Site icon IMLebanon

عون: الاعتدال في مواجهة الارهاب عباس: نحرص على لبنان كفلسطين

 

بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة رسمية للبنان تستمر 3 أيام، استهلها بمحادثات قمة مع رئيس الجمهورية ميشال عون على أن يلتقي اليوم رئيسي المجلس النيابي نبيه بري (عاد من طهران) والحكومة سعد الحريري. وزيارة الرئيس الفلسطيني هي الثانية إلى لبنان منذ تموز 2013، والأولى لرئيس عربي إلى لبنان بعد انطلاق العهد الجديد.

ووصل عباس عصر أمس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت آتياً من عمّان على متن طائرة خاصة، على رأس وفد رسمي، ورافقت وصوله إجراءات أمنية مشددة.

وتحفل زيارة عباس التي تستمر حتى غد، بلقاءات مع عدد من الشخصيات اللبنانية للبحث في العلاقات اللبنانية – الفلسطينية وتطورات الوضع في المنطقة.

ورافق عباس وفد يضم الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد والناطق الرسمي باسم الحركة «فتح» أحمد عساف.

وكان في استقبال عباس في المطار وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول ممثلاً عون، سفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية في لبنان.

وانتقل عباس إلى القصر الجمهوري حيث أقيم له استقبال رسمي رفع خلاله العلم الفلسطيني على سارية في باحة القصر. وعقدت المحادثات الثنائية في صالون السفراء. وانضم أعضاء الوفدين اللبناني والفلسطيني إلى عون وعباس وعقدت محادثات موسعة.

المؤتمر الصحافي المشترك

وبعد قرابة الساعة على بدء القمة، عقد عون وعباس مؤتمراً صحافياً مشتركاً. ووصف عون مأساة فلسطين التي بلغت عامها المئة بـ «الجرح الأكبر في وجدان العرب وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم الشعب اللبناني». وشدد على أهمية الوصول إلى «حل عادل». وقال إنه أكد لعباس «أن مقاربة إسرائيل التي تقوم على قاعدة القوة في صراعها مع العرب قد تحقق لها بعض الانتصارات لكنها لا توصل إلى الحل ولا السلام».

وشدد على أن «لا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون احترام الحقوق. سقطت الأحادية في العالم ولا يمكن أن تبنى دولة على أحادية دينية ترفض الآخر».

وأوضح عون أنه شدد أمام عباس على أن «التحدي الأبرز هو مدى قدرتنا على فرض الحل العادل والشامل لكل أوجه الصراع العربي – الإسرائيلي استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والبنود المتكاملة للمبادرة العربية للسلام».

وأشار إلى أن البحث تطرق إلى الأوضاع في المنطقة العربية وكانت «نظرتنا متفقة على أن الإرهاب الذي يضربها لا يمكن أن يكون مصدره الدين ويستلزم منا وقفة واحدة في مواجهته تقوم أولاً على تغليب قوى الاعتدال في مواجهة تيارات التطرف والإحاطة بشبيبتنا ومجتمعاتنا تربوياً وتنموياً».

وقال عون إنه شكر نظيره الفلسطيني على «عنايته بأوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان»، وأكد «أهمية دوره في الحفاظ على استقرارها فلا تتحول بؤراً لمن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن وكانت مطالبتنا مشتركة لوكالة «أونروا» لمواصلة تلبية الحاجات الحياتية للفلسطينيين في انتظار الحل السياسي النهائي على قاعدة حقهم في العودة».

دور الجامعة العربية

وعشية انعقاد القمة العربية قال عون إن الرأي كان متفقاً على «أننا مدعوون جميعاً إلى العمل على إعادة إحياء دور جامعة الدول العربية لنتمكن من مواجهة الأزمات متضامنين ونلتزم جميعاً ميثاقها ما يسهم في بلورة حلول سياسية لما هو قائم على الساحة العربية».

أما الرئيس عباس، فبدأ كلمته بتهنئة عون على «الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب اللبناني، وأنهيتم بذلك أزمة خانقة في لبنان». وقال: «ما زلتم نعم السند لفلسطين وشعبها وسنظل نحفظ لكم مواقفكم المشرفة تجاه استضافة أبناء شعبنا ونصرة قضيتهم في كل المحافل الدولية، ونحن نكنّ لكم وللبنان قيادة وحكومة وشعباً أسمى مشاعر العرفان».

وتابع: «أؤكد أن إخوتكم من اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف عليكم. ونحن على ثقة بأنكم ستستمرون في حسن رعايتكم لهم واحتضانهم. ومن جانبنا، فإننا نعمل بكل ما نستطيع ليكون وجودهم إيجابياً إلى حين عودتهم المؤكدة إلى وطنهم فلسطين الذي نصر عليه». وأكد «أننا نحرص كل الحرص على أن يبقى أبناء شعبنا بمنأى عن الدخول في صراعات المنطقة، وشعبنا في لبنان أكد انضباطه وحفاظه على الأـمن والاستقرار في المخيمات»، مشيداً بـ «التزام جميع الفصائل الفلسطينية رؤيتنا هذه، وكل أجهزة الدولة اللبنانية بهذا الخصوص، الأمر الذي يساهم في تعزيز العلاقات اللبنانية- الفلسطينية».

المصالحة الوطنية والانتخابات العامة

وتوجه عباس إلى عون بالقول: «إننا نقف مثلما تقفون ضد الإرهاب بأشكاله ومصادره كافة، ونحن منذ البداية دعونا إلى الحوار البناء بين الأطراف في الأقطار التي تشهد صراعات وأكدنا صون وحدة أراضي كل قطر عربي وسلامتها».

وتطرق إلى تطورات القضية الفلسطينية وقال: «ما زالت العملية السياسية تراوح مكانها على رغم أننا نمد أيدينا للسلام، وفق قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية، إلا أن إسرائيل لا تزال تصر على مواصلة احتلالها أرضنا وإبقاء شعبنا في سجن كبير، وهو ما لن نقبله، وسنواصل العمل بالطرق السياسية والديبلوماسية واستخدام أدوات القانون الدولي وحشد الدعم الدولي الثنائي والمتعدد وسنعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن 2334 وسنواجه النشاطات الاستيطانية وقرار الكنيست الأخير الذي يشرع سرقة الأراضي الفلسطينية».

وأكد أنه في الوقت ذاته «سنواصل عملية بناء الداخل في مؤسساتنا الوطنية وفق معايير عصرية وعلى سيادة القانون والنهوض باقتصادنا الوطني ودعم صمود أهلنا في القدس. وتوحيد أرضنا وشعبنا وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة وتحقيق المصالحة الوطنية والذهاب إلى انتخابات عامة».

وخلص إلى مخاطبة عون: «إننا على ثقة تامة بأنكم ستواصلون دعمكم لفلسطين كقضية عادلة، وسنبقى نكنّ للبنان كل الإكبار والوفاء ونحرص على مصالحه مثلما نحرص على مصالح فلسطين».