IMLebanon

شعبة المعلومات تكشف قاتل البريطانية وضابط من لندن يتابع القضية في بيروت

 

توصّلت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، إلى معرفة هوية المشتبه به في قتل الموظفة في السفارة البريطانية في بيروت ريبيكا دايكس والقبض عليه، وذلك بعد أقل من 22 ساعة على العثور على جثتها فجر السبت الماضي على أوتوستراد المتن السريع.

وتبيَّن أن مرتكب الجريمة المشبوه هو سائق التاكسي الذي كان أقلّ ريبيكا من منطقة الجمّيزة عند منتصف ليل الجمعة- السبت حيث كانت تتناول العشاء مع رفاقها. وهو لبناني يدعى طارق .ح (مواليد 1988- بيروت) ويعمل في شركة تاكسي «أوبر» التي تعمل عبر نظام الإنترنت. وبعد أن كشف الطبيب الشرعي على الجثة، تم نقلها إلى مستشفى ضهر الباشق.

وكانت دايكس تعمل في السفارة البريطانية مديرة للبرامج والسياسة في إدارة التنمية الدولية وهو منصب تشغله منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. وقالت على إحدى صفحات «لينكد إن» للتواصل الاجتماعي إنها كانت تعمل في السابق في لندن في البرامج الديبلوماسية المرتبطة بالعراق وليبيا.

تفاصيل الجريمة

وفي التفاصيل، وفق ما قال مصدر أمني بارز لـ «الحياة» أن دايكس التي اعتادت أن تطلب تاكسي من الشركة نفسها طلبت من المشتبه به أن يقلّها إلى منزلها الكائن في الأشرفية بعد أن غادر رفاقها كل في طريقه، إلا أنه انتقل بها إلى منطقة بين الدكوانة والنبعة حيث ركن سيارته هناك واعتدى عليها واغتصبها داخل سيارته وخنقها ثم انتقل بها إلى أوتوستراد المتن السريع حيث رمى جثّتها وفرّ.

وقال المصدر الأمني البارز إن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كثّفت من دورياتها وأمسكت بعد أقل من 15 ساعة بعدد من الخيوط التي تؤكد أن الجريمة وقعت لأسباب شخصية، ومنها الاتصالات التي اجرتها مع شركة التاكسي وأدّت إلى التعرف الى هوية القاتل الكاملة وألقت القبض عليه في منطقة بدوي – الأشرفية وكان مختبئاً في مكان تحت الأرض.

واستطاعت شعبة المعلومات ملاحقة سيارة التاكسي من خلال كاميرات مراقبة مثبَّتة. وواصل فريق التحقيق في شعبة المعلومات أمس، تحقيقاته بناء لإشارة النيابة العامة. وتبيّن أن المشتبه به من أصحاب السوابق في تعاطي المخدرات.

 

وكشف المصدر الأمني لـ «الحياة» أن «ضابطاً بريطانياً أمنياً أتى من لندن أول من أمس على رأس وفد لمتابعة الموضوع والتقى رئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود في حضور فريق من السفارة البريطانية لدى بيروت. وأبلغهم «أننا في حال استنفار وسنتوصّل قريباً جداً إلى كشف هويته ولن تنتظروا كثيراً لنبلغكم». وشكر الموفد الأمني الأجهزة الأمنية وشعبة المعلومات على جهودها.

 

واتّصل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تابع الموضوع مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والعقيد حمود، بالسفير البريطاني هيوغو شورتر وقدم له التعازي، فيما اتّصل اللواء عثمان برئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري وأطلعهما على آخر ما توصّلت إليه التحقيقات. وأكد المشنوق لـ «الحياة» أنها جريمة جنائية لا تحمل بصمات سياسية».

 

وزار السفير شورتر اللواء عثمان في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في حضور كبار الضباط، بينهم العقيد حمود. ورافق شورتر ضابط الارتباط البريطاني روب شبرد. وقدم اللواء عثمان لهما التعازي. ووضعهما في «آخر ما آلت إليه التحقيقات بعد إلقاء القبض على مرتكب الجريمة التي تبين أنها جريمة جنائية وليس لها أبعاد سياسية»، وفق بيان صادر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.

 

وشكر السفير شورتر اللواء عثمان على «السرعة القياسية التي تمّ فيها توقيف القاتل»، وجدّد «ثقته بحرفية عمل قوى الأمن الداخلي».

المشنوق: حرفية عالية

 

ووجه المشــنوق تنويهاً خاصاً بـ«الجهود الاستــثنائية التي قامت بها قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات في تحقيق الإنجاز الأمني المميز، من خلال كشف جريمة مقتل الموظفة البريطانية العاملة في سفارة بلدها في لبنان وإلقاء القبض على مرتكب الجريمة في سرعة قياسية».

 

وأشاد بهذا الإنجاز «الذي يثبت مرة جديدة المهنية والحرفية العاليتين اللتين تميزان عمل قوى الأمن الداخلي بقيادة اللواء عثمان وشعبة المعلومات برئاسة العقيد حمود».

 

وأشار إلى أن «مثل هذه الإنجازات من شأنها طمأنة اللبنانيين وإعطاء الدليل على أن الأمن ممسوك، وتعزيز ثقة المراجع الأجنبية بعمل الأجهزة الأمنية وسهرها وحرصها الشديدين على أجواء الاستقرار الأمني الداخلي وعلى سلامة جميع الرعايا المقيمين على الأرض اللبنانية».

 

وكان السفير شورتر أكد أول من أمس أن السفارة بأكملها مصدومة وحزينة بشدة.

 

وقال: «أفكارنا مع عائلة ريبيكا وأصدقائها وزملائها لهذه الخسارة المأسوية ونحن نعمل عن كثب مع السلطات اللبنانية التي تجري التحقيقات اللازمة». وصدر بيان عن العائلة ورد فيه أن «فقدان ريبيكا الحبيية تسبب في دمارنا ونحن نبذل كل ما في وسعنا لفهم ما حدث ونطلب أن تحترم وسائل الإعلام خصوصيتنا».