Site icon IMLebanon

لاريجاني: «داعش» لن تنفذ الى لبنان بري: العلاقة مع السعودية اساس الاستقرار

عبّر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني عن اسف بلاده لـ «عدم موافقة الكثير من القوى الاقليمية على موقف ايران التي دعت الى مقاربة الازمة السورية منذ اندلاعها من خلال اللجوء الى الحلول السياسية، ما ادى الى ان شهدنا كيف ان الازمات استفحلت واشتدت»، معتبراً ان «مع ظهور قوى وحركات ارهابية متطرفة وتكفيرية، لا يمكن الاطراف المعنيين بهذا الامر ان يلملموا الوضع بالسهولة التي نتوقعها»، لكنه عبّر في الوقت نفسه عن سروره «عندما نرى ان الاطراف المنادين بالحل السلمي بدأوا يزدادون اكثر. ونأمل بأن تتاح الفرصة في المرحلة المقبلة لبلورة هذه الافكار السياسية التي من شأنها ان تعمل على حل هذه الازمة».

وكان لاريجاني انتقل من دمشق الى بيروت المحطة الثانية في جولته الاقليمية، والتقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين وألقى محاضرة في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية تحدث فيها عن «علاقة استراتيجية ووثيقة تجمع بين لبنان وإيران».

ووصل المسؤول الايراني يرافقه معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير اللهيان الى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث استقبله ممثلون عن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري وكتلة «الوفاء للمقاومة» وعن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وحركة «امل».

وزار لاريجاني رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه السفير محمد فتحعلي والوفد المرافق، وأفاد المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة بأن البحث تركز على التطورات في لبنان والمنطقة.

وقال بري بعد اللقاء ان «الهجمة التكفيرية تحاول حرق العراق بعد سورية، والهجمة العدوانية الاستيطانية وُئدت في فلسطين وفشلت في لبنان بفضل المقاومة، وتحاول مدّ ايدي أخطبوطها الى الجولان وغيره، وتحاول تهويد فلسطين وقدس أقداسها المسجد المبارك». ورأى ان المحادثات حول ملف ايران النووي «اسست لما يمكن وصفه بمصلحة الجميع من دون استثناء بالسير بخطى ثابتة لتأكيد السلم والامن الاقليميين والدوليين، وهو امر يتجه الى التحقق خلال الاشهر المقبلة».

وقال بري: «مثلكم نلمس ان الحرب الدولية الجوية في العراق وسورية لن تؤدي الى استتباب الامن وأن المطلوب نشر التوعية الايمانية الحقيقية والتنمية في خط موازٍ. وأن الحل في سورية داخلي سياسي وليس جغرافياً، ولن يتحقق مع وجود حدود مفتوحة امام السلاح والمسلحين والتدفقات المالية. وأن الاساس الذي يجب ان يقوم عليه الاستقرار في الشرق ينطلق من اعادة بناء الثقة في العلاقات الايرانية- السعودية على رغم كل ما حصل ويحصل. وأن لبنان برأينا يرتب الجغرافيا البشرية النموذجية لصوغ هذه العلاقة».

وذكر لاريجاني أنه سبق ان سأله في لقاء سابق «عن الخطوة التالية خلال الاشهر الثلاثة المقبلة للرئيس الاميركي باراك اوباما»، فقال: «ازعم ان احداً في الدنيا لا يستطيع معرفة الخطوة المقبلة في الشرق خلال الدقائق الثلاث المقبلة، لأن الشرق محكوم الى السحر لا الى الفكر، ومع احترامي للظروف المكانية والزمانية الراهنة، ارى ان كل خطوة ثابتة تحتاج الى الانطلاق من بناء ثقة الناس بدولهم وبالمستقبل ومن ثبات قوة عملهم وإنتاجهم ومن وضع خطة شاملة لمواجهة الفكر المتطرف والتسييس البغيض وحفظ حقوق الانسان في بلدنا، اما آن الأوان لاكتشاف كذبة الربيع بتحقيق الديموقراطية بالقوة؟ وفي شرق اوسط مع الاسف غير مهيأ لها»، مستذكراً «المفكر الفرنسي وابرك الذي قال في تسعينات القرن الثامن عشر ان الديموقراطية تنمو ببطء وليس من خلال ثورات عنيفة».

لاريجاني: نشاطر بري كلمته

وأشاد لاريجاني ببري وقدم تعازيه بضحايا الطائرة الجزائرية المنكوبة. ونوّه «عالياً» بالمبادرة السياسية الوطنية التي نهض بها الرئيس بري والتي افسح من خلالها المجال للحوار الأخوي البنّاء بين التيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية». وقال: «نعتبر ان هذه المبادرة للحوار الكريم من شأنها ان تفسح المجال امام المزيد من التقريب في وجهات النظر والرؤى بين مختلف القوى والتيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية، وتؤدي الى حلحلة الكثير من المشكلات السياسية القائمة».

وشدد على ان الامر «يخص اللبنانيين، ولا بد للنخب السياسية من ان تجد المخارج اللازمة لهذه المشكلات. ولطالما تحلّت النخب بالوعي والنضج والكفاية التي تؤهلها لإيجاد الحلول الناجعة والمناسبة لكل الازمات التي يمر بها هذا البلد الشقيق، ونعتقد ان القلوب قريبة من بعضها بعضاً والعقول ايضاً، ونشاطر كل النقاط السياسية المهمة التي تفضل بها الرئيس بري وطرحها في كلمته القيمة».

