IMLebanon

«حزب الله» يُصر على استسلام مسلحي جبهة «النصرة»

أعلن «حزب الله» أنه حقق تقدماً جديداً في جرود بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية، إذ تمكن عناصره من السيطرة على وادي الخيل فيها بالكامل، إضافة إلى مواقع أخرى أمس، فيما أشار «الإعلام الحربي» التابع له إلى حصول حالات فرار من عناصر «جبهة النصرة» (فتح الشام) باتجاه خطوط التماس مع مواقع «داعش» شرق جرود عرسال، وإلى وادي حميد، حيث تقع مخيمات للنازحين السوريين، في المعركة التي يخوضها لليوم الرابع لانتزاع هذه الجرود من مسلحي التنظيمين.

وفيما بدأ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن أمس في إطار زيارة رسمية إلى العاصمة الأميركية، على أن يلتقي اليوم الرئيس دونالد ترامب، تصاعد السجال الداخلي بين مؤيدي «حزب الله» حول قيامه بالعملية العسكرية في جرود عرسال في شكل متزامن من الأراضي السورية واللبنانية، ومعارضيه.

واجتمع الحريري في واشنطن أمس مع مدير شؤون الموظفين في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي كريس بروز، ومدير سياسة اللجنة نائب رئيس القوات المسلحة ماثيو دونافان، مع الوفد المرافق. وقال الحريري أن لبنان «يشهد الكثير من التحديات إلا أنه ينعم بالاستقرار على رغم كل ما تشهده المنطقة من حروب. وهو لا يزال نموذجاً للاعتدال في المنطقة يجب الحفاظ عليه وتعميمه للحفاظ على الأقليات في المنطقة كلها، بخاصة أن الدستور اللبناني يكفل هذه الحقوق».

وأضاف أن التحديات التي يواجهها لبنان كثيرة، وأهمها مسألة الأمن وأزمة النازحين.

ورفض «تيار المستقبل» «إضفاء الشرعية الوطنية على مشاركة الحزب في الحرب السورية، وأن يتخذ الآخرون من محاربة الإرهاب وسيلة لتبرير المشاركة في الحروب الأهلية العربية، أو التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، وتنظيم الخلايا التي تهدد أمنها وسلامها». وعكست المواقف السياسية من المعارك الدائرة في الجرود الانقسام السياسي الداخلي حول دور «حزب الله» في سورية. ورد سياسيون من الحزب وقوى 8 آذار أن المعركة التي يخوضها هي لحماية لبنان من الإرهاب.

واعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أثناء ترؤسه اجتماعاً أمنياً حضره قائد الجيش العماد جوزيف عون وعدد من ضباط القيادة، أن «نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية على صعيد الحد من اعتداءات الإرهابيين ضد المدنيين والعسكريين على حد سواء، وستعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود». واطلع عون على الوضع الميداني في جرود عرسال وتدابير الجيش أثناء سير المعارك، ونوه بجاهزية الجيش «لصد أي اعتداء على الأراضي اللبنانية وحماية السكان والنازحين».

وفي وقت عزز الجيش اللبناني إجراءاته في مواقع مواجِهة لوادي حميد بعد فرار بعض مسلحي «النصرة» إليه وإلى منطقة الملاهي، تحدثت مصادر في بلدة عرسال لـ «الحياة» عن تحريك قناة التفاوض منذ يومين عبر الوسيط السوري «أبو طه» وهو من بلدة عسال الورد في القلمون السوري، من أجل تأمين انسحاب مسلحي «سرايا أهل الشام» التي أعلنت أول من أمس وقف النار وانكفاء عناصرها عن المعركة. وأبو طه كان وسيطاً في اتفاقات سابقة مع «حزب الله» ودمشق لإعادة عشرات العائلات السورية النازحة من المخيمات في عرسال إلى بلدة عسال الورد. وكان الحزب أكد عبر «الإعلام الحربي» أن «المعركة مع النصرة أصبحت على مشارف نهايتها»، ودعا «المسلحين في ما تبقى من جرود عرسال إلى أن يحقنوا دماءهم بإلقائهم السلاح وتسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم». وذكرت وسائل إعلام موالية للحزب أن تقدم الحزب يتم بوتيرة أسرع من المتوقع، فيما قالت مصادر عسكرية لبنانية أنه على رغم ذلك فإن المعركة طويلة، بينما رأى مراقبون من عرسال أن تقدم الحزب في اليومين الماضيين حصل نتيجة انسحاب «سرايا أهل الشام».