Site icon IMLebanon

الحريري يبدّد التأويلات حول لقائه قائد الجيش: لا شبهات على المؤسسة ودعمها غير مشروط

بدد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التأويلات حيال دعوته قائد الجيش العماد جوزيف عون الى اجتماع معه في السراي الحكومية التي بدت كأنها استدعاء له للبحث معه في التحقيق بوفاة 4 موقوفين من النازحين السوريين لدى الجيش، فأكد أن «الدعم السياسي للجيش غير مشروط» وأن «قيادة الجيش حريصة على المدنيين كي لا يصابوا» في تنفيذ عملياته، وشدد على أن «المؤسسة العسكرية لا تشوبها أي شبهات ومن يحاول أن يصطاد في المياه العكرة فليخيط بغير هذه المسلة». وكشف أنه سيتسلم التحقيق الذي يجريه الجيش بوفاة الموقوفين السوريين الأربعة «خلال يومين أو ثلاثة».

وأكد الحريري أنه ضد فتح «حزب الله» معركة في جرود عرسال.

وكان الحريري طلب في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء الماضي إجراء تحقيق بوفاة السوريين الأربعة من النازحين الذين أوقفوا عند مداهمة الجيش مخيمين لهم في بلدة عرسال في 30 حزيران (يونيو) الماضي حيث نجح في إحباط مخطط لإرسال انتحاريين من «داعش» و «جبهة النصرة» في مناطق لبنانية عدة، ففجر بعض الانتحاريين أنفسهم أثناء المداهمة وجرى تعطيل عبوات ناسفة وصادر الفوج المجوقل أحزمة ناسفة إضافية. ثم دعا الحريري عون الى الاجتماع معه في هذا الشأن، خصوصاً أن مواقف عدة صدرت طرحت أسئلة حول ظروف وفاة الموقوفين الأربعة.

واجتمع الحريري بعد ظهر أمس مع وزير الدفاع يعقوب الصراف والعماد عون، ثم حرص على مخاطبة الصحافيين إثر انتهاء الاجتماع قائلاً: «أردت أن ألتقي بكم لأن هناك لغطًا كبيرًا حصل في البلد في هذا الموضوع، اولاً الجيش قام بعملية ناجحة جداً وكبيرة جداً ولو انه لم يقم بها لكان هناك اليوم مشكل كبير في البلد لأن تلك العبوات كانت موجهة لتفجير لبنان. دخل الجيش اللبناني الى مخيم فيه عشرة آلاف شخص وقام بعملية كبيرة والحمد لله لم يسقط جرحى بين المدنيين، وما حصل ان الجيش اكتشف انه كانت هناك محاولة كبيرة مخطط لها وفق معلومات توافرت لديه. وهناك حادثة الجثث السورية الأربع، وقيادة الجيش تقوم بتحقيق واضح وصريح في هذا الموضوع، ويجب ألا يشكك احد فيه لأن الجيش حريص على المواطنين والمدنيين اكثر من اي فريق آخر».

أضاف: «لذلك فإن محاولة خلق اي توتر بين الجيش او القيادات العسكرية في لبنان التي تعمل ليل نهار لتجنيب لبنان اي مشكل ارهابي في البلد، هو امر مرفوض، كما ان التشكيك في التحقيق الذي تقوم به قيادة الجيش امر مرفوض ايضًا. ودعوني اكشف لكم عن معلومة مهمة، ففي مرات عدة تتوافر لدى قيادة الجيش معلومات عن ارهابيين موجودين وباستطاعة الجيش الوصول اليهم، ولكنه يلغي هذه العملية نظراً الى وجود مدنيين بينهم، وهو يعرف انه اذا قام بهذه العملية سيصيب المدنيين، وذلك لأن الجيش حريص على اتباع الأصول القانونية. وبالنسبة الي فإن الدعم السياسي للجيش اللبناني هو دعم غير مشروط، وأؤكد ان قيادة الجيش تحرص دائمًا على المدنيين قبل ان يتكلم اي شخص عن هذا الموضوع، والمؤسسة العسكرية لا تشوبها اي شبهات، ومن يحاول ان يصطاد في الماء العكر فليخيط بغير هذه المسلة».

التحقيق سيكون شفافًا

وتابع: «صدر بعض الكلام حول انني استدعيت قائد الجيش، في الواقع انا على اتصال دائم بقائد الجيش، اكثر من اربع مرات في الأسبوع نتشاور هاتفيًا او نلتقي. اليوم اجتمعنا وقد تمت تغطية الاجتماع اعلاميًا إلا أننا نلتقي في الكثير من المرات من دون إعلام. وأحببت اليوم ان تكون هناك تغطية اعلامية لهذا الاجتماع لأن هناك لغطًا وكلامًا ومحاولة زرع فتن في البلد. كما انني على تواصل دائم مع وزير الدفاع، أكان في مجلس الوزراء او غيره للتداول في كل ما يخص الجيش والأمن. لذلك فلا يشككن احد في هذا الموضوع ولا يحاول ان يضعنا في مكان، لا الجيش موجود فيه ولا نحن كقوى سياسية. وليكن الأمر واضحًا، هناك تحقيق تقوم به قيادة الجيش وهو سيكون شفافاً لأن الجيش لطالما كان شفافاً في هذه الأمور، ونحن كما قلت، دعمنا السياسي كامل له».

