خرج أمس الممثل المسرحي اللبناني زياد عيتاني إلى الحرية بعدما برأته المحكمة العسكرية بقرار من قاضي التحقيق العسكري الأول القاضي رياض أبو غيدا، من ملف «فبرك» له بشبهة التعامل مع إسرائيل، أمضى بموجبه مئة وعشرة أيام موقوفاً. وترافق إطلاقه مع إصدار أبو غيدا مذكرة توقيف وجاهية في حق المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج بتهمة فبركة ملف عيتاني، على رغم أنها أصرّت على نفي التهمة وأنكرت كل اعترافات «المقرصن» إيلي غبش الذي أصر على أنها هي التي طلبت منه فبركة الملف. وقد أوقف الأخير وجاهياً فيما نقِلت الحاج إلى مركز توقيفها في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، أخلى سبيل عيتاني من دون كفالة مالية، تأكيداً لبراءته من شبهة التعامل مع إسرائيل، وتولى محامياه صