IMLebanon

تحذير لبنان من قبول الهبة الإيرانية للجيش

 

في وقت تلقى لبنان تحذيرات دولية من قبول هبة الأسلحة الايرانية، اتفق فرقاء لبنانيون رئيسيون على طرح اقتراح قانون التمديد للمجلس النيابي اللبناني سنتين و7 أشهر في جلسة تشريعية تعقد الأسبوع الأول من الشهر المقبل، فيما جرت مشاورات حول هذا الموضوع بين زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعضو المكتب السياسي في حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل اللذين انتقلا أول من أمس إلى جدة. (للمزيد)

والتقى النائب الجميل في جدة ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والحريري و «تم التداول في الأوضاع المحلية والإقليمية، وسبل عودة الاستقرار إلى لبنان، وتحصين المؤسسات الرسمية وعلى رأسها الجيش اللبناني»، وفق بيان للمكتب الإعلامي للجميل.

وكان جرى الاتفاق على طرح التمديد للبرلمان الذي تنتهي ولايته ليل 19 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أمس خلال اجتماع بين رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس كتلة «المسقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ونائب رئيس البرلمان فريد مكاري وأعضاء من هيئة مكتب المجلس.

وأوضح مصدر سياسي أن المشاورات في جدة بين الحريري وحلفيه، تتناول موقف قوى 14 آذار من هذه الخطوة، خصوصاً أن التمديد لا يحظى بتأييد «الكتائب» و «القوات»، وسط تقديرات بأن الحزبين قد يحضران الجلسة من دون التصويت مع التمديد الذي سيعارضه أيضاً نواب «التيار الوطني الحر» فيما سيؤيده حلفاؤه أي نواب «حزب الله» و «المردة» و «الطاشناق».

وتمهيداً لعرض قضية الهبة الإيرانية للجيش اللبناني على مجلس الوزراء، أجرى نائب رئيس الحكومة اللبنانية وزير الدفاع سمير مقبل سلسلة مشاورات شملت رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيس السابق ميشال سليمان، رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون ورئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، لعرض نتائج زيارته طهران حيث بحث في الهبة، فيما لفت الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إلى وجود عقوبات دولية تمنع إيران من استيراد الأسلحة وتصديرها، في معرض تعليقه على الهبة الإيرانية إلى الجيش اللبناني.

ونظراً إلى حساسية الموضوع الذي يندرج ضمن المواضيع الخلافية بين فرقاء الحكومة، قالت مصادر سياسية لـ «الحياة» إن لبنان «لا يستطيع قبول الهبة لأنها تتعارض مع الفقرة الخامسة من القرار الدولي 1747 الصادر عام 2007 الذي يفرض على إيران عدم تصدير أسلحة وعلى سائر الدول عدم شرائها منها أو نقلها».

وأشارت المصادر إلى أن الأمر قد لا يعرض على جلسة الحكومة غداً، لتحضير الأجواء لاتخاذ القرار، خصوصاً أن مقبل قال أمس إن «قيادة الجيش ستقوّم الهبة الإيرانية ومدى أولوية حاجة المؤسسة العسكرية إليها قبل عرض الموضوع بكل جوانبه على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب». وعن اجتماعه مع العماد عون قال: «نحن على الموجة نفسها مع العماد عون».

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» إن منسق نشاطات الأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي كان أبلغ مقبل والمسؤولين اللبنانيين إن قبول الهبة يتعارض مع القانون الدولي.

وكان الناطق باسم الخارجية الفرنسية نادال ذكّر بدعم بلاده الجيش اللبناني «الضامن لوحدة لبنان واستقراره من خلال مساعدته على إتمام مهمة الدفاع عن الأراضي اللبنانية في مواجهة الإرهاب».

وأشار إلى اتفاق التعاون الفرنسي – السعودي الذي يقضي بتزويد الجيش معدات عسكرية بقيمة ٣ بلايين دولار، وقال إن «وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان صرح أمام البرلمان بأن كل الأعمال المتعلقة بهذا الاتفاق أنجزت، وبأن الرئيس فرنسوا هولاند قال إن كل الشروط باتت متوافرة لإتمام هذا المشروع».