IMLebanon

لبنان:اجتماع لخلية الأزمة ولقاء إيجابي بين إبراهيم والفليطي

سببت زيارة الشيخ وسام المصري (سلفي من طرابلس قيل إن النصرة كلّفته وسيطاً وعادت ونفت ذلك) ساحة رياض الصلح أمس، حيث يعتصم أهالي العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، آتياً من جرود عرسال- القلمون بعد لقائه ليل الإثنين- الثلثاء قيادة تنظيم «داعش» لـ «نقل مطالبها للإفراج عن العسكريين»، حالَ ضياع لدى الأهالي، الذين طرحوا تساؤلات عدة حول توقيت تلك الزيارة وهدفها بعد طرح «داعش» اسم نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي ليكون وسيطاً بين المسلحين والحكومة اللبنانية، وهو ما زال ينتظر تفويضاً من الحكومة يتيح له التفاوض بصورة مباشرة.

وكانت أسماء الوسطاء لدى «جبهة النصرة» و «داعش» للإفراج عن العسكريين المخطوفين بدأت من الوسيط القطري، السوري الأصل، أحمد الخطيب، إلى الشيخ وسام المصري، مروراً بالشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية».

وعقد اجتماع أمس لخلية الأزمة المكلفة متابعة ملف العسكريين بعيداً من الأضواء برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لتقويم التطورات بشأن الملف بمواكبة اللجنة الأمنية المنبثقة من خلية الأزمة برئاسة اللواء إبراهيم وحضور مدير المخابرات في الجيش العميد إدمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي عماد عثمان. وعلمت «الحياة» من مصادر مواكبة للملف، أن «اللواء إبراهيم اجتمع مع الفليطي وغلب الجو الإيجابي على الاجتماع». ولفتت المصادر إلى أن «الفليطي يتابع الملف عن كثب وبجدية وكان عرض تصوّراً أولياً لحل الملف بالإفراج عن العسكريين ولقي تجاوباً أولياً من «داعش» وتأييداً لدوره من الاطراف التي كانت تعترض على مبدأ المقايضة على رغم عدم تكليفه رسمياً، وهذا ما لمسه الأهالي من خلال جولتهم على قادة الأحزاب السياسية»، وقالت إنه «على ضوء نجاح الفليطي في التفاوض مع تنظيم داعش ستكون له خطوة جديدة إلى الأمام باتجاه النّصرة، إذ إنه لن يقف أمام الشّكليات طالما أن هناك مباركة سياسية من مختلف الأطراف». وسألت المصادر نفسها: «هل هدف المصري إحداث خرق في المفاوضات (الالتفاف على دور الفليطي في الملف) على رغم محدودية اتّصالاته؟».

وقال المصري في مؤتمر صحافي من رياض الصلح: «تم اللقاء مع الجهة المسؤولة عن ملف الأسرى لدى الدولة الإسلامية ووجدتهم غاضبين جداً لتعامل الأطياف السياسية في لبنان مع حزب الله»، ناقلاً عنهم تأكيدهم أن «معركتهم الحقيقية ليست مع الجيش اللبناني وليست مع الحكومة اللبنانية إنما مع الحزب الذي يتدخل في شؤونهم ويقتل أطفالهم ونساءهم، وتوصّلنا إلى مطالب».

وعدد المصري مطالب «داعش»، المتمثّلة بـ «تأمين اللاجئين السوريين من الاعتداءات المتكرّرة من قبل الحزب عليهم في لبنان، وذلك بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من وادي حميد إلى جرد الطفيل إلى عرسال».

أما المطلب الثاني، فهو «تأمين معدات مستشفى طبي معاصر مع مستودع أدوية كامل لعلاج المرضى والجرحى المنكوبين بسبب اعتداءات الحزب»، وثالثاً «إخراج كل النساء المسلمات المعتقلات بسبب الملف السوري، يعني أي أخت معتقلة مسلمة في السجون اللبنانية بسبب تعاطيها بالملف السوري».

وقال: «وصلتني رسالة الآن من الدولة الإسلامية عن وقف قتل العسكريين أو تعرضهم لأي أذى طالما المفاوضات جارية، وأي إخلال بها أو أي إغلاق لحاجز وادي حميد يعرض العسكريين للقتل»، وكذلك «إطلاق سجى (دليمي) وعلا (عقيلي) فوراً لتنفيذ العهد».

أما مسؤول العلاقات العامة في لجنة أهالي العسكريين الشيخ عمر حيدر، فعلّق على ما نقله المصري بالطلب من «الدولة الإسلامية بشفافية، كما كانت تُصدر البيانات التهديدية أو أي بيان بقتل أو احتلال أرض، أن تصدر بياناً رسمياً تسمي فيه اسم الذي تريد أن تفوّضه، إن كان الأستاذ الفليطي أو المصري». وقال: «نريد اسماً، كفانا ضياعاً، إذا كنتم ثلاثة فأمّروا أحدكم… احسموها (النصرة وداعش) معنا، فالأهالي أصبحوا ككرة في ملعب، كل إنسان يريد أن يوجهها باتجاه». وأضاف: «لا يأتين شخص كل يوم ويسمي نفسه وسيطاً من دون أي بيان رسمي. نشجع ونشد على يد كل إنسان يريد حل الملف، لكن بعد تكليف رسمي من الدولة الإسلامية والنصرة، لأننا ضعنا».

وزاد: «ليس لدينا ما نقوله بعد اتصال من الفليطي والدولة الإسلامية ببعض الأهالي، فأنتم قلتم لا نريد هيئة علماء ولا فلان ولا المصري، ولكن أتى لنا الأخير بمطالب»، لافتاً إلى «أننا لم نعد نثق بأحد».