ورداً على سؤال، متى سيكون الدعم المطلق والضوء الأخضر للجيش لحسم الوضع في جرود عرسال؟ اجاب: «أقول بصراحة ان كل الدعم السياسي موجود للجيش لحسم الأمور وكذلك القرار السياسي، ولكن علينا اليوم ان نعلم ان هناك مدنيين موجودين في المخيمات، والمشكلة هي ان الإرهابيين يستعملون المدنيين لحماية انفسهم كما حصل مع الطفل الذي قتل لأن الانتحاري استعمله درعاً له. الجيش يعرف ما عليه القيام به، فعندما يكون متيقناً من القيام بأي عملية من دون إلحاق اي أذى بالمدنيين، فإن وزير الدفاع وقائد الجيش يدركان ان لديهما القرار السياسي لتنفيذ اي عملية في الوقت الذي يريانه مناسباً والمهم ان قيادة الجيش حريصة على المدنيين لكي لا يصابوا بأذى».

قيل له: «متى ستتسلم التحقيق الذي يجريه الجيش اللبناني؟»

اجاب: «خلال يومين او ثلاثة، ولكن ما اريد قوله ان هناك محاولة وأتمنى عليكم التنبه اليها في الإعلام، وهي تصوير الموضوع وكأن هناك شبهات حوله. وهناك محاولة لخلق احتقان بين النازحين السوريين الذين يقارب عددهم المليون ونصف مليون نازح والقوى العسكرية في البلد، وهذا امر غير موجود. فعندما يتم الدخول الى مخيم فيه عشرة آلاف شخص ويحصل ما حصل، ويعود النازحون الى المخيم من دون مشاكل فهذا هو المكسب الأساسي، اضافة الى وجود ثماني عبوات كانت موجهة الى الداخل اللبناني وتم رصدها وانتهينا منها. لذلك هذا هو النجاح الأساسي لهذه العملية ولا شك في انه حصل ما حصل لسوء الحظ وقد تم فتح تحقيق في الموضوع».

الشارع السني اكبر داعم للجيش

وعما تردد من انه اراد من خلال البيان الذي اصدره التوجه الى الشارع السني اكثر منه الى المعنيين؟ اجاب: «موضوعي ليس الشارع السني ولا اي شارع آخر، بالأساس الدعم الأساس هو للجيش، والشارع السني هو اكثر شارع مع الجيش وهذا الأمر أثبته خلال معارك نهر البارد وصيدا وطرابلس وفي كل المناطق لأنه فعليًا اذا نظرنا الى ما حصل في نهر البارد وعبرا وكل هذه المناطق التي تمثل الشارع السني، فهل كانت هناك اي مقاومة ضد الجيش؟ على العكس كان الشارع السني اكبر داعم للجيش. المشكلة الأساس ان هناك مليوناً ونصف مليون نازح سوري وهناك محاولة من البعض لتهييج هذا الشارع ونحن نقول للجميع ان قيادة الجيش هي المسؤولة عن الأمن ونحن ندعمها مئة في المئة».

وعن ان هناك من يغرد خارج هذا السرب، اجاب: «الآن سيتوقفون عن القيام بذلك».

قيل له: «نسمع الكثير من حزب الله عن معركة في عرسال خلال الأيام المقبلة، هل استوضحت هذه المسألة من قيادة الجيش وهل هو على علم بها؟»اجاب: «نحن على تواصل مع كل القوى السياسية ومع قيادة الجيش بالتأكيد لأن من واجب الحكومة أن تقوم بهذه الأمور، ولا أود أن أخوض في الأمور التي سيقوم بها الجيش او التي لن يقوم بها او متى او ماذا سيفعل في المستقبل. هناك معلومات في هذا الموضوع لكني غير متأكد منه ولا اعرف عنه. ولكن برأيي ان واجبنا كحكومة لبنانية حماية اللبنانيين اولاً والنازحين ايضًا».

وعما اذا كان مع ان يفتح «حزب الله» معركة؟ اجاب: «بالتأكيد كلا. وأود ان اقول امراً اخيراً وهو ان التحقيق يسير من قبل قيادة الجيش ولقائي وزير الدفاع او قائد الجيش امر طبيعي وعادي بصفتي رئيس حكومة وهما مسؤولان عن الأمن، بخاصة في ظل التحديات التي نواجهها في البلد وهذا الأمر عادي، ومن يحاول افتعال قضية او خلاف منها في البلد اقول له ان لا خلاف ونحن يد واحدة في وجه اي محاولة لضرب امن البلد».

الطيران السوري يغير على جرود عرسال و الجيش اللبناني يحيل على القضاء 20 من الموقوفين

نفّذ الطيران الحربي السوري غارات فجر أمس، علـــى مواقــــع «جبهة النصرة» في جرود عرسال المتداخلة مع الأراضي السورية، لليوم الثالث على التوالي وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام».

وأعلنت قيادة الجيش– مديرية التوجيه، في بيان، أن «بناءً على إشارة القضاء المختص، أحالت مديرية المخابرات إلى القضاء، دفعة جديدة من الأشخاص الذين تمّ توقيفهم خلال دهم قوى الجيش بعض مخيمات النازحين السوريين في عرسال، ليصبح العدد 20 موقوفاً لتورطهم في الأعمال الإرهابية، و152 موقوفاً سُلّموا الى المديرية العامة للأمن العام لتجولهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير قانونية، فيما أخلي سبيل 23 آخرين لعدم ثبوت ارتكابهم جرائم أو مخالفات».

الى ذلك، زار عضو كتلة «المستقبل» النائب هادي حبيش العسكريين الـ3 الجرحى من أبناء عكار الذين أصيبوا في عملية الدهم في عرسال أخيراً، وذلك للاطمئنان إلى صحتهم متمنياً لهم الشفاء العاجل. والجرحى هم: نزيه محمد طالب من بلدة ببنين، وليد محمد مرعي من فنيدق وعبدالفتاح كمال محمد من خربة شار.