Site icon IMLebanon

الحريري: الرؤية السعودية طموحة وخلافي مع «حزب الله» لا يوقف البلد

رأى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا علاقة لها بلبنان لا من قريب ولا من بعيد، لكن حزب الله يمثل شريحة كبيرة من إخواننا الشيعة وعلى من يزايدون على وجوده في حكومتي السكوت واحترام أنفسهم».

وأكد أنه «مع إيران يجب أن تكون العلاقات من دولة لدولة من دون تدخل، في النهاية لبنان بلد عربي». وزاد: «بعض السياسيين يزايدون عليّ في موضوع حزب الله، ماذا فعلوا هم مع حزب الله عندما كانوا في السياسة؟ كل ما أقوله إنه يوجد لدي ربط نزاع مع حزب الله وتوجد أمور سأختلف فيها معه من هنا إلى يوم الدين، في موضوع سورية وسلاحه وطريقته في توجيه السلاح إلى داخل البلد، لكن السؤال هنا هل أوقف مصالح البلد والمواطن لمآربي السياسية أم أسيّر البلد واقتصاده وأبقى مختلفاً مع حزب الله في كل هذه الامور؟».

وشدد في حديث إلى قناة «روتانا خليجية» على أن «المحكمة الدولية لن تتوقف ولا أحد يوقفها ولدي ثقة بمعرفة القاتل ومحاكمته». وأكد أن «تيار المستقبل عابر للطوائف والكفاءة هي الأساس في التيار وليس المذهب وسيخوض الانتخابات أياً كان القانون». وقال: «سنكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو قتل لأنه رجل معتدل وله نظرة وبنى البلد، وعندما أفكر بوالدي أرى أنه كان أكثر رجل يحاول تدوير الزوايا. رفيق الحريري أنجز الكثير من الأمور وكانت لديه خلطة سحرية بالنسبة إلي». ورأى أن «بشار الأسد أكبر مجرم في عصرنا».

وعن أحداث 7 أيار 2008، قال: «تلقيت اتصالاً من الملك عبدالله الذي قال لي: هناك خطر عليك ويجب أن تخرج. فأجبت: لن أخرج إلا جثة ولن أترك أهلي في بيروت».

وعن علاقته بولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وبولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أجاب: «علاقتي ممتازة مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والذي هو في رأيي خدم الممكلة في شكل كبير جداً والعلاقة معه مبنية دائماً على الاحترام الكبير، لا توجد قطيعة، وكلما توجهت إلى الممكلة أزوره. توجد محاولات لوضع شكوك بهذه العلاقة إلا أنها ليست موجودة. وعلاقتي مع الأمير محمد بن سلمان الحمد لله مميزة أيضاً».

وأَضاف: «أفتخر بكل المشاريع التي أنجزتها سعودي أوجيه وفي المملكة الجميع يأخذ حقه». وأكد أن «الرؤية الاقتصادية التي تطبق في السعودية هي رؤية طموحة فيها نظرة مختلفة وهي تحول فعلي، وأنا أرى أن نجاح هذا الموضوع يعود إلى السعوديين، إذا كانوا يريدون فعلاً رؤية تحول في بلدهم أو لا».

وكان الحريري أكد أن «دولنا العربية تشهد أزمات وتحديات على كل الصعد: السياسية، الأمنية، الاقتصادية والاجتماعية. وهناك نظريات كثيرة حول كيفية نهاية كل هذه الأزمات. لكني أريد أن أقدم مقاربة، على الطريقة اللبنانية لهذه الأزمات».

وقال خلال افتتاحه صباح أمس أعمال مؤتمر «تمويل إعادة الإعمار – ما بعد التحولات العربية»، الذي ينظمه «اتحاد المصارف العربية» و «الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب» في البيال إن «عنوان المنتدى، يختصر بحد ذاته نظرتنا الى المستقبل، القائمة على تحويل التحديات فرصاً. الطريقة اللبنانية في مقاربة الأمور، نابعة من كون لبنان واللبنانيين، مروا بكل هذه الأزمات والتجارب والمصائب قبل كل المنطقة بنحو 30 سنة. نحن في لبنان، عرفنا كل المصائب: الحروب الداخلية، التدخلات الخارجية، الميليشيات، الاحتلال، الوصاية، الدمار، التهجير وكل الفظائع. وفي النهاية اكتشفنا أمرين: ليس لنا سوى بعضنا بعضاً، وليس لنا إلا بلدنا، فعدنا وقررنا أن نعيش سوية وأعدنا إعمار بلدنا» (راجع ص11).

وزاد: «في النهاية، من سورية إلى العراق إلى ليبيا واليمن، الجميع سيتوصلون إلى النتيجة نفسها: سيعيشون مجدداً مع بعضهم بعضاً ويعيدون إعمار بلدانهم، عاجلاً أم آجلاً. وأعتقد أنه إذا احتسبنا مجموع ورش إعادة الإعمار فقط في هذه البلدان العربية الأربعة نصل الى قيمة إجمالية بمئات، لا بل آلاف بلايين الدولارات! هنا تكتمل المقاربة، على الطريقة اللبنانية، القائمة على تحويل الأزمة فرصة، وتحويل المصيبة أملاً. وهنا أيضاً يظهر الدور الأساسي والمحوري لقطاعكم، القطاع المصرفي العربي. والحقيقة أن هذا القطاع لم يتأخر يوماً عن تمويل القطاعات الإنتاجية وتأمين متطلبات التنمية، وكان دائماً محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي العربي».

وقال: «لكن، لدي ملاحظتان أساسيتان: أولاً أن حجم ورش الإعمار المطلوبة في العالم العربي يفرض عليكم مزيداً من الانفتاح والتعاون بين كل القطاعات المصرفية العربية وبين كل المصارف العربية من كل الدول. والملاحظة الثانية، أن حجم هذه الورش الإعمارية يتطلب منا جميعاً، أن ننخرط في التوجه العالمي نحو تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وخصوصاً في عملية تطوير البنى التحتية، بصفتها الركيزة الأولى لأي نمو اقتصادي».

وقال: «أملنا أن تبدأوا في هذا المنتدى بوضع خريطة طريق لورش الإعمار العربية أولاً، لمشاركتكم بتمويلها ثانياً، للتعاون المطلوب بين المصارف العربية ثالثاً، وأخيراً، للشراكة بينكم، وبين القطاع العام بالعالم العربي».