جدد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في ذكرى مرور اسبوع على مصرع عميد الأسرى اللبنانيين المحرر سمير القنطار والذي احياه الحزب في مجمع «شاهد» التربوي في ضاحية بيروت الجنوبية، التأكيد ان «الرد على اغتيال القنطار مقبل لا محالة»، وإذ سأل الإسرائليين: «لماذا يخيفكم دم القنطار الى هذا الحد وترعبكم المقاومة؟»، شدد على ان «التهويل علينا لن يجدي نفعاً وإذا كان هناك من أخطأ في التقدير فهو الإسرائيلي وليس نحن».
وتوجه الى «الصديق والعدو» بالقول: «اياً تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها، لا نستطيع ولا يمكن ان نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا من قبل الصهاينة في اي مكان في العالم. قرارنا حاسم وقاطع منذ الأيام الأولى والمسألة اصبحت في ايدي المؤتمين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الأرض والعرض والبقية تأتي. هذه معركة مفتوحة اساساً مع العدو لم تغلق ولن تغلق».
شارك في حفل التأبين رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية في المجلس النيابي الإيراني علاء الدين بوروجردي والسفيران السوري علي عبد الكريم والإيراني محمد فتحعلي.
وتحدث نصر الله عن مزايا القنطار «الذي اختار طريق المقاومة منذ صباه ويعبر عن جيل من الشباب العربي الواعي والمسؤول الذي استشهد على طريق فلسطين وكنا نعيد جثامين بعضهم اثناء عمليات التبادل، ما يفرض مسؤوليات».
وتوقف عند مسألة «الاستعداد للتضحية من دون حدود»، مشدداً على «انه شرط رئيسي لصنع مقاومة». وقال: «القنطار لم يتراجع ولم يضعف ولم يتاجر ولم ييأس وهذا المهم». ووصفه بـ «الجبل وابن الجبل». وأشار الى صفة «الإيثار» التي تمتع بها وترجمها خلال التفاوض للتبادل ورفض الإسرائيلي في شكل قاطع شموله بالتبادل واستعداد القنطار للتضحية».
كما توقف عند «اصراره على مواصلة الطريق بعد خروجه من السجن اذ اراد ان يكون عسكرياً مقاوماً للاحتلال، وشارك بالعديد من الدورات العسكرية وتحديداً في دورات تتعلق بالسلاح ضد الدروع الى ان حصلت تطورات سورية وانفتح الأفق لانطلاق مقاومة شعبية سورية وقال انه يستطيع تقديم شيء مميز واسمحوا لي بالالتحاق بهم».
وقال ان اسرائيل «ومنذ اللحظات الأولى لإشارة الرئيس بشار الأسد الى بداية حركات مقاومة شعبية، تعاطت مع هذا المشروع بحساسية مطلقة. وكنا نتابع التعليقات الإسرائيلية امنياً وسياسياً وميدانياً عن الجبهة السورية وكنا نشاهد رد الفعل الإسرائيلية لما كان يحصل على الحدود، حيث كان الإسرائيلي يتعاطى بانفعال شديد وكان يريد ألا يسمح بنمو مثل مشروع المقاومة الصغير هذا. وكان يلاحق كل افراد هذا التشكيل ويعرضهم للغارات والتصفية والاعتقال وحاول إلباس هذا الأمر لبوساً إيرانياً».
وقدم نصر الله تعازيه الى الذين قضوا في جرمانا الى جانب القنطار مشيراً الى «اننا كل يوم وآخر نودع شهداء المقاومة ومحور المقاومة وعلينا التبريك بشهادتهم لأنهم يدافعون عنا جميعاً».
ودعا الى عدم انتظار «شيء من العرب… ما يجب ان تنتظروه من الأنظمة العربية تكريس اليأس والخذلان».
وطالب الشعب الفلسطيني بـ«الصمود في ارض 48 والضفة وغزة ولو تحت الحصار، هذا اساس المقاومة وهذا يبنى عليه في كل وقت لتنطلق مقاومة فلسطينية متجددة. وهذا هو الأمل، وأي قوة احتلال مهما بغت بالنهاية ستزول».