يعيش اللبنانيون حالاً من التململ الشديد نتيجة تردي الخدمات والبنى التحتية وفقدان المساءلة والمحاسبة. ويترجم الناس إمتعاضهم تارة بقطع طرق احتجاجاً على قطع التيار الكهربائي لساعات تفوق معدلاتها السابقة، أو احتجاجاً على تراكم النفايات أو على العكس رفض طمرها في مكان قريب منهم. وتترافق الإحتجاجات مع موجة حر قياسية تزيد من تأفف اللبنانيين ومن تراجع الخدمات ومحاصرة مناطق بالحرائق.
وفي مقابل ذلك، يشهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت كثافة في عدد الرحلات الى لبنان ومعظم ركابها من اللبنانيين المغتربين في الخليج والولايات المتحدة وكندا والمانيا. وإذ يواجه المغتربون تجربة تراجع الخدمات في لبنان، يحاول كثر التأقلم مع الواقع في وجود البدائل. ويتردد ان مكاتب تأجير السيارات في بيروت ومناطق لم تعد تتوافر فيها سيارة للإيجار.
وكان عشرات المواطنين في صيدا تجمعوا أمس، ولساعات أمام مكاتب مصلحة كهرباء لبنان، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وضواحيها وزيادة التقنين، مطالبين المعنيين بالعمل السريع لإعادة التيار للمدينة. وكانت توقفت عشرات الخطوط الهاتفية مساء أول من أمس في المدينة بسبب أعمال تأهيل البنى التحتية في السوق التجارية ما أدى الى انقطاع الاتصالات عن عشرات المكاتب التجارية الامر الذي دفع اصحابها لرفع شكاوى الى الجهات المعنية لاصلاح الاعطال، فيما أدت أشغال في أحياء في بيروت الى كسر امدادات مياه الشفة، وتطلب اعادة اصلاحها بسرعة دفع رشاوى.
النفايات: طمر أو حرق أو ترحيل
وبقي ملف النفايات شاغل اللبنانيين. واعلن وزير الصناعة حسين الحاج حسن في مؤتمر صحافي ان أزمة النفايات في لبنان ليست جديدة أو طارئة»، متوقفاً عند «المحاصصة والمنافع السياسية والمالية والاحتكار». ورأى ان «الحل بتبني مبدأ الفرز من المصدر». واقترح «إيجاد أماكن تجميع موقتة لكل منطقة بغية رفع الضرر عن الناس تمهيداً لنقل النفايات الى حيث تكون المعالجة النهائية المرتقبة». ونوّه بـ «الدور الكبير والمسؤول لكل من ساهم برفع النفايات عن بيروت والضواحي».
واعتبر ان «تصدير النفايات الى الخارج، يشكل حلاً موقتاً في ظل استفحال الأزمة وعدم التوافق على اعتماد مطامر صحية في بعض المناطق، وعلى رغم ارتفاع كلفة هذا الخيار، فاننا لا نمانع من اعتماده تحت وطأة الظروف الحالية».
سجون وتوقيفات وسرايا المقاومة
الى ذلك، أثار وفد من «هيئة العلماء المسلمين» مع كل من وزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل اشرف ريفي أمس، ملف الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية المركزي. وأوضح الوفد أن هناك «تجاوباً كبيراً لرفع معاناة المساجين، ووفد الهيئة زار السجون والتقى المساجين لسبع ساعات وهم صرحوا بأن هناك تحسينات كبيرة جداً حدثت».
ولفت الوفد الى انه اثار «مسألة سرايا المقاومة التي تقوم بأعمال بربرية وتجهز نفسها في عملية التسليح والتشبيح، ما ينذر بخطر كبير على السلم والعيش المشترك». وأشار الوفد إلى أن البحث تطرق إلى «توقيف مظلومين لمجرد الشبهة والروايات الظنية الكاذبة أو لمجرد أنهم كانوا يدعمون الثورة السورية وهذا شرف لهم ووسام لهم لأنهم يشاركون الناس في حريتهم وكرامتهم وعدالتهم، في وقت نجد أن هناك فريقاً في هذا البلد تصدر عملية المشاركة في المعارك السورية وليس هناك من يحاسبه على ظلمه وإجرامه ويضرب بالحكومة بعرض الحائط»، لافتاً إلى أن البحث تناول «وجود أنواع من التعذيب تمارس في سجون مخابرات الجيش تحديداً».
واوضح الوفد انه اثار مع ريفي مسألة «بعض السجون السرية التابعة لـ«حزب الله» في الضاحية ويعترف لنا بعض الشباب بأن هناك اشخاصاً مضى على سجنهم اكثر من سنة ونصف السنة».
وكان السفير العراقي لدى لبنان علي العامري تطرق خلال زيارته المشنوق إلى «مشكلات تعاني منها الجالية العراقية في بيروت وإمكان تذليلها»، وقال: «وجدنا رغبة كبيرة في الوصول إلى الحال الأمثل من لمساعدة العراقيين المقيمين في لبنان أو الوافدين إليه».