Site icon IMLebanon

زيارة الرئيس اللبناني باريس عكست تبايناً حيال نظام الأسد والنازحين و «حزب الله»

 

باريس – رندة تقي الدين

قالت مصادر فرنسية مسؤولة لـ «الحياة»، بعد انتهاء زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون فرنسا، إن الرئيس إيمانويل ماكرون قال لضيفه اللبناني إنه تلقى رسائل عديدة عن تدخل «حزب الله» في سورية وتعزيز سلاحه في جنوب لبنان، وإن فرنسا وحلفاء أميركا الآخرين يواجهون ضغطاً كبيراً من الأميركيين لوضع الحزب بكامله وليس فقط جناحه العسكري على لائحة الإرهاب الأوروبية ووقف قنوات تمويله.

ولا تميز الإدارة الأميركية، بحسب المصادر الفرنسية، بين الجناحين العسكري والمدني، وتريد وضع «حزب الله» كلاً على لائحة الإرهاب. وقالت إن الرسالة الأساسية التي سمعتها من الفريق الرئاسي اللبناني هي ضرورة تطبيع العلاقات بين لبنان وسورية، لأن ذلك يكون بمثابة الحل للمشكلات التي تطرحها فرنسا والغرب إزاء دور «حزب الله».

واعتبر الجانب الفرنسي أن التطبيع بين لبنان وسورية لا يمثل حلاً، إذ إنه لن يزيل عوامل زعزعة الاستقرار التي تقوم بها مجموعات «حزب الله» المقاتلة في سورية وسيعزز مشكلة تصدير الأسلحة الإيرانية إلى لبنان.

وقالت المصادر إن تلك هي نقطة خلاف بين فرنسا والقيادة اللبنانية المتمثلة بالرئيس عون ووزير خارجيته جبران باسيل.

وكان لافتاً، بحسب المصادر، أن الرئيس عون لم يشر إلى ذلك في خطابه خلال العشاء الرئاسي، لتجنب الإحراج.

ورأى الرئيس ماكرون أن التطبيع بين لبنان وسورية لا يمثل حلاً لمشكلة «حزب الله»، وهو قال في خطابه خلال العشاء الرئاسي لعون: «نؤيد سياسة لبنان النأي بالنفس». وبدا كلامه الديبلوماسي رداً على رغبة الفريق الرئاسي اللبناني بالتطبيع مع نظام سورية. وسألت المصادر: «هل أن لقاء وزيري الخارجية اللبناني جبران باسيل والسوري وليد المعلم في نيويورك يدخل في إطار الناي بالنفس؟». وقالت المصادر إن الفريق الرئاسي اللبناني في حديثه عن اللاجئين السوريين في لبنان، قال إن عدداً من السوريين ليسوا لاجئين بل أتوا إلى لبنان بدوافع أخرى، كالحصول على فرص عمل ويغتنمون فرصة الحرب للاستفادة من وضعية اللاجئين للحصول على مساعدات.

ورأى الجانب الفرنسي أن الموقف كما عرضه الفريق الرئاسي اللبناني لا يرى أن سبب اللجوء السوري إلى لبنان هو الحرب السورية ودمارها وإرهاب «داعش» والنظام السوري، كما ترى ذلك فرنسا.

وتواجه باريس تحدياً في تنظيم المؤتمر الاقتصادي للبنان، أو باريس- ٤، علماً أن ألمانيا تدعمه أيضاً، ولكن فرنسا لم تر حماسة من الجانب العربي للتمويل حتى الآن فكيف سيأتي التمويل من دول تتخوف من ذهاب الأموال إلى «حزب الله» ومجموعاته؟

وترى باريس صعوبات ضخمة في تنظيم هذا المؤتمر ولكنها راغبة في بذل كل الجهود لذلك، وأول خطوة هي تحديد الحاجات اللبنانية. وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قدم خطته، ولكنها تتطلب المزيد من العمل، ثم إن هناك اختلافاً في الرأي حول موقع اللاجئين السوريين في هذا المؤتمر بين الحريري والفريق الرئاسي اللبناني، فالحريري يقول إن لبنان في حاجة إلى باريس- ٤ لأنه لا يمكنه تحمل عبء مشكلة اللاجئين، وفريق عون يقول إن لا علاقة بين الاثنين، وإن لبنان يحتاج إلى مؤتمر لمساعدة اقتصاده ومشكلة الوجود السوري ينبغي أن تحل عبر عودتهم إلى بلدهم وليس في مؤتمر لمساعدة لبنان مع بقائهم فيه.

وقالت المصادر إنه «عندما التقى ماكرون نظيره الإيراني حسن روحاني في نيويورك كانت أجوبة الجانب الإيراني حول كل ما يتعلق بميليشيات حزب الله وسياسته في سورية وفي لبنان ديبلوماسية وتقليدية، وإن إيران مستعدة للعمل مع فرنسا على كل الملفات بإيجابية ولكن الجانب الفرنسي يدرك أنه نوع من المسايرة الديبلوماسية التي لا تعكس الواقع في المرحلة الراهنة».