اكد سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ديفيد هيل ان «الولايات المتحدة غير مشاركة، سواء في شكل مباشر أم غير مباشر، في تظاهرات المجتمع المدني ولا تتغاضى عن العنف أو تدمير الممتلكات». وأضاف: «كما قلت منذ أسابيع عدة، المواطنون في كل مكان يتطلعون الى الدولة لتحمي حقهم في حرية التعبير والتجمع، وعلى المواطنين في كل مكان مسؤولية ممارسة حقهم بطريقة سلمية ومسؤولة. كما أن المساءلة متوقعة عندما ينتهك أي من الطرفين الحقوق والمسؤوليات. أميركا تدعم هذه القيم هنا في لبنان، ومبدأ حق المجتمع المدني في التعبير عن آرائه ومخاوفه، وكذلك الأمر بالنسبة الى رئيس الحكومة».
وكان هيل التقى في السراي الكبيرة رئيس الحكومة تمام سلام «لمناقشة زيارته نيويورك». وقال: «يثبت اجتماع المجموعة مرة جديدة دعم المجتمع الدولي الثابت لاستقرار لبنان وسيادته وأمنه. ومن جانبنا، الدعم الأميركي للجيش يستمر بالتعمق. ويسرني أن أعلن ان حكومتي ستخصص مبلغ 59 مليون دولار إضافياً لمعدات أمن الحدود للجيش».وأضاف: «تسلمت أميركا هذا الأسبوع تحويلة حديثة أساسية من الأموال من المملكة العربية السعودية لشراء معدات أميركية إضافية لمساعدة الجيش. هذه الأموال إلى جانب التمويل الأميركي ستساعد الجيش على مواصلة تطوير قدرات سلاح الجو في الضربات الموجهة. وسنعلن عن التفاصيل الدقيقة حالما يتم ترتيبها»، مؤكداً ان «هذا التحويل الأخير وهذا المشروع هما دليل آخر على الشراكة القوية والفعالة بين لبنان وأميركا والسعودية لتحسين قدرات الجيش اللبناني في الدفاع عن حدود لبنان وشعبه».
وقال هيل: «سواء من خلال الدعم السياسي أم المساعدات العسكرية أم الإنسانية، أميركا ستقف إلى جانب لبنان. وهذه الأعمال تشمل استثمار أميركي يفوق 1.3 بليون دولار من المساعدات الأمنية للبنان في السنوات العشر الماضية. وهذا العام، لبنان هو خامس أكبر مستفيد من التمويل العسكري الأجنبي للولايات المتحدة. وهو أيضاً خامس أكبر مستفيد سنوي من التدريب الثنائي لأفراد الجيش هنا».
ولفت الى ان «الولايات المتحدة وفرت ما يقارب البليون دولار من المساعدات الإنسانية للمجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين في لبنان. ومساعدتنا الإنمائية الثنائية على مدى العقد الماضي ستتجاوز أيضاً البليون دولار، . ولكن عندما يتعلق الأمر بالاستقرار، ليس هناك أي قدر من المساعدات الخارجية أو النوايا الحسنة التي يمكن أن تكون بديلاً من الاستقرار. فهذا الأمر يأتي فقط من الداخل». وقال: «أنا أعلم أن القادة في لبنان يعملون على إعادة تفعيل مجلس وزراء فاعل وعلى استئناف الحوار حول القضايا الأكثر عمقاً. نحن نرحب بأي جهد من هذا القبيل، وقد انضممنا هذا الشهر إلى أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي في التأكيد على أن الآن هو الوقت ليجتمع مجلس النواب وينتخب رئيساً في أقرب وقت ممكن، ولتحديد موعد انتخابات نيابية. ونحن نتطلع كثيراً إلى زيارة رئيس الوزراء إلى نيويورك وإلى الفرصة لمناقشة معه السبل التي يمكن للمجتمع الدولي أن يكون أكثر دعماً للبنان وأهدافنا المشتركة للاستقرار والأمن والحكم الرشيد».
وزار هيل بعد ذلك رئيس تيار «المرده» النائب سليمان فرنجية، في حضور وزير الثقافة ريمون عريجي.