلة لحل الخلافات وأن يكون هذا المبدأ الحاكم من أجل لبنان بصيغته المعروفة التي تقوم على التعايش».
وكان سلام والرئيس ميشال سليمان يرافقهما السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري قاما بزيارة خاصة مساء اول من أمس لجدة وقدما التعازي بوفاة وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل. والتقيا الرئيس سعد الحريري، وجرى عرض للمستجدات المحلية والإقليمية.
كما زار السعودية أمس معزياً رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط، والتقى في جدة الحريري في حضور عدد من نواب اللقاء. وكان الرئيس نجيب ميقاتي قدم التعازي في جدة،