استمر موقف «حزب الله» المنتقد قصف قوات التحالف الدولي قافلة «داعش» المنسحبة من لبنان على أبواب دير الزور في إثارة ردود فعل منتقدة أبرزها أمس من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي غرد عبر «تويتر» قائلاً: «موقف حزب الله أمر مستغرب، عجيب غريب، يثير الدهشة والتساؤلات والشك والريبة. حاولت خلال الـ48 ساعة الماضية أن أجد له تفسيراً فلم أوفق بأي طريقة».
وطالب النائب نبيل دو فريج بـ «استعادة محاضر مجلس الوزراء المسجلة بالصوت وعرضها للرأي العام والشعب اللبناني، فيتحمل بذلك كل طرف مسؤوليته، وتكشف حقيقة ما حصل في أحداث عرسال عام 2014 بين الجيش اللبناني والمسلّحين».
ولفت إلى أن «أحد الوزراء السياديين وهو وزير الداخلية نهاد المشنوق، طالب بتفكيك مخيم عرسال ووضع اللاجئين في مناطق آمنة في المرحلة السابقة، ولكن أصوات معارضة علت ضد هذه الفكرة».
واعتبر في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» أن «زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري فرنسا من أهم الزيارات، وستتوج بزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون فرنسا أيضاً».
وعن المؤتمرات المقبلة، رأى أنها «مهمة للبنان خصوصاً تلك التي تخص ملف اللاجئين»، مؤكداً «ضرورة دعم الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية بمعدات تساعدها في ما يسمى بالأمن الاستباقي».
ورد عضو «كتلة المستقبل» النيابية هادي حبيش على بيان «حزب الله» حول «محاصرة الطائرات الأميركية قافلة داعش في الصحراء»، ومطالبته «المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذها»، وقال: «نحن كشعب لبناني لا يعنينا هذا الأمر من قريب أو بعيد. ما كان يهمنا أن يعود جنودنا أحياء، للأسف عادوا شهداء ودفعنا ثمناً كبيراً».
وشدد عضو الكتلة نفسها النائب باسم الشاب على أهمية «المساعدات الأميركية للجيش اللبناني التي مكنته من الاستطلاع والمراقبة ليلاً ونهاراً، إضافة إلى تزويده أسلحة فتاكة ودقيقة استعملت بنجاح كبير وهذا ما لم يعطه الإعلام اللبناني حقه في التغطية»، آملاً بـ «استمرار هذا الدعم». واعتبر أن «حتى من هم سياسياً ضد الولايات المتحدة يعتبرون أن العلاقة الاقتصادية والعلمية والحضارية معها لا يجب أن تنقطع».
واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أن «التحرير الثاني لم ينقذ لبنان وحسب بل استنهض كل المنطقة وشعوبها لتعرف مكامن الخطر وتتوجه إلى معالجة مصادره». وأكد أن «أهلنا يتطلعون إلى استثمار التحرير الثاني لتكون لهم مؤسسات دولة ترعى مصالحهم وتقدم لهم الخدمات وتحفظ حقوقهم من دون تمييز وظلم، وهذا ما يتطلب العزم والإرادة، وإذا توافر هذا الأمر يمكن أن نطور مجتمعنا ومؤسساتنا، ويجب علينا أن نخطو الخطوات الأولى ونؤسس في هذا الاتجاه».
وأكد عضو الكتلة نفسها علي فياض «أننا لمسنا فرحة عارمة تعم الناس ليس فقط من مناسبة العيد، إنما من العيد الآخر الذي له علاقة بتحرير الجرود، وتحول الحدود اللبنانية حدوداً نظيفة وآمنة، حيث لم يسبق لهذا البلد أن شعر بهذا المستوى من الأمن والاستقرار الذي يشعر به في هذه المرحلة، وهذا يؤكد يوماً بعد يوم نجاح نموذج المقاومة». وشدد على «أننا في مرحلة لا نحتاج فيها إلى أي عناء سياسي أو نظري لنقول إن هذا النموذج هو نموذج ناجح، لأن أعماله ونتائجه وما يترتب على المقاومة واضح للعيان، وهو يصب في خانة الوطن بكل مكوناته جميعاً من دون استثناء».
ورأى أن «المطلوب في هذه المرحلة هو أن لا يدفع البعض الوضع في البلد إلى الانزلاق في مزيد من الانقسامات على المستوى الداخلي، وهذا ما يخدم البلد». ولفت إلى أن «ما نحتاجه في هذه المرحلة هو أن نبني على ما أنجزته المقاومة والجيش اللبناني، لنتقدم إلى الأمام في حماية البلد وتنظيفه من بؤر الإرهاب على المستوى الداخلي، لا سيما أنها لا تزال موجودة، والمضي قدماً في معالجة الشأن الحياتي والاجتماعي للناس».
ودعا الوزير السابق أشرف ريفي إلى «محاسبة حزب الله على منع حكومة الرئيس تمام سلام من التفاوض لاستعادة العسكريين، فيما عقد صفقة مع داعش لمصلحة النظام السوري، إنها صفقة العار وليس الانتصار». وسأل: «ما هي علاقة الحزب بقادة داعش، وهل سيسلم من سلموا أنفسهم له طوعاً إلى القضاء اللبناني، أم أنه سيوظفهم في مهمات مشبوهة أخرى؟». وأشار إلى أنه «كان ممكناً التفاوض على استعادة العسكريين أحياء، لكن الرفض كان مطلقاً من وزراء حزب الله وحلفائهم بأن لا تفاوض مع الإرهابيين». وطالب بـ «فتح تحقيق مع من ترك العسكريين عام 1990 يواجهون مصيرهم أمام جيش الوصاية السورية».
اللواء إبراهيم: تهديد «داعش» وراءنا
اعتبر المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن «على المستوى العسكري أصبح تهديد داعش وراءنا، لكن هذا لا يلغي إمكان تعرض لبنان لأي عمل أمني». وقال: «الأمر بات أصعب وإمكان كشفه أصبح أسهل». وقال إبراهيم لإذاعة «صوت لبنان» إن «دوره كان هدفه استعادة جثامين العسكريين المخطوفين وحققه بأقل خسائر ممكنة، فهو كان أمام مأساة وعليه إقفال الملف».
وعن نتائج فحوص الحمض النووي للرفات التي تم استخراجها من المواقع التي دفن فيها العسكريون، قال: «الأمر علمي بحت ويعود لقيادة الجيش تحديد توقيت إعلانه، وأجزم مجدداً بأن الجثامين تعود للعسكريين المخطوفين».
ولفت إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون «كان الموجه الأساسي على مستوى استعادة جثامين العسكريين، والتنسيق كان قائماً بين الرئاسات الثلاث وكانت على علم بما يجري».
وعـــن ملف مخيــــم عين الحلوة قال: «يجب إقفاله لأنه يشكل ثغرة أمنية داخل الجسم اللبناني والفلسطيني». وحيــــن سئل عمـــا إذا كان هذا الملف يتطلب تنسيقاً مع الجانـــب السوري في شأن ترحيل أشخاص منه الى سورية، عبر عن استعداده «للقيام بما هـــو مطلوـــب منه في التنسيق مع الجانب السوري»، مشدداً على أن «قرار التنسيق بين الحكومتين واستكمال العلاقات مع الجانب السوري يعود للحكومة اللبنانية وحدها».