أنهى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارته الرسمية لمصر واصفاً إياها بـ «الايجابية والمثمرة وتصب في مصلحة البلدين». وقال: «كانت هناك بعض الشوائب التي تعطل التجارة بين لبنان ومصر وتعيق وصول البضائع اللبنانية إليها، وتمت إزالة هذه العوائق، وتوصلنا إلى اتفاق في ما خص التفاح، وتم وضع آلية لكي تكون الأدوية المصنعة في لبنان قادرة على الوصول إلى مصر قريباً، كذلك فتحنا أبواب الاستثمار لرجال الأعمال اللبنانيين في مصر ولرجال الأعمال المصريين لكي يستثمروا في لبنان، وطريقة العمل هذه علينا أن نواكبها بآليات».
وإذ رأى «أننا حققنا أكثر مما كنا نتوقع»، قال: «في المجال الزراعي سيتفق وزراء الزراعة في شأن الروزنامة الزراعية، وكان الجانب المصري متعاوناً جداً في هذا المجال وتمكنا من الحصول على استثناءات إضافية بالنسبة إلى الزراعة اللبنانية وبخاصة في موضوع الإغراق. وكل هذه الأمور من شأنها أن تساعد الاقتصاد اللبناني والصناعيين والزراعيين في تصدير منتجاتهم إلى مصر».
وعن قانون الانتخاب والموازنة رأى أن «الجو إيجابي وأعتقد أننا لسنا متجهين إلى أزمة، علينا ألا نضخم الأمور، أنا واثق بأننا سنصل إلى قانون انتخاب يمثل كل اللبنانيين».
وإلى أي مدى يعوّل على الدور السياسي المصري؟ أجاب: «مصر دولة عربية كبرى، ونحن نحترمها جداً. إننا نحاول أن نصور وكأن هناك مشكلة كبيرة في جامعة الدول العربية على أمور خلافية. هناك وجهات نظر مختلفة في الجامعة وهذا أمر قد يكون إيجابياً وليس سلبياً، لكن علينا ألا نفكر في أننا متجهون إلى مشكلات. وإخواننا في الخليج نكن لهم كل احترام ومحبة، وتعرفون العلاقات التاريخية بين لبنان والخليج، وا سيما المملكة العربية السعودية، منذ عهد الملك عبدالعزيز ومن بعده كل الملوك. ولكن، هناك اليوم تحدّ بالنسبة إلى المنطقة، ولا أرى أن هذه الخلافات يجب أن تؤثر في العلاقات مع الدول. هناك مرحلة صعبة مرّ بها لبنان، لكن اليوم هناك رئاسة جمهورية وحكومة فاعلة وبرلمان يعمل، وأعتقد أننا قادرون على امتصاص هذه الخلافات ونسعى إلى التحاور في شأنها مع إخواننا في الخليج. نحن ليست لدينا أي مشكلة مع الخليج».
وعندما سئل: «هم ليس لديهم مشكلة معنا؟ أجاب: «ولا هم لديهم مشكلة. هناك خلاف حول موضوع التدخل الإقليمي في لبنان، ولكن هذا التدخل ليس في لبنان فقط بل في كل المنطقة. صحيح هناك خلافات أيضاً داخل التركيبة الحكومية، ولكن هذا لا يعني أننا سنخلق مشكلة بل سنضع هذه الخلافات جانباً ونناقشها بهدوء لنجد الحلول التي تفيد لبنان».
وكان الحريري أجرى محادثات مع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما اقتصادياً وتجارياً.
وفي إطار الاجتماعات الثنائية الوزارية، عقد وزير الداخلية نهاد المشنوق اجتماعاً مع نظيره المصري مجدي عبدالغفار استعرضا فيه أوجه التعاون بين وزارتي الداخلية في البلدين وأساليب تدعيمها وبحث آخر المستجدات في القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب المشنوق عن «تقديره جهود أجهزة وزارة الداخلية المصرية ودورها في مساعدة الأجهزة الأمنية اللبنانية في حفظ الأمن والاستقرار»، مؤكداً تطلعه «لاستمرار تفعيل أطر التعاون بين الوزارتين في المجالات التدريبية وحرصه على إيفاد كوادر من الشرطة اللبنانية إلى القاهرة للالتحاق بالدورات التي تعقدها المعاهد في جميع المجالات الأمنية».
من جانبه، أكد عبدالغفار «حرص وزارة الداخلية المصرية الدائم على مد جسور التواصل مع الأجهزة الأمنية العربية وتعزيز آليات تبادل الخبرات والمعلومات معها»، مؤكداً أن «المعطيات الحالية تستلزم تضافر الجهود الدولية لمحاصرة كل الظواهر السلبية الناجمة عن انتشار الإرهاب مع إيجاد حلول وتسويات سياسية لتهدئة التوترات في بؤر الصراع في المنطقة العربية».
