قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال اللواء وسام الحسن والمؤهل أول أحمد صهيوني: «إن الله يمهل ولا يهمل. ومن قتل وسام الحسن سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، وهذا وعدي، وأقول إن العدالة آتية، ومن قتل وسام الحسن سيدفع الثمن غالياً، وهذا الأمر آخذه على عاتقي وعلى عاتق الدولة وقوى الأمن الداخلي وكل القوى الأمنية».
وكان الحريري شارك في افتتاح جادة اللواء وسام الحسن في منطقة المرفأ، وأكد في كلمة «مواصلة مسيرة اللواء الشهيد التي هي رسالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي قيام الدولة والمؤسسات. ومؤسسة قوى الأمن الداخلي هي من المؤسسات التي يجب دعمها دائماً، لأنها تعمل مباشرة مع المواطن». وقال: «شعبة المعلومات أنجزت الكثير على الصعيد الأمني، إن كان في محاربة التجسس أو مكافحة الإرهاب، ووسام دفع الثمن. من يكرهونه خافوه. لم يتمكنوا من إيقاف عمله فقتلوه. ومن قتل وسام الحسن سيدفع الثمن، وهذا وعدي لأبي حيدر وعائلته الصغيرة، ونحن جميعاً عائلة واحدة، سنكمل هذا المشوار معاً».
وعن المشككين بأن العدالة ستأخذ مجراها، قال: «من المعيب أن يتم الحديث في هذا الموضوع. لكن تأكدوا أن من قتل وسام الحسن سيدفع الثمن غالياً، وسام ابن المؤسسة الأمنية ودمه روى هذه المؤسسة وهذا البلد، فيجب علينا أن نجد قاتليه ونحاكمهم. وهذا الشارع كلما مررنا فيه، سنتذكر وسام».
وكان الحريري شارك قبل الظهر في احتفال أُقيم في الذكرى في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. وغادر بيروت بعد الظهر متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل.
المشنوق: التسوية كانت للشفاء
واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق في الاحتفال المذكور أن «التسوية التي نخوضها مثل العملية الجراحية أوجاعها كثيرة واشتراكاتها أكثر، لكنها تعد بالشفاء والشفاء هنا للدولة».
وأكد أنّ «ثوابتنا بخير ومشروعنا سينتصر لأننا أهل حق ودولة، وأهل الحق في لبنان أكثرية لا غبار عليها». وطمأن إلى أن «قوى الأمن الداخلي بخير على رغم الحصار وشكوى اللواء عماد عثمان، وهي بخير لأنّ ضباطها وأفرادها وعائلاتها ينتمون إلى هذه الدولة وهذا الوطن ولا يتراجعون ولا لحظة عن القيام بواجباتهم أيّاً كانت الظروف».
وحضر الاحتفال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وكبار الضباط، إضافة إلى عائلتي الحسن وصهيوني. وقال المشنوق: «أعترف أنني في الخيارات المفصلية افتقد مشورتَك يا وسام، ووفاءَك للقيم التي عشنا عليها معاً، وتبصّرَك الذي يروّض فيي عصباً زائداً هنا، أو نبرة أعلى مما ينبغي هناك».
وأضاف: «قرّرنا مع سعد الحريري أن نذهب في اتجاه تسوية أعلم أنك ما كنت لتكون إلا في صلبها، تقوم على تحييد لبنان عن الحرائق، وعن التطورات المقبلة الكبيرة على المنطقة. فنحن منذورون للعواصف والتي وإن تأخرت وأغوانا الربيع بين عاصفتين، لكنها دوماً تصل. قررنا بالعقل الحي أن نحمي هذا البلد، في زمن الخيم التي تؤوي شعوباً. خيم في العراق. خيم في سورية وفي اليمن. خيم كثيرة باتت مخيمات اللجوء الفلسطيني أمامها امتيازاً ورفاهية للأسف. وقررنا بالعقل الحي ألا نذهب باللبنانيين إلى مستقبل الخيم الوحيد المتاح كحصيلة للتمادي في رعونة الاشتباك، وأن نربط النزاع من دون ربط الكرامات أو تعليق الثوابت، أو التراجع عما حلمنا به معاً واستشهدت أنت وآخرون في سبيله».
