أثار كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أول من أمس، الذي هدد فيه إسرائيل ملوحاً باستهداف مفاعل ديمونة النووي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والهجوم الذي شنه على الدول الخليجية، لا سيما المملكة العربية السعودية، ردودَ فعل متعددة على هذين الموضوعين، بعد أن كانت تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون عن أن «سلاح حزب الله مكمل لسلاح الجيش طالما هناك أرض تحتلها إسرائيل والجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية»، لقيت ردود فعل سياسية وديبلوماسية اعتبرت أنها تناقض قرارات مجلس الأمن، وأن لا إجماع على سلاح الحزب بين اللبنانيين.
واضطر رئيس الحكومة سعد الحريري أمس إلى تكرار ما قاله في الذكرى الـ12 لرحيل والده الثلثاء الماضي، تعليقاً على موقف نصرالله من دون أن يسميه، مؤكداً خلال افتتاحه جلسة مجلس الوزراء عصراً، أن «ما يحمي لبنان هو الإجماع الذي نعيشه والالتفاف الذي نشهده حول الدولة ومؤسساتها». وشدد الحريري على أن «حصانة لبنان تصونها علاقاته الممتازة بالعالم العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، التي قال الرئيس ميشال عون، وعن حق، إنها تقود المواجهة مع الإرهاب والتطرف».
وتقصّد الحريري تأكيد أن «حماية لبنان واللبنانيين من الأخطار الخارجية تأتي أيضاً من السياسة التي ينتهجها فخامة الرئيس والحكومة القائمة على احترام المواثيق والقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701».
وعلمت «الحياة» أن من خلفيات التصويب الذي أطلقه الحريري أمس، أن إسرائيل استغلت تصريحات عون ووجهت عبر بعثتها في نيويورك رسالة إلى مجلس الأمن والأمانة العامة في الأمم المتحدة في 13 الجاري، ودعت المجتمع الدولي إلى «إلزام الحكومة اللبنانية ومؤسساتها التقيد الكامل بقرارات مجلس الأمن بما فيها نزع سلاح حزب الله».
وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون في الرسالة، إن تصريح عون «الذي أعلنه في ١٢ الشهر الجاري بأن سلاح حزب الله يكمل عمل الجيش اللبناني، يشرّع نشاطات الحزب، في خرق لقراري مجلس الأمن ١٧٠١ و١٥٥٩». وأضاف دانون أن «من الواضح من هذا التصريح أن الحكومة اللبنانية لم تفشل فقط في تنفيذ واجباتها بموجب قراري مجلس الأمن ١٧٠١ و١٥٥٩، بل هي تشجع بفاعلية نشاطات حزب الله وتشرّعها».
وقال إن تصريح عون «مثال آخر على نمو التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني، وهو اتجاه على المجتمع الدولي أن يتحرك لتجنبه». وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن يدعو إلى «نزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان بحيث لا يكون هناك سلاح أو سلطة في لبنان سوى الدولة اللبنانية»، وأن «حزب الله خلال السنوات العشر منذ تبني القرار ١٧٠١، خزن أكثر من مئة وخمسين ألف صاروخ ونشر ترسانته بين السكان المدنيين في جنوب لبنان».
ودعا دانون مجلس الأمن إلى توجيه «إدانة علنية للبيان المشين» الصادر عن الرئيس عون، «ويوجه إلى الحكومة اللبنانية كي تتقيد بالتزاماتها وتطبق قراري مجلس الأمن ١٧٠١ و١٥٥٩ بالكامل».
وعلمت «الحياة» أن الحريري شاء الرد على هجوم نصرالله على دول الخليج، وتصويب الموقف اللبناني الذي صدر عن عون، خلال جلسة رسمية للحكومة، بعد أن أثار حديث الأخير تعليقات ديبلوماسية في بيروت مطلع الأسبوع، أبرزها من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة ممثلة الأمين العام سيغريد كاغ التي قالت إن قرار مجلس الأمن 1701 يدعو إلى نزع سلاح كل الجماعات المسلحة، وإنه لا سلاح خارج الدولة. وقالت مصادر متعددة رسمية وديبلوماسية لـ «الحياة»، إن السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد أبلغت بعض من التقتهم تعليقاً على كلام عون، أنه «يحرجنا، فكيف نطلب زيادة الدعم للجيش وهذا لا يخدم دور الدول الداعمة للبنان ومهمة القوات الدولية المرابطة في الجنوب».