IMLebanon

الحريري ينتقد «المزايدين»: لا أبيع العرب بضاعة مغشوشة

 

 

حفلت الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري برسائل في اتجاهات عدة وجهها أمس، زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في مهرجان أقامه التيار للمناسبة التي تميزت باحتضان شعبي وسياسي واسع شكل رافعة للانتخابات النيابية التي رأى ان «المواجهة الحقيقية» خلالها هي «بين المستقبل وحزب الله». ولم يفت الحريري الرد على ما وصفه بـ»الإبداع الفكري للمزايدين»، مؤكداً ان «قرار النأي بالنفس من عناوين التحدي»، وان «من يوقّع قراراً تتخذه الدولة عليه احترام هذا القرار»، مشدداً على أن الدولة تقيم» أفضل العلاقات مع الدول العربية وترفض أي إساءة لها».

 

وأتت رسائل الحريري عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بيروت اليوم، والتي قالت مصادر رسمية لـ «الحياة» إن كبار المسؤولين سيبلغونه خلالها تحفظهم عن العرض الأميركي بحل الخلاف مع إسرائيل على الحدود البحرية الجنوبية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، والقاضي باقتسام الـ860 كيلومتراً مربعاً التي تدعي ملكيتها، ليحصل لبنان على 60 في المئة منها والبقية لإسرائيل، على أن يطلب من واشنطن الاستمرار في وساطتها، علماً أن مساعد تيلرسون دافيد ساترفيلد كان قال إن الوساطة لن تستمر إذا لم يقبل لبنان العرض.

 

وحرص الحريري على إعطاء المناسبة بعداً فلسطينياً، فدعا الحضور الذين غصت بهم قاعة الاحتفال وخارجها، إلى الوقوف «دقيقة تضامن تصفيقاً للقدس وصمود شعب فلسطين». وخاطب والده الراحل بلغة عاطفية، معدداً بعض محطات السنوات، لا سيما حروب المنطقة. وقال: «من يخرِّج ٤٠ ألف طالب جامعي مستحيل أن يرضى بتخريج ميليشيات مسلّحة».

 

وشدد الحريري على أن «عدالة المحكمة الدولية آتية، لأنها مفتاح الحقيقة»، في وقت كان المدعي في المحكمة في لاهاي نورمان فاريل يقول أمام صحافيين لبنانيين: «نأخذ في الاعتبار أي أدلة قد تتصل باغتيال الحريري بما فيها الاغتيالات في سورية».

 

كما خاطب الحريري جمهوره، الذي هتف بحياته مراراً، قائلاً: «إنكم جيش الاعتدال الذي حمى لبنان من السقوط في مستنقع الفتن والتطرف، وحماية الوطن عندكم أنبل من أي مشاركة في حروب الآخرين».

 

وأضاف: «هناك من يعزف يومياً لحن المزايدة على تيار المستقبل. وليعلم الجميع، أنني أرفض رفضاً قاطعاً، قيادة هذا الجمهور الوفي النبيل إلى الهاوية، أو إلى أي صراع أهلي… ولن أبيع الأشقاء العرب بضاعةً سياسيةً لبنانيةً مغشوشة. وسأخوض معكم التحدي ولن أسلِّمَ بخروج لبنان عن محيطه العربي، ولا بدخول لبنان في محرقة الحروب العربية».

 

وقال إن «المزايدين روجوا لفكرة أن الانتخابات ستسفر عن مجلس نيابي يتولى تشريع سلاح الحزب»، مشيراً إلى «أشخاص كانوا في عِداد الأصدقاء، لكنهم ضلَّوا سبيل الصداقة، إلى دروب البحث عن أدوارٍ في الداخل والخارج، وتسطير المواقف والتقارير ضد سعد الحريري والمستقبل».

 

 

وتابع: «من يزايدون علينا ويراهنون على شعور الغضب، هؤلاء يعرفون أنفسهم، أن أكبر ما يمكنهم أن يحققوه هو أن يقسّمونا، ويضعفوا صوتنا لمصلحة طرف واحد وحيد: حزب الله. هؤلاء هم أصلاً من يعملون فعلياً عند حزب الله».

 

وأكد الحريري أن «اتفاق الطائف خط أحمر. لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل. وهو ليس إطاراً لأي ثنائيات أو ثلاثيات أو رباعيات. وانتهى زمن الوصايات… و١٤ آذار 2005 علامة فارقة لن تمحى من تاريخ البلد».

 

وحدد 11 ثابتة «لا يمكن أن نتخلى عنها تحت أي ظرف» سيخوض «المستقبل» الانتخابات على أساسها، أبرزها الحوار في مقاربة الخلافات، اعتبار أحكام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملزمة للسلطات اللبنانية بملاحقة المتهمين وتوقيفهم، حصرية السلاح بيد الدولة، التزام القرارات الدولية، لاسيما القرار ١٧٠١.

 

وفي مقاطع تعبوية لجمهوره بعد تعداده ما حققته الحكومة، تناول الحريري ما يقوله خصومه من أن «تيار المستقبل سيكون الخاسر الأكبر في الانتخابات لأن ليس معه المال»، فقال: «هذه أكبر إهانة لكم، أن ناخبي تيار المستقبل ورفيق الحريري أصواتهم تُباع وتُشرى. قبلنا التحدي. نحن ليس لدينا مال للانتخابات ونحن تيار يرفض أي تحالف مع حزب الله. جيد؟». وأعلن عن خوضها «بلوائح للمستقبل وبمرشحين من كل الطوائف وجمهور رفيق الحريري في كل لبنان، وسيريكم أن أصواتهم لا تُباع ولا تُشرى، لا بالمال ولا بالبهورة ولا بالمزايدات».