IMLebanon

«داعش» يوسّط أحمد الفليطي وأهالي العسكريين نحو التصعيد

طرأ تطور بارز في ملف العسكريين المخطوفين لدى المجموعات المسلّحة في جرود عرسال – القلمون تمثّل، كما أعلن اهالي العسكريين، بطلب «داعش» من نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي تسلّم ملف التفاوض مع الجانب اللبناني. وقيل إن اسمه طرحه وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي لم يؤكّد أو ينفي المعلومة، فيما ينتظر أهالي العسكريين الرد الرّسمي حيال الموضوع. ولم يعلّق مسؤول العلاقات العامة في لجنة أهالي العسكريين الشيخ عمر حيدر على الأمر، مشيراً إلى أن «اللجنة تنتظر من «داعش» بياناً رسمياً بهذا الخصوص».

وقال حسين يوسف والد الجندي المخطوف محمد لدى «داعش» لـ «الحياة»: تلقى شخصان من بين أهالي العسكريين اتصالين من «داعش» يفيدان بقبول التنظيم وساطة الفليطي على خط المفاوضات وحل قضية العسكريين ما عكس جواً إيجابياً لدينا»، لافتاً إلى أن «الفليطي قادر على لعب دور بحل القضية لأنه ابن عرسال وابن الدولة كونه نائباً لرئيس البلدية». وتوقّع يوسف أن «تقبل الحكومة تكليف الفليطي وسيطاً لأنه كان متعاوناً معنا منذ البداية ويُسهّل لنا زيارة أبنائنا بعلم الأجهزة الأمنية»، لافتاً إلى أنه لا يعرف من طرح اسم الفليطي لتبلغنا «الدولة الإسلامية» بـ«القبول». وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ «الحياة» ان لدى «داعش» مطالب تريد ايصالها الى الحكومة عبر الفليطي.

وبعد انتشار خبر رغبة «داعش» في تكليف الفليطي تسلم ملف المفاوضات مع الحكومة اللبنانية، عاش الأهالي في ساحة رياض الصلح حال ترقب مع غصّة كبيرة وأكدوا أن «لا عيد وأولادهم ليسوا بينهم». وعاش اطفال العسكريين الذين يقضون معظم أوقاتهم في ساحة الاعتصام لحظات فرح قليلة مع زيارة وفد من منظمة الطلاب في حزب «الوطنيين الأحرار» حاملين الهدايا لهم. وينتظر الأهالي انقضاء 48 ساعة قبل إقدامهم على تحرك جديد أعلنت عنه عائلة الجندي المخطوف لدى «داعش» سيف ذبيان أول من أمس، محذرين المسؤولين من عواقبه. وأعطت الحكومة «مهلة 48 ساعة لتقديم حلول وإلا ستكون هناك تحركات كبيرة تؤثّر في السياسيين».

وأكد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في تغريدة عبر «تويتر» أن وزير الصحة وائل أبو فاعور مستمر وبتفويض منه بالاتصال بـ «داعش» و«النصرة»، متمنياً على «أعضاء خلية الأزمة إدراك أهمية حياة العسكريين». وأضاف: «في الخلية هناك (المدير العام للأمن العام) اللواء عباس ابراهيم ذو الخبرة الكبيرة والوزير نهاد المشنوق ذو المعرفة الواسعة، المطلوب توحيد الجهود لإطلاق الجنود تحت شعار المقايضة وأولوية الحفاظ على حياتهم». وقال: «همنا الأول حياة أسرانا من دون تمييز والسؤال موجه إلى وزير الداخلية واللواء إبراهيم وكبار المسؤولين هل همهم حياة العسكريين وماذا يفعلون؟».

وينتظر الشيخ وسام المصري (سلفي من طرابلس) الذي كان تردد أن له علاقة بالخاطفين (تردد ان النصرة كلفته ثم عادت فنفت ذلك) اتّصالاً من المسلحين للتوجه من جديد إلى الجرود للقاء «داعش». وأعلن المصري في حديث تلفزيوني أنه سيسعى إلى نقل مطالب «الدولة الإسلامية» إلى الدولة اللبنانية وانتزاع تعهّد بعدم قتل العسكريين. أمّا الشيخ مصطفى الحجيري فتردّد أنه يتابع ملف العسكريين بعيداً من الأضواء ويتحرّك للتخفيف من التعقيدات التي تسود الملف مع قنوات خاصة به بمبادرة منه ولم يُعرف إذا كانت جهات رسمية تواكب جهوده.

وفي السياق، تعقد اللجنة الأمنية المنبثقة من خلية الأزمة المكلفة متابعة ملف العسكريين اجتماعاً في الساعات المقبلة برئاسة اللواء ابراهيم وحضور مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان. وكانت اللجنة عقدت اجتماعات عدة بالتواصل مع خلية الأزمة برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، لكنها تلتزم الصمت والسرية التامة وفق مصادر أمنية.

وفي سياق آخر، شهدت منطقة البقاع توتراً محدوداً ظهر أمس بعد اعتداء عدد من شبان دير الأحمر على حطّاب من آل جعفر في جرود بلدتهم، تبعه اقدام شبان من بريتال على إقامة حاجز لمدة 10 دقائق قاموا خلاله بالتضييق على أهالي دير الأحمر وعلى الفور سيّر الجيش دوريات في المنطقة وعادت الأمور إلى وضعها الطبيعي.