IMLebanon

اعتصام تضامني مع العسكريين يحذّر من عواقب الخلاف الحكومي

  بيروت – أمندا برادعي

وحدها الطفلة فاطمة ابنة الدركي المخطوف لدى «النصرة» عباس مشيك خطفت اسماع جميع المشاركين أمس في الاعتصام الشَّعبي في ساحة رياض الصلح على مقربة من السراي الكبيرة في قلب بيروت تحت عنوان «يوم الشهيد» الذي دعا إليه أهالي العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» في ذكرى أسبوع مقتل الدركي علي البزّال، في وقت تحتل قضية العسكريين صدارة الاهتمامات، إذ سيبدأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لقاءاته مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام لمعرفة العراقيل التي تواجه الملف والتحفّظات عن المقايضة بصفته مفوّضاً من أهالي العسكريين ايجاد حل لقضيتهم. وكذلك سيلتقي وزير الصحة وائل أبو فاعور مع ممثلين عن حزبي «الكتائب اللبنانية»، و«القوات اللبنانية» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر».

وفي ساحة رياض الصلح، أبكت فاطمة بصوتها الحزين في قراءتها رسالة وجهتها إلى والدها مواطنين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية للتضامن مع الجيش والمطالبة بحل ملف العسكريين بأسرع وقت ممكن.

وقالت: «اشتقتلك كتير يا بابا… إنت بتعرف إنو أنا كتير بحبك… وينك كنت كل ما أطلب منك شي تجبلي ياه… ليه هذه المرة أطلب أن أراك ولا تأتي… إذا إنت عشت يتيم وانحرمت من حنان الأم والأب… لماذا يريدون حرماني من حنانك ويعيشوني يتيمة. لا أريدك أن تموت… أنا بعدني صغيرة. مين بدّو يكبّرني؟ ويحميني، ويغمرني؟ رفقاتي بالمدرسة يقولون يا «بابا» وأنا لا أراك لأقول لك هذه الكلمة؟ لا أريد الذهاب إلى الملاهي، ولا أريد هدايا وثياب جديدة. أريد أن تعود وتغمرني مثل الأول وعيط «بابا»…

بهذه الكلمات كانت الطفلة فاطمة تتساءل وهي تنظر إلى صورة والدها المخطوف. وعلى رغم عمرها الصغير (7 سنوات) إلا أنها حملت قضية أكبر من عمرها بكثير بأن تكون طفلة عسكري مخطوف تفتقد والدها كل يوم.

وكانت الطفلة فاطمة تمسح بأناملها الصغيرة، وسط حضور سياسي خجول ومشاركين من الهيئات الشبابية في الاحزاب وهيئات من المجتمع المدني وشخصيات دينية وحشد إعلامي، صورة والدها وهي تنظر إليها نظرات نطقت بالكثير من كلمات الشوق.

وفيما شدد والد الدركي البزال، خالد على أن «دماء علي لن تذهب هدراً لو كلّف ذلك آل البزّال كلّهم»، توجّه والد الجندي المخطوف محمد يوسف ورئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين حسين إلى الرئيس تمام سلام بالقول: «نقدر جهودك وحملناك امانة بلسان الامهات، وبلسانك قلت «لن اتخلى عن قضيتكم» وهم ابناؤك، وانك فوضت من كل الوزراء ولم يعد هناك من لم يفوضك، لذلك نقول لك من قلب الامهات اللواتي اخترن الذهاب الى الجنود والكهوف والانضمام الى ابنائهم المأسورين للموت معهم يا دولة الرئيس وليس للحياة، فرد الامانة التي حملتها واعد ابناء الوطن من الوطن الى الوطن».

ودعا «الوزراء الذين ينادون ويتاجرون باولادنا من اجل المواقف السياسية او من اجل ارقام لا تعنينا تحت شعار هيبة الدولة إلى توحيد قراركم داخل الحكومة لحقن الدماء وتجنب الفتنة التي تبثونها من خلال مواقفكم، ونحن ننذر من هم في موقع المسؤولية بأن يتحمل كل منهم المسؤولية ولن نسميه الآن، ولكن سيدفع الثمن ان حصل اي مكروه لأي احد من ابنائنا».

وأسف المسؤول عن العلاقات العامة في لجنة الاهالي الشيخ عمر حيدر لأن «الحكومة الفاشلة لا تستطيع ان تعيد ابناء وطنها الى احضان امهاتهم»، وقال: «اطلقنا مبادرة ولم نسمع سوى التجريح».

ولم تسلم الوقفة التضامنية مع الجيش من المشادات في السياسة فقبل أن يصعد عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ناجي غاريوس لالقاء كلمة باسم رئيس التكتل النائب ميشال عون احتج بعض المعتصمين من الأهالي وشباب «الحراك المدني من أجل الديموقراطية» على الطبقة السياسية، إلا أن غاريوس عاد واعتلى المنصة بطلب من والدة الدركي الشهيد البزّال، زينب وشرط بعض الأهالي بأن «يعلن غاريوس موقفه بكرامة وعز لحل قضية أبنائنا».

وقال غاريوس: «نحن ايضاً اهل للمخطوفين، واذا اتت الإهانة من اهلنا فنحن نقبلها»، مشدداً على «ان الحكومة مجبرة على الاهتمام بالملف وانتقاء موفد واحد ليحاور بطريقة غير مكشوفة، وأن الذي أتى وألقى كلمة على هذا المنبر ليس فقط هو من يتضامن معكم فالشعب اللبناني كله معكم، ونحن معكم».

أما ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عباس زغيب فطالب «الحكومة بموقف وحيد موحد بعيداً عن المصالح الشخصية، وهذا الموقف يجعل خلية الازمة خلية حقيقية وواقعية وليست ازمة خلية كما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري». وأضاف: «كل اوضاعنا تدل على تأزم صعب، وعلى الخلية ان تعمل بجهد مع كل الطروحات ومع من يمد يد العون لعودة الجنود أحياء، وعلى الدولة ان تعمل مع الجميع وان تقبل بموضوع التقايض اذا كان هذا المبدأ يعيد اولادنا الى الوطن وهذه الحكومة إن لم تكن على القدر المسؤولية فعليها أن تغادر».