قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من طرابلس إنه «سيسير بأي قانون انتخاب، إن كان النسبية نسير بالنسبية وإن كان المختلط نسير بالمختلط». واعتبر أنه «يجب على الأفرقاء الآخرين أن يتنازلوا قليلاً للوصول إلى قانون جديد». ورأى أن «من المعيب أن لا نصل إلى قانون بعد العمل الإيجابي، وما زلنا قادرين على أن نصل إلى نهاية إيجابية، فنحن لطالما تغنينا بالديموقراطية والحرية».
وكانت طرابلس استقبلت الحريري استقبالا شعبياً حاشداً خلال جولة تفقد خلالها عدداً من المشاريع الإنمائية التي يتم تنفيذها فيها. واحتشد مواطنون على الأوتوستراد الغربي لاستقباله يرافقه وزير الثقافة غطاس خوري، وهي المحطة الأولى له، رافعين صوره ورايات «تيار المستقبل» والأعلام اللبنانية، ونحروا الخراف ترحيباً به في المدينة. فيما سارع بعضهم إلى التقاط صور سيلفي معه. وتقدّم المستقبلين الوزيران محمد كبارة ومعين المرعبي وعدد من نواب طرابلس والضنية وعكار ومحافظ الشمال رمزي نهرا ورئيس بلدية المدينة أحمد قمر الدين ورئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين ورئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي ورجال دين. واستمع الحريري إلى شرح مفصل على الخرائط من رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ومن مستشاره للشؤون الإنمائية فادي فواز عن سير تنفيذ مشروع الطريق الدائري الغربي لطرابلس الذي يربط مناطق الميناء وطرابلس والبداوي.
ثم انتقل الحريري الذي رفعت صوره على أبنية في شوارع المدينة، لتفقد مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس وسوق الخضر الحديث الذي أنجز العمل فيه في منطقة المرفأ. ثم زار مشروع إعادة تأهيل واجهات المباني المتضررة جراء الاشتباكات التي حصلت في مناطق البكار وبعل محسن والمنكوبين، ومن المقرر أن يستغرق تنفيذ المشروع 6 أشهر. وتفقد خان العسكر في منطقة الدباغة الذي أعيد ترميمه بعد أن كانت تسكنه عائلات مهجرة. ثم توجه إلى منطقة أبو سمرا حيث تفقد الأعمال في المدرسة النموذجية ودار المعلمين والمبنى التابع للجامعة اللبنانية في منطقة رأس مسقا حيث يتم تشييد مبنى لكل من كليتي الهندسة والعمارة بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية تبلغ قيمته ٥٧ مليون دولار. واطلع على الأعمال الجارية في مبنى كلية العلوم والتي يمولها في شكل جزئي الصندوق السعودي للتنمية. واختتم جولته بتفقد مشاريع البنى التحتية للمدينة واطلع على الأعمال الجارية فيها ثم لبى دعوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار إلى مأدبة غداء تكريمية أقامها على شرفه في مطعم الشاطئ الفضي في الميناء، حضرها نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري وكبارة والمرعبي وعدد من النواب ورجال الدين والشخصيات وفاعليات المنطقة.
وقال الحريري في كلمة له: «لم آت لأعطي دروساً للأفرقاء السياسيين، لكنني أتيت لأقول للجميع أن هناك ناساً ونحن في خدمة الناس، وستحاسبكم كلكم مهما كان القانون في حال لم تكونوا في خدمتها، مسيرتنا في الحكومة مستمرة والمشاريع سنستكملها». واعتبر أن «موضوع الموقوفين (الإسلاميين) مهم جداً ونعمل على قانون العفو وسنصل إليه وسيكون هناك عفو عن الذي يستأهل ذلك». وأكد أن «طرابلس لطالما أعطت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأعطتني الثقة وأنا هنا لمتابعة المشاريع الحيوية فيها، ويمكن في المرحلة السابقة لم أت ولكنني كنت أعمل. هذه حكومة استعادة الثقة، وبعد الفراغ الناس فقدت ثقتها بالدولة ونحن واجبنا أن نعيد الثقة، فمشروع رفيق الحريري كان قائماً على الدولة في خدمة الناس وليس الناس في خدمة الدولة»، مشيراً إلى أن «كل موظف يعمل لهذه الدولة هو في خدمتكم والذي يفكر غير ذلك فلتقدم شكوى في حقه، لأنه آن الأوان لأن تصل الخدمة من دون واسطة وهذا كان حلم رفيق الحريري». وقال: «كان حلم رفيق الحريري أن يرى طرابلس مثلما كانت وأجمل مما كانت، وهذا ما سنعمل عليه، وواجبنا أن نقوم بذلك». وتحدث في تصريحات إعلامية جانبية عن البحث «بقانون جديد للانتخابات والنقاش متطور وستجرى الانتخابات وفق قانون جديد».