وكان الحريري اعتبر خلال مقابلة مع قناة «ON E HD» المصرية أن «التفاهم الذي حصل مع رئيس الجمهورية ميشال عون انهى مرحلة الفراغ الرئاسي وخطا بلبنان خطوات متقدمة نحو الأفضل»، مؤكداً أن «المعركة في المنطقة هي بين الاعتدال والتطرف».
وعن القول إن الجيش لا يستطيع أن يدافع عن حدوده لذا سلاح «حزب الله» شرعي، قال: «هذه أمور خلافية مع بعض الأفرقاء في لبنان، ولكن يجب أن نعمل على الاستراتيجية الدفاعية التي وضعناها على طاولة الحوار لأنه يوجد خلاف على هذا الموضوع». وأضاف: «حزب الله شأن إقليمي وليس فقط لبنانياً، لذا لا تأتي إسرائيل وتلوم لبنان عليه». وقال: «ليس صحيحاً أن حزب الله هو الذي منع الارهاب عن لبنان بسبب دخوله الى سورية، وهذا هو الخلاف السياسي بيننا».
وأكد ان «العدالة ستأخذ مجراها في اغتيال الرئيس رفيق الحريري لكن المحاكمة ستأخذ وقتا. أعرف انه يوجد أشخاص متهمون ومن أين هم وما هو انتماؤهم».
وعندما قيل له: «لو سألك ابن من أبنائك والدي من قتل جدي؟» هل ستعرف الإجابة؟ قال: «هم يعرفون أصلاً. وانا بالتّأكيد أعرف. واتّخذت قراراً أن لا أنتقم».
17 وثيقة في الاقتصاد والأمن والشباب
القاهرة – مارسيل نصر – وقعت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصري سحر نصر (رئيسة اللجنة الوزارية المشتركة بين لبنان ومصر) 17 وثيقة مع وزراء لبنانيين في مجالات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وحماية المستهلك، وتبادل الخبرات في مجال الشباب والآثار وحماية البيئة والرياضة والتعاون الأمني، على هامش اجتماعات اللجنة العليا «المصرية- اللبنانية».
ووقعت نصر مع وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري، مذكرة تفاهم في مجال حماية المستهلك، ومذكرة تفاهم في مجال المشاريع المتناهية الصغر والمتوسطة، ومع نائب رئيس الوزراء اللبناني وزير الصحة غسان حاصباني برنامجاً تنفيذياً للتعاون في مجال الشباب وبرنامجاً للتعاون في مجال الرياضة، والبرنامج التنفيذي الأول للتعاون في مجال حماية البيئة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الآثار والتراث، ووقعت مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، مذكرة تفاهم في المجال الأمني.
وأوضحت نصر أن البرنامج التنفيذي المقترح للتعاون في مجال الشباب للأعوام «2017- 2019»، يهدف إلى توطيد أواصر الصداقة، والتعرف إلى مجالات النشاطات الشبابية المختلفة وتبادل الخبرات، ويهدف البرنامج التنفيذي في مجال حماية البيئة للأعوام «2017- 2019»، إلى تفعيل مذكرة التفاهم المبرمة في مجال حماية البيئة، وتعزيز التعاون في مجال إدارة المواد والنفايات الكيماوية الخطرة ومعالجة مياه الصرف ومكافحة التغيرات المناخية وإدارة المحميات الطبيعية وتبادل الاستراتيجيات المتعلقة بمجال التنوع البيولوجي والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية وتبادل الخبرات والحفاظ على البيئة البحرية، والاقتصاد الأخضر.
ومن الوثائق الموقعة في مجالات التعاون في القوى العاملة والثقافة والصناعة والإدارة العامة والخدمة المدنية والتعاون البيطري، وحماية الملكية الفكرية والاشتراك في المعارض والأسواق الدولية والسياحة والتعاون بين نقطة التجارة الدولية المصرية ومركز المعلومات التجارية اللبنانية.
وقال وزير الصناعة المصري طارق قابيل إن «مصر ترحب بزيادة التبادل التجاري ورفع الواردات اللبنانية لمعادلة الميزان التجاري. ولا تفرض قيوداً على الواردات اللبنانية، وتسعى لإبرام صفقات متكافئة تتضمن زيادة الواردات من التفاح اللبناني مقابل تصدير الرخام والأسمدة والأدوية إلى بيروت، ومصر تراعي الوضع الاقتصادي اللبناني، ولا تطالب بتطبيق الاتفاقيات التجارية الدولية الموقعة بين الدولتين على رغم فرض لبنان قيوداً على بعض الواردات من مصر».