ولفت الى ان البحث تركز مع بري على «الكثير من التطورات السياسية وأبرزها التطورات المتعلقة بالملف النووي السلمي للجمهورية الاسلامية. ووضعناه في اجواء آخر المستجدات المتعلقة بهذا الشأن وتداولنا في مختلف الملفات السياسية المهمة على صعيد المنطقة، وخصوصاً حيال الازمة الخطيرة الناجمة في المنطقة برمّتها بسبب تفشي ظاهرة الارهاب».

وقال: «كل القوى والنخب المؤمنة بفكرة المقاومة والممانعة ينبغي ان تركز في هذه المرحلة على امرين اساسيين، الاول يتعلق بالتصدي للكيان الصهيوني، والثاني بمواجهة ظاهرة الارهاب والتكفير المتفشية للاسف الشديد في هذه المنطقة. ونعتقد ان الامرين وجهان لعملة واحدة، وبطبيعة الحال ينبغي اللجوء الى الاساليب السياسية لمقاربة هذه الامور».

محاضرة

وكان لاريجاني قال في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في حضور رئيسها عدنان السيد حسين وعمداء الكليات: «في اكثر الدول الاسلامية، الحكومة في واد والشعوب في واد. وما حصل خلال السنوات الأخيرة نوع من الوعي لدى الجيل المسلم من الشباب، ولذلك نرى تحركات حية لدى المجتمع الاسلامي، ويا للأسف نرى حكومات تقمع هذه التيارات الاجتماعية».

ورأى ان «أميركا تريد فرض نموذجها على الشعوب، ولكن هذا السلوك غير المبرمج أنتج هزائم لأميركا في افغانستان والعراق».ورأى ان هناك «منظمات فاعلة أكثر من بعض الدول، واليوم نشاهد تيارات فاعلة كتيار «حزب الله» في الشرق الاوسط وحركة «حماس» و «الجهاد الاسلامي»، وتعتبر رمزاً قوياً وصائباًٍ في المقاومة، وهناك تيارات ارهابية مدمرة مثل «داعش»، ويجب عدم اغفال هذه التيارات».

ورداً على اسئلة، رأى «ان انتخاب رئيس للجمهورية مسألة داخلية للبنان، وإيران تدعم ولا تدخر أي جهد في سبيل تأمين الوحدة بين اللبنانيين». وعن الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل»، رأى أن ذلك «مسألة ايجابية»، آملا حصوله «مع كل الفرقاء».

وزار ضريح عماد مغنية وشهداء المقاومة وتفجير السفارة اﻹيرانية.

والتقى لاريجاني في فندق «فينيسيا» وفداً من تحالف القوى والفصائل الفلسطينية.

وختم لاريجاني الزيارة بمؤتمر صحافي أكد فيه «أننا لا نثق ببعض الدول، خصوصاً الولايات المتحدة التي تستعرض بعض المواقف السياسية، وتدعي أنها تقاوم الإرهاب والتطرف لأن الخطوات العملية التي تقوم بها لا تؤيد هذا التوجه».

وعما إذا كانت هناك مبادرة إيرانية في شأن ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، خصوصاً أن الخاطفين يحملون حليف إيران «حزب الله» مسؤولية الخطف ويطلبون انسحابه من سورية، قال: «نعمل دوماً من أجل هذه القضية، لكن تعرفون أي دول تقف وراء هذه الأعمال. نحن نقوم بما يطلب منا لكن الجهد الأساسي ملقى على عاتق الدول التي ساندت هذه المجموعات».

وفي شأن العراق أكد لاريجاني أن «بيننا وبين القوات الأميركية لا يوجد أي توافق على مكافحة الإرهاب لأنها أوجدت ائتلافاً ادعت أنه لمكافحة الإرهاب، لكن لم نجد إلا الكلام الفارغ. نرفض تقسيم العراق، ويجب علينا العمل على وحدة التراب العراقي وإذا حصل في العراق فسيمتد إلى بقية دول المنطقة».

وعن الهبة العسكرية الإيرانية التي أعاد طرحها خلال لقاءاته أمس، مع المسؤولين اللبنانيين، قال: «أشكر نفسية المقاومة التي نلمسها لدى الجيش اللبناني في مواجهته الإرهاب وهذا مكسب كبير. والجيش ينبغي أن يمتلك كل القدرات التي تساعده على المواجهة وعلى الجميع تقديم المؤازرة للجيش الذي يستحق الميدالية الذهبية على هذا الوقوف والتصدي ونجدد استعدادنا الدائم لتقديم هذه المساعدة للجيش اللبناني وهو أمر لا يزال قائماً».

واستبعد لاريجاني بالنسبة إلى قدرات الجيش اللبناني أن يتمكن «داعش» من النفاذ إلى الأراضي اللبنانية. وقال: «الجيش استطاع إبعاد الشبح الداعشي عن لبنان».

وعما إذا كان «حزب الله» خطاً أحمر في لبنان أو في سورية، قال: «ليس هناك من داع لرسم خطوط حمر في مثل هذه اللقاءات الصحافية، تعرفون المصلحة الوطنية العليا، هل تريدون أن تكونوا عبارة عن شعب عزيز وكريم وأبي يحمل أوسمة في مقاومته الكيان الصهيوني أم لا؟».