ورحب مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بالحضور «في حضرة كبير تجذر وجوده منذ أن كان رفيق الحريري، وهو حمل الأمانة ورفع الراية وأكمل المسيرة». وتوجه إلى الحريري بالقول: «ندرك ثقل الأمانة على أكتافك، إنك بكل وضوح أمانة أمن الوطن ومستقبله، كل ذلك يحتم عليك وعلى من معك ومن عرفك وعلى من عرف رفيق الحريري أن تخاطب الناس بعقلك وأن تخاطب الناس بحكمتك لا أن تخاطبهم بالمنطق المذهبي والطائفي والغرائزي». ورأى أن «قيمة رفيق الحريري أنه صاحب حكمة ونظرية ودراية ونظرة إلى المستقبل لحفظ الكيان ولبنان وكل ذلك يلقي عليك ثقلاً وأمانة ومسؤولية». وقال: «لكن حذار دولة الرئيس من أن تشدك الغرائز إلى منطق آخر، فلبنان لا يقوم إلا بالعقل والتوازن والحوار وتقديم مصلحة الوطن وأمنه ومستقبله التي واحدة منها إنهاء الفراغ الرئاسي كما أقدمت وفعلت وكما أعلنت من أجل أن نحفظ كيان لبنان ومؤسساته ومستقبله».
ولفت إلى أن «القيادة السياسية كما القيادة الدينية على وجه التحديد لا يمكن أن تحيد عن الاعتدال ولا عن التوسط ولا عن تقديم المصلحة الكبرى». ودعاه إلى «إكمال هذه الطريق، وثق أن الله معك وأن لبنان معك، وكن على يقين بأن الأحرار من وطنك وأن الأبرار من وطنك والحكماء يشدون على يديك ليقولوا لك كلمة من أجل مستقبل لبنان». وقال له: «كن متعاليا على الجراح وكل بوادر الفتن المذهبية أو المناطقية أو الحزبية، لتعلو كلمة لبنان وترتفع راية الوطن ولتكون بحق صاحب شعار المستقبل وتياره». وأضاف: «في طرابلس نستقبل اليوم كبيراً وحبيياً وغالياً. ولن يدوم أبداً لا التقاتل ولا المشادة لأن الحوار من شأنه أن يتغلّب على سائر العقد والصعاب ولن نحيد لا عن سياسة رفيق الحريري ولا عن رؤية الشهيد الكبير ولا عن الانتظام العام الذي يحفظ الدستور والطائف والتوازن الذي وحده هو سبيل بقاء لبنان من دون أن تكون هناك مغالبة لفريق على آخر».
ومساء وضع الحريري حجر الأساس لسوق الخضار في أرض جلول في بيروت.
شورتر: نؤمن بمستقبل لبنان
أكد السفير البريطاني لدى لبنان هيوغو شورتر أنه «على رغم الاعتداء الإرهابي المروع الذي طاول مدينة مانشستر، مستهدفاً عدداً كبيراً من الشباب، اعتدنا أن نحافظ على هدوئنا ونستمر في عملنا، لأن اللبنانيين خيرُ من يعرف معنى الصمود والنهوض من جديد، فإن دعمكم يعني لنا الكثير». وقال شورتر في احتفال بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية الـ 91 واليوبيل الياقوتي لاعتلائها العرش حمل عنوان «الاستثمار في المستقبل» في حضور ممثلين عن الرؤساء الثلاثة إن «هذه الليلة هي احتفاء بمستقبل لبنان، وبالاستثمارات الاستثنائية التي وظفتها بريطانيا في ذلك المستقبل. ونحن شريك في مستقبل لبنان، إذ نقدم الدعم لقطاع التعليم وقطاع التكنولوجيا إضافة الى التعاون مع البلديات استجابة لحاجات المجتمعات المحلية». وأكد «أننا نقوم بكل تلك المشاريع والكثير غيرها، بما فيها في مجال الأمن والدفاع، لأننا نؤمن إيماناً راسخاً بمستقبل لبنان». ورأى أن «لبنان ينعم بأبناء قادرين على الصمود وموهوبين وملهمين. ولهذا السبب، أنا فخور بأن نستثمر معاً في مستقبل مشرق».