وسأل: «أي إنجاز أن نطيح الدولة التي استشهدت في سبيل حمايتها؟ أي إنجاز أن ندفن الوطن معك؟ ونلف البلاد بالعلم ونمشي خلف جنازتها إلى المثوى الأخير؟ أعرف جوابك، وأنا مطمئن لأنني أعرف».
وحيّا رفاق اللواء الحسن على العملية الأمنية التي قاموا بها بين بيروت وبغداد، قائلاً: «أطمئنك إلى أن رفاقك ورفاق أحمد صهيوني في الشعبة يعملون ليلاً نهاراً بأعلى درجات الاحتراف، وآخر إنجازاتهم ما قاموا به بالأمس من عملية أمنية مميّزة شاركهم فيها الأمن العام اللبناني والمخابرات العراقية، وأدّت إلى تحرير ثلاثة لبنانيين كانوا مخطوفين في بغداد».
وشرح أن «الضباط والأفراد طوال أسبوع كامل، كانوا يقيمون في فندق مع عائلات المخطوفين، وشهدنا مستوىً من الاحتراف لم نعتَد عليه في لبنان، إذ كان المقدّم خالد عليوان ساهراً على هذه العملية طوال سبعة أيام، ليلاً نهاراً، وكان النجاح متألّقاً باعتراف جميع اللبنانيين وكلّ من علم بمستوى هذه العملية».
وقال المشنوق في افتتاح جادّة باسم اللواء الحسن: «نعاهدك أن تكون هناك دولة تحمل ملامحَ صدقِك، ونجاحِك، دولة تليق بوسام الحسن، حيّاً وشهيداً».
واعتبر اللواء عثمان أن الشهيد اللواء الحسن جعل جسده جسراً يعبر عليه طالبو الحرية. وقال: «رجال السياسة كانوا ينظرون إليه كسياسي بارع فاستشاروه». وأكد أن «قوته كانت بتنوّر أفكاره وسعة صدره، كان يؤمن بأن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائه الأوفياء». وسأل: «هل كان الشهيد ليرضى بما يحصل لمؤسستنا، فهو من عليائه يطلب منا إبقاء قوى الأمن بعيداً من التجاذبات والبازارات السياسية».
وقال: «اللواء الحسن الذي عرفه اللبنانيون رجلاً استطاع أن يدخل إلى معادلة كبيرة بقوة تميز بها عن كثيرين… ظنوا أنهم أنزلوا الوسام عن صدورنا لكنهم لم يستطيعوا نزعه من تفكيرنا. ونحن مصممون وسنبقى أوفياء لما آمن به وسأعمل فقط لمصلحة المؤسسة من دون أي حسابات أخرى».
ووصف رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزيف مسلم «الشهيد الحسن بوسام الأمن والقيادة ومكافحة الإرهاب وصار وسام الشهادة».
الحريري يهنئ الخطيب ورفيقيه بتحريرهم
اتصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري برجل الأعمال عماد الخطيب مهنئاً بسلامته وسلامة المواطنين نادر حمادة وجورج بتروني بعد تحريرهم من خاطفيهم في العراق وعودتهم مساء أول من أمس إلى لبنان سالمين.
وشكر الحريري «كل الذين عملوا وساهموا منذ اللحظات الأولى لعملية الخطف المستنكرة، بالقيام بكل ما يلزم لإطلاق سراح المواطنين اللبنانيين الثلاثة». وخص بالشكر «الحكومة العراقية ورئيس جهاز المخابرات العراقي لتعاونهم واهتمامهم لتحرير المواطنين اللبنانيين من خاطفيهم».
كما شكر الحريري «المدير العام لقوى الأمن اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ورئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود وضباط الشعبة على الجهود الحثيثة والعمل الدؤوب لتأمين الإفراج عن المخطوفين بسلام».
وكان المحررون الثلاثة وصلوا إلى مطار رفيق الحريري الدولي ليل أول من أمس، وكان في استقبالهم وزير الداخلية نهاد المشنوق وحشد من الشخصيات وذووهم.
وشكر الخطيب «كل الأجهزة الأمنية اللبنانية وفي شكل خاص المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وكل الذين عملوا على حل هذه القضية». وشكر رئيسي الجمهورية والحكومة.