انضم الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس إلى رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط في ترجيح الدعوة إلى إنجاز قانون الانتخاب بالتوافق، عشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد غداً الخميس وعلى جدول أعمالها بحث القانون، ما يعني استبعاد التصويت في مجلس الوزراء عليه.
وجاء كلام نصرالله بعد أن شاعت أجواء بإمكان طرح مشروع القانون على التصويت من جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تردد أنه يحتفظ بمشروع لطرحه على الحكومة وسط الخلافات بين «التيار الوطني الحر» ورئيسه الوزير جبران باسيل من جهة وبري وجنبلاط من جهة ثانية، على الأفكار التي طرحت في هذا الشأن، فيما كانت مصادر «تيار المستقبل» قالت إن زعيمه رئيس الحكومة سعد الحريري لا مانع لديه من التصويت على أحد المشاريع، لإحالته إلى المجلس النيابي.
وترقب الوسط السياسي كلام نصرالله للبناء عليه في تقدير وجهة التأزم الذي أخذت الساحة اللبنانية تتجه إليه مع استنفاد مهل الاتفاق على قانون الانتخاب، خصوصاً أن «حزب الله» حليف لقطبي الخلاف الرئيسيين، عون وبري، الذي يتفق مع جنبلاط على الاعتراض على مشروع طرحه باسيل وأيده الحريري باعتماد نظام انتخابي تأهيلي يقوم على انتخاب كل طائفة مرشحيها في دوائر مصغرة، كي يتنافس الأولان على كل مقعد في دوائر أوسع وفق النظام النسبي. واقترح بري مشروعاً آخر باعتماد النسبية الكاملة على دوائر موسعة مع استعداده للبحث في زيادة عددها، على أن يُستحدث مجلس للشيوخ، تطبيقاً لاتفاق الطائف، أعضاؤه نصف عدد أعضاء البرلمان.
ومما قاله نصرالله أمس: «قانون الانتخاب موضوع حساس جداً في البلد وكثيرون في لبنان من قوى سياسية أو طوائف يتعاطون معه على أنه قضية حياة أو موت، والمسيحيون والدروز لديهم هواجس أكثر من السنة والشيعة بسبب العدد والهجرة وغيرها من الأمور، ولا يمكن فرض قانون إذا رفضته طائفة بكاملها أو في غالبيتها لدى المسيحيين أو الدروز، واعتبرت أن هذا القانون يلغيها أو يشطبها أو يظلمها، ونحن في هذا المجال ندعو إلى التفاهم والتوافق وهذا أمر ممكن ويحتاج إلى نفس أطول وبعض التنازلات». وأضاف:»لا يمكننا فرض خيارات بقوة السلاح ولا بقوة الشارع ما دمنا نتحدث عن شيء مرتبط بدولة وإدارة وقانون وانتخابات». وذكّر بأن «حزب الله» طرح اعتماد النسبية في قانون الانتخاب «ليقنع بعضنا بعضاً ونقدم الضمانات ونزيل الالتباسات إن وجدت، وليس للفرض. وإلا كان يمكننا نحن ومن يؤيد النسبية أن ندعو إلى تظاهرات يومية لفرض النسبية على من يرفضها، نحن لم نفعل ذلك. نحن لا نريد فرض النسبية أو أي قانون آخر على أحد».
وعلق جنبلاط على كلام نصرالله فور انتهائه من كلمته بالقول إن «كلامه دقيق جداً وشامل في أهمية التوافق وضرورة الخروج من الحلقة المفرغة الآتية وأبعادها المقلقة».
وكان بري أكد أنه «يبذل كل جهد لإخراج أزمة قانون الانتخاب من عنق الزجاجة»، كما نقل عنه زواره. كما كان جنبلاط قال: «اتفقنا مع مختلف المكونات والأحزاب السياسية على أن لا تصويت على أي قانون انتخابات في جلسة مجلس الوزراء الخميس».