عبر المبعوث الدولي الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا عن قلقه حيال الوضع في لبنان. وقال بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في السراي الكبيرة، يرافقه المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي والوفد المرافق: «بعد لبنان سأقوم بزيارة لإيران وتركيا ودول أخرى. وفي النهاية سأزور نيويورك كما أخطط لزيارة موسكو».
وأضاف: «نحن نحاول تسريع مسار فهمنا للمتغيرات في المنطقة في إطار متابعتنا للمسار السياسي للأزمة السورية نتيجة عوامل جديدة طرأت على المنطقة خصوصاً «داعش».
وتابع: «في هذا الإطار، وبعيداً من القول إن قلبي هو دائماً مع لبنان، فان المجتمع الدولي قلق جداً حول استقرار لبنان الذي يدفع ثمناً باهظاً على حدوده نتيجة الصراع المستمر في سورية. لذلك كان من المهم بالنسبة إلي أن التقي رئيس الحكومة وسألتقي لاحقاً وزير الخارجية (جبران باسيل) كما سأجتمع مع شخصيات لبنانية مهمة ومؤثرة في إطار الإطلاع على معلومات وأفكار أكثر».
وأكد «أن المجتمع الدولي يقف بشدة إلى جانب لبنان ونحن نعي بشكل كامل الأعباء التي يتحملها لبنان والشعب اللبناني في هذه المرحلة وننظر بقلق إلى ما حصل أخيراً على الحدود وفي الوقت عينه نحن واثقون وكذلك المجتمع الدولي بأن لبنان سيستطيع تجاوز هذه المرحلة». وقال: «استقرار لبنان مهم جداً للمنطقة والمجتمع الدولي، وطبعاً هذا يعني أن المحيط السياسي في لبنان يجب أن يكون مستقراً في أسرع وقت ممكن من أجل لبنان قوي. والامتحان سيكون برأيي في مواجهة مرحلة مصيرية نأمل بأن تؤدي إلى حل سياسي في سورية، لذلك أتت زيارتي اليوم للبنان، ولذلك أنا أيضاً حريص في كل مرة أزور فيها المنطقة على المجيء إلى لبنان والإطلاع على كل ما يقلقه للمساهمة في استقراره».
وعما إذا كان رئيس الحكومة توجه بأي طلب إلى الأمم المتحدة، أجاب: «أترك الجواب على هذا الموضوع لرئيس الحكومة، ولكن أقول إن ما شدد عليه رئيس الحكومة بشكل دقيق هو الدعم القوي والمستمر من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة للبنان في هذه المرحلة الصعبة».
وعن العبء الذي يفرضه وجود النازحين السوريين على لبنان، قال: «إذا كان هناك من دول في المنطقة ومنها تركيا والأردن تستطيع تحمل هذا العبء الثقيل بشكل متساو على رغم الأوقات الصعبة، فإن غالبية هؤلاء النازحين هم من الفقراء واستقبلوا بحرارة كبيرة من قبل لبنان. ولكن أريد التأكيد على وجوب مساعدة لبنان، وهناك حدود لهذه المسألة ولهذا فإن المجتمع الدولي عليه أن يساعد لبنان لمواجهة هذه الأزمة الصعبة من ناحية أعداد وتجمع النازحين في لبنان».
وعلم أن زيارة دي ميستورا لبنان لم تعد كونها معبراً إلى سورية، وجرى التركيز على الموضوع الأمني خصوصاً أن لبنان هو المعني الأول بتداعيات الوضع السوري.
والتقى دي ميستورا يرافقه بلامبلي نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في حضور مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وجرى عرض لآخر التطورات في المنطقة. وقال دي ميستورا إن زيارته «حزب الله» والشيخ قاسم تأتي في إطارالتشاور لأهمية التواصل مع كل الأطراف التي يمكن أن تساعد على الحل في المنطقة وخصوصاً في سورية. كما أن وجهات النظر كانت متوافقة على أن الحل في سورية يستند إلى الحل السياسي.
وتمنى الشيخ قاسم النجاح لمهمة دي ميستورا، وأكد له أن «الحل الوحيد المتاح في سورية هو الحل السياسي بعيداً من الشروط المسبقة وعدم تجاوز الأطراف الفاعلين والمؤثرين في مثل هذا الحل». وقال: «لقد أضاعت الدول الكبرى والإقليمية ثلاث سنوات ونصف السنة من الوقت الذي كان مليئاً بالأخطار والقتل والتشريد في الخيار الحربي والإقصائي فماذا كانت النتيجة؟».
وأضاف: «لقد تأكد أن الحل السياسي ينقذ سورية وشعبها، وعلى الجميع أن يتوقعوا تنازلات مؤلمة في هذا الإطار، لكنه الحل الوحيد المتاح ولا حلَّ غيره».
الى ذلك، لبّى بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك أغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس أغناطيوس أفرام الثاني كريم وبطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي وبطريرك بابل للكلدان لويس ساكو دعوة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى لقاء خاص بهم، كل بمفرده، في القصر الملكي في عمان.
ورحب العاهل الأردني بالبطاركة، وأطلعهم على المساعي الحثيثة التي تقوم بها المملكة الأردنية تجاه النازحين المسيحيين من العراق وسورية، الذين تزايدت أعدادهم في الأشهر الأربعة الماضية، بسبب أعمال الترهيب والإجرام من قبل الجهاديين التكفيريين.
وأبدى البطريرك يونان تقديره للتحليل «العميق» الذي قدمه العاهل الأردني عن «خطورة الظاهرة التكفيرية التي تبرر إجرامها باسم الدين. وتطور الحديث إلى مفهوم الإسلام الوسطي الذي تتبناه المملكة الأردنية، والذي يرفض التطرف الراديكالي الهمجي الذي شوه صورة الإسلام وشكك في نيات المسلمين في العالم أجمع».