Site icon IMLebanon

عون: السعودية الداعمة الأولى للاعتدال الحريري: لإنشاء لجنة عليا مشتركة معها

باشر مجلس الوزراء اللبناني الذي عقد جلسة أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، درس مشروع الموازنة العامة للعام 2017. وحدد الأربعاء المقبل موعداً لعقد جلستين متتاليتين لاستكمال البحث فيها، فيما حضرت زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان لبنان في مواقف الرئيسين في مستهل الجلسة، وانعكاس أزمة النازحين السوريين اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. إضافة إلى ملف الانتخاب حيث أوعز عون بضرورة عقد جلسات يومية لإقرار قانون جديد للانتخاب.

وأوضح وزير الإعلام ملحم الرياشي الذي تلا المقررات بعد انتهاء الجلسة أن رئيس الجمهورية أبلغ مجلس الوزراء أنه سيقوم الأسبوع المقبل بزيارتين رسميتين لكل من مصر والأردن تلبية لدعوتين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مشيراً إلى أن هاتين الزيارتين تندرجان في إطار «إعادة التواصل مع الدول العربية للبحث في العلاقات الثنائية وما يهم لبنان وهذه الدول». وقال عون: «خلال لقاءاتي مع الموفدين الأجانب هناك حديث واحد مشترك محوره موضوع النازحين السوريين والحل المرجو للأزمة السورية، لأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية تتأثر بشكل أو بآخر بالعدد الكبير للنازحين قياساً إلى عدد سكان لبنان ومساحته الجغرافية، والذي لا سابقة له في العالم إلا في الاجتياحات الكبرى التي حصلت عبر التاريخ». وقال: «الجميع يقر بحجم هذه المشكلة وضخامة الأعباء التي يتحملّها لبنان إلا أن لا إجراءات مهمّة اتخذت بهدف المساعدة في معالجتها».

وأضاف: «يدور الحديث حالياً عن إنشاء أماكن آمنة في سورية، وباعتقادي أنّ الأمر صعب لأن المعنيين غير موافقين على أن تكون بإشراف الأمم المتحدة، بل يريدونها تحت إشرافهم المباشر بحجة أن الأمر يمس السيادة الوطنية».

ثم اطلع عون مجلس الوزراء على نتائج زيارة الوزير السبهان لبنان، والتي «تبيّن أن المواضيع التي طرحناها خلال الزيارة للسعودية مع خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز) نُفذت أو هي في طور التنفيذ، وسيتم تفعيل دور اللجان الوزارية المشتركة، وعلى الوزراء المعنيين أن يتابعوا مع نظرائهم السعوديين تنفيذ ما اتفق عليه. وأكد الوزير السبهان أن سفيراً جديداً للمملكة تم تعيينه في لبنان وأن شركة الطيران السعودية ضاعفت رحلاتها إلى لبنان، وقد بدأت تباشير عودة الأشقاء السعوديين ظاهرة للعيان خصوصاً في المرافق السياحية، وأن المملكة العربية السعودية هي الداعمة الأولى للاعتدال. وكنا متوافقين على هذه المواضيع التي تم بحثها».

بعد ذلك، تحدث رئيس الحكومة فاطلع مجلس الوزراء على نتائج زيارة الوزير السبهان التي أكد فيها أن «الأمور الثنائية سائرة نحو الانفتاح وأن الحظر الذي كان قائماً ستتم إزالته، وستتضاعف الرحلات إلى لبنان».

وطلب الرئيس الحريري من الوزراء عموماً ومن وزير الاقتصاد خصوصاً درس الاتفاقيات القائمة مع المملكة العربية السعودية، لكي نعمل على تطويرها نحو الأفضل»، مشيراً إلى «العمل على إنشاء لجنة عليا مشتركة كما هي الحال مع مصر وقطر وغيرها من الدول، وأن جميع الوزراء والسفراء الذين يقومون بزيارتنا يطالبوننا بتفعيل هذه اللجان بأسرع وقت ممكن».

وأضاف: «في ما خص موضوع النازحين، علينا أن ننظر إلى ما في إمكاننا أن نحصل عليه من المجتمع الدولي. ونحن ندرس الأمر مع وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، ونطلب من سائر الوزراء التعاون معه كي نحدد المشاريع الضرورية لهذه الغاية، ونتابع وضع البرامج الخاصة بإنماء كل المناطق اللبنانية. ومن جهتي فإني أقول للبعثات الدولية التي تزورنا أن لبنان بات بأكمله أشبه بمخيم للاجئين، من هنا وجوب أن تشمل المساعدات لبنان بأكمله».

ثم عرض وزير المال علي حسن خليل مشروع الموازنة، ورفعت الجلسة إلى الأربعاء المقبل بجلستين متتاليتين لاستكمال درس مشروع الموازنة».

حوار

ثم دار حوار بين رياشي والصحافيين، وأوضح رياشي أن «هناك لجاناً عدة إضافة إلى أن كل المكونات اللبنانية تعمل على درس مشاريع القوانين الانتخابية، لكن في لحظة حاسمة سيكون الملف أمام مجلس الوزراء وفق مشروع قانون انتخابي جديد».

وفي الإشارة إلى أعداد النازحين السوريين وما إذا كانت الحكومة في وارد اتخاذ قرارات في شأن التواصل مع الحكومة السورية، لفت إلى أن «القرار هو حماية البنية التحتية اللبنانية من كثافة النازحين وطلب المساعدات الدولية لهذه الغاية».

وأشار وزير المال بعد انتهاء الجلسة، إلى أن الأربعاء ستكون الجلسة مخصصة لمناقشة الموازنة، وفي حال وجود جدول أعمال ستُعقد جلسة ثانية يوم الخميس.

وأوضح وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة أن الجلسات ستتوالى لإقرار الموازنة.

أما وزير الشباب والرياضة محمد فنيش فلفت إلى أن «موضوع سلسلة الرتب والرواتب مقترح في الموازنة بقيمة 1200 بليون ليرة».

وكان سبق الجلسة اجتماع ثنائي بين الرئيسين عون والحريري عرضا فيه المواضيع التي سيتم طرحها خلالها.

ثم التقى عون وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد والتحضيرات المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية الجديد. وقال المشنوق: «لقائي مع الرئيس عون كان ممتازاً».

بري يتمنى انجاز الاستحقاقات الوطنية

هنأ رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، باسمه وباسم المجلس النيابي، اللبنانيين عموماً والطائفة المارونية خصوصاً، بمناسبة عيد شفيعها مار مارون، متمنياً بالمناسبة أن «يعيده الله على لبنان بمزيد من الاستقرار وإنجاز الاستحقاقات الوطنية، بما يحقق العدالة والمساواة الوطنية الشاملة».