يحيي «تيار المستقبل» اليوم الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وسط مشهد سياسي مختلف عن الأعوام السابقة وخلط أوراق في التحالفات قبل زهاء 3 أشهر من الانتخابات النيابية في 6 أيار (مايو) المقبل، فيما أعلنت إيفانا هيردلشكوفا رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان (ذات الطابع الدولي) المولجة محاكمة المتهمين باغتيال الحريري أن «موت المتهم مصطفى بدر الدين في أيار (مايو) 2016 (القيادي في «حزب الله» الذي قتل في سورية) لا يؤثر في عمل المحكمة وكذلك غياب المتهمين».
وللمناسبة، أكدت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها أمس برئاسة الرئيس سعد الحريري، تمسكها بـ «نهج وخط وتوجهات شهيدنا الكبير وبقية شهداء انتفاضة الاستقلال الرائدة في المنطقة، مع استمرار الإصرار على دعم المحكمة الخاصة بلبنان من أجل كشف الحقيقة وإحقاق العدالة وتكريس مبدأ عدم إفلات المجرمين من العقاب». وشددت الكتلة في بيان على «أهمية ما كافح الرئيس الشهيد في سبيله واستشهد ورفاقه الأبرار من أجله، وهو استقلال لبنان وعروبته وحريته وسيادته الكاملة على أرضه، ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي وتماسك صيغته الفريدة في العيش المشترك الإسلامي- المسيحي، والحفاظ على اتفاق الطائف واستكمال تطبيقه والالتزام بالدستور وأحكام القانون واحترام حقوق الإنسان، وكذلك في العمل على تعزيز علاقات لبنان العربية والدولية واحترامه القوانين والمواثيق الدولية».
وأعلنت الكتلة «دعمها الرئيس سعد الحريري ووقوفها إلى جانبه في الحفاظ على إرث الشهيد رفيق الحريري وفي دفاعه عن حرية لبنان واستقلاله وسيادته وعروبته ونهوضه الاقتصادي والاجتماعي وفي تصديه للاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية».
وأطلق «المستقبل» على نشاطات إحياء الذكرى شعار «للمستقبل عنوان حماية لبنان»، في ضوء استحقاقات سياسية مقبلة على البلد، من تغيير في الاصطفافات السياسية والتحالفات التي انبثقت من التسوية التي عقدها الحريري وأدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية أواخر عام 2016.
كما أن إحياء الذكرى يتم عشية وصول وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إلى بيروت غداً لإجراء محادثات حول الوضع في المنطقة في ظل تطورات دراماتيكية على الصعيد الإقليمي بعد مواجهات الميدان السوري وإسقاط طائرة «أف16» إسرائيلية، وتصاعد القصف الإسرائيلي لمواقع إيرانية وسورية في بلاد الشام، وفي وقت يسعى الحريري إلى تحييد لبنان عن هذا التصعيد على رغم استمرار النزاع على الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل الذي عرضت واشنطن التوسط فيه، داعية إلى معالجة استمرار تدفق السلاح والصواريخ لمصلحة الحزب من إيران عبر سورية إلى قواعده.
ومساء أمس، أكد الحريري الذي يلقي اليوم كلمة في احتفال شعبي وحزبي، قبل استقباله رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط للمناسبة، أن «تيار المستقبل» سيكمل المشوار مع جنبلاط «لأن العلاقة السياسية، والأهم العائلية، بيننا وبينه هي علاقة تاريخية، بدأها رفيق الحريري وسيكملها سعد الحريري إن شاء الله مع وليد بك ومع أخي تيمور». وبحث الزعيمان في التحالفات الانتخابية، وتكلم الحريري عند تسلمه «شعلة الحرية» من عدائين قدموا كما كل سنة، من إقليم الخروب في قضاء الشوف. وقال: «دفعنا جميعاً الثمن الغالي، لأن رفيق الحريري كان يعمل لكل لبنان. صحيح أن البلد مليء بالتناقضات ولكنه أيضاً مليء بالتنوع والحياة. ورفيق الحريري كان يتجاوز التناقضات ويركز على ما يجمع اللبنانيين. في هذه الانتخابات الأمور مختلفة، فكل من يستطيع أن يصوت عليه أن يفعل، ومن لا يصوت يكون فعلياً صوتاً للفريق الآخر. لذلك، علينا جميعاً أن نعمل سوية، ونحن ووليد بك سنكمل المشوار بعضنا مع بعض. صحيح أننا نختلف في بعض المواقف، ولكن هذا هو وليد بك. ورفيق الحريري أحبه منذ أن كان يتفق أو يختلف معه. ونحن سنستمر بهذه العلاقة». وأعطى الحريري بذلك إشارة إلى ثبات تحالفه الانتخابي مع جنبلاط في وقت ما زالت تحالفاته مع قوى أخرى مفترضة معلّقةً، ومنها التحالف مع «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية».