استهدف ظهر أمس، انفجار هز مدينة صيدا، أحد كوادر حركة «حماس» في لبنان يدعى محمد عمر حمدان (مواليد 1984) و(الملقب «أبو حمزة»). وحصل الانفجار، فيما كان يهم بدخول سيارته المركونة في موقف البناية التي يقطن فيها في محلة البستان الكبير.
وإذ نجا حمدان من الموت، واقتصرت جروحه على إصابات برجله وخضع إلى عملية جراحية في مستشفى حمود في صيدا، أوضح نائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان جهاد طه «أن حمدان هو أحد أعضاء الحركة ويعمل في مكتب مسؤولها السياسي في لبنان أحمد عبد الهادي».
وذكر مصدر أمني أن الانفجار «ناجم عن عبوة وضعت تحت مقعد السائق. وأن زنتها قدرت بنحو 500 غرام من المواد الشديدة الانفجار».
وكانت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه أعلنت في بيان، أن «عبوة ناسفة انفجرت بسيارة من نوع BMW فضية اللون في محلة البستان الكبير- صيدا، ما أدى إلى إصابة صاحبها الفلسطيني محمد حمدان. وفرضت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار لتحديد حجمه وطبيعته».
وكان الانفجار أدى إلى احتراق السيارة المستهدفة نتيجة النيران التي شبت فيها وهرعت الأجهزة الأمنية إلى المكان وسيارات الإطفاء والإسعاف تحسباً لوقوع إصابات. لكن تبين أن حمدان هو المصاب الوحيد في الانفجار على رغم أنه ذكر أن زوجته (دعاء زكي عبدالله عرعراوي) وأحد أبنائه كانا يتبعانه للدخول إلى السيارة. ونقل مراسلون في مكان الحادث عن حمدان قوله للمسعفين لحظة إنقاذه أنه كان يفتح صندوق سيارته حين حصل الانفجار.
وقالت مصادر أمنية أن الأدلة الجنائية كشفت على مكان الحادث وجمعت الشرائط التي صورتها الكاميرات ورادارات في المنطقة لمعرفة ما إذا حصل خرق جوي أو طائرات استطلاع، خصوصاً أن شهود عيان ذكروا أنهم سمعوا صوت خرق جوي وتلاه أكثر من انفجار. واستمعت إلى شهود، إلا أن مصدراً أمنياً لبنانياً قال إنه «لا يتم الأخذ بأقوال الشهود وإنما الموضوع علمي وتقني». وقال المصدر: «إن الخبير الأمني يحاول التأكد ما إذا كانت العبوة ملصقة بمقعد السيارة أم أنها موضوعة مباشرة على الأرض لأنها لم تحدث فجوة وإنما شظايا، كما أن عصف الانفجار كان عمودياً».
وتركزت التحقيقات أيضاً على ما إذا تم التفجير بواسطة «ريموت كونترول» أو نتيجة احتكاك، وعن توقيت ركن حمدان سيارته وما إذا كان يقودها شخص غيره.
وتفقد مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة، مع مدير الفرع في صيدا العميد ممدوح صعب الموقع، للاطلاع على التحقيقات الميدانية التي تجريها الأجهزة الأمنية. كما زار حمادة مستشفى حمود للاطلاع على وضع المصاب.
وحمل نائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان جهاد طه «العدو الإسرائيلي المسؤولية في استهداف حمدان، كذلك فعل عضو المجلس السياسي في الحركة في لبنان أيمن شناعة الذي أكد أن «أي استهداف يواجهنا نوجه الاتهام فيه نحو إسرائيل وننتظر تحقيقات الأجهزة الأمنية اللبنانية».
وأعلنت «حماس» في بيان أن «الانفجار أدّى إلى إصابة حمدان في قدمه وإلى تدمير سيارته وإلحاق الضرر بالمبنى السكني». وكشفت عن أن «المؤشرات الأولية تميل إلى وجود أصابع صهيونية خلف العمل الإجرامي»، لافتةً إلى أن «الأجهزة الأمنية اللبنانية تتابع التحقيق في خلفيات وحيثيات التفجير».
وقال مسؤول «الجماعة الإسلامية» في صيدا بسام حمود إن المكان الذي جرت فيه محاولة اغتيال حمدان سبق أن اغتيل فيه كادران اثنان قبل سنوات من حركة «الجهاد الإسلامي» وكانت الجريمة تحمل بصمات العدو الإسرائيلي.
واستنكر الحزب «التقدمي الاشتراكي» الانفجار معتبراً أنه «عمل إجرامي في سياق ضرب الأمن والاستقرار اللبناني ويتزامن مع محاولات تصفية القضية الفلسطينية».
وحذر من «الأدوات الإسرائيلية التي تعبث بالداخل اللبناني وتحاول النفاذ إلى ضرب حق الشعب الفلسطيني في النضال المشروع من أجل قضيته الشريفة».
ودعا إلى «تكاتف القوى الفلسطينية لإنجاز المصالحة الوطنية والتمسك بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني في إطار استعادة أرضه وعاصمته ودولته المستقلة».
* بهية الحريري: استهداف لأمن صيدا والمطلوب الوحدة ولننتظر جلاء الحقائق
اعتبرت النائب اللبنانية بهية الحريري ان «التفجير الإرهابي الذي هز صيدا أمس، واستهدف القيادي في حركة «حماس» محمد عمر حمدان هو استهداف لأمن المدينة، ولا يمكن الجزم بخلفيته قبل استكمال التحقيقات وجلاء الحقائق».
وإذ دانت التفجير، رأت أنه «يظهر أن هناك من يريد النيل مما حققته المدينة ومنطقتها ومخيماتها باتجاه تثبيت الاستــقرار فيها بالتعاون بين كل مكوناتها ومع الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية ومع الأخوة الفلسطينيين، ورأينا كيف أن المخيمات في المرحلة الأخيرة شهدت نوعاً من الاستقرار وهذا ما كان ليحصل لولا وعي كل القيادات الموجودة فيها».
ولفتت الى أن «الساحة اللبنانية كما الفلسطينية ليسا بمنأى عن اخطار ليس أقلها الخطر الإسرائيلي المستمر وشهدت صيدا في السابق جرائم تفجير مماثلة تبين ان وراءها العدو الإسرائيلي، ما يتطلب منا جميعاً لبنانيين وفلسطينيين في هذه المدينة ومنطقتها ومخيماتها أعلى درجات الوحدة والتضامن والوقوف خلف القوى الأمنية والعسكرية التي لنا كل الثقة بها وبأنها قادرة على حماية الاستقرار والسلم الأهلي من خطر داخلي او خارجي».
وعبرت الحريري عن «تضامنها الكامل مع حركة «حماس» قيادة ومسؤولين»، متمنية الشفاء العاجل للقيادي حمدان.
وكانت الحريري بقيت على تواصل منذ لحظة وقوع التفجير مع كل من رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة وعدد من القادة الأمنيين والعسكريين للاطلاع عن كثب على التطورات المتصلة بهذا الانفجار.