Site icon IMLebanon

سلام: لحماية نموذج لبنان ولا للتدخل في البحرين

   نيويورك – راغدة درغام

دعا رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام هيئات المجتمع المدني في لبنان إلى الانفتاح على الحوار معه ومع الحكومة للتوصل إلى حلول وآليات متوافق عليها، مؤكداً في الوقت نفسه أن الغضب الذي يحرك التظاهرات المدنية «مشروع».

وانتقد سلام في حديث إلى «الحياة» الاتهامات الموجهة إلى منظمات المجتمع المدني بأنها تعمل بتنسيق مع جهات خارجية، معتبراً أنها «تهم يذهب إليها الضعفاء»، لكنه حذر من أن «جهات أو قوى تريد أن تستغل هذا الحراك» (للمزيد).

وأضاف: «لم يصدر مني في أية لحظة أي غضب تجاههم (الحراك المدني) ولا أي مواقف سلبية، وكنت وما زلت أتحمل الكثير، إيماناً مني بأنه غضب مشروع، وبالتالي أنا ربما في مكان ما معهم ولست مع القوى السياسية في هذا الأمر».

ويواصل سلام لقاءاته في نيويورك فيجتمع اليوم مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وغداً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وقال سلام إنه سيطالب خلال لقاءاته القادة والمسؤولين الدوليين في نيويورك ومنهم روحاني ولافروف «أن يسعوا إلى حماية النموذج اللبناني والحفاظ عليه»، مشيراً إلى أن ذلك يبدأ من «استكمال مستلزمات النظام بالممارسة الديموقراطية، وأحد مفاتيح استمرار النظام الديمقراطي هو انتخاب رئيس للجمهورية».

وشدد على أن تجربة الفراغ الرئاسي أثبتت «رغم المزايدات الداخلية» أن «البلد من دون رئيس للجمهورية لا يمكن أن يفلح أو يتقدم»، وهو ما يتطلب أن تبقى مرجعية رئاسة الجمهورية «فوق كل المؤسسات والمرجعيات».

ونفى سلام ما يتردد عن أن المملكة العربية السعودية باتت غير مهتمة بلبنان بسبب انخراطها في الأزمة اليمنية، وقال: «لم ألمس ذلك عندما قمت بزيارة تلبية لدعوة من إخواننا في المملكة العربية السعودية، وتسنى لي فيها لقاء الملك سلمان وولي العهد والتباحث بالتفصيل عن أوضاع لبنان والاستماع إلى حرصهما على مواكبة وضعنا في لبنان وعلى مساعدتنا ودعمنا». وأشاد بدعم المملكة في شكل غير مسبوق للجيش اللبناني من خلال المساعدات المالية المخصصة لتسليحه.

وحذّر سلام من إمكانية الانهيار في لبنان في حال استمرار القوى السياسية في عجزها عن التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية بعد ١٦ شهراً من الشغور الرئاسي، مشيراً إلى أن خطر الانهيار قد لا يكون سياسياً أو أمنياً بقدر ما هو اقتصادي واجتماعي.

وعن انتقاداته للطبقة السياسية في لبنان قال: «من أين نأتي بطبقة أخرى، أم نأتي بناس آخرين؟ أنأتي بغيرهم من النيبال او من كولومبيا او من المريخ مثلاً؟ هؤلاء هم اللبنانيون وهؤلاء هم قياداتهم، وغالبية اللبنانيين اليوم على المستوى الشعبي تنتمي إلى طوائفها ولقيادات طوائفها شئنا أم أبينا، وبالتالي لهذه المرجعيات والقيادات حصة كبيرة وعلينا التعامل مع الواقع لا أن نعيش في خيال وأحلام».

واعتبر سلام ما صدر في بيروت أخيراً في حق البحرين غير ملزم للحكومة اللبنانية، ولا يعبّر في حال من الأحوال عن موقف لبنان الذي يعرف مكانته ومكانة أبنائه في قلوب البحرينيين وعقولهم. وأضاف: «إن لبنان الذي عانى طويلاً من تدخُّل الآخرين في شؤونه الداخلية، يؤكد حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، خصوصاً الدول العربية الشقيقة التي تحتل مملكة البحرين مكانة مميزة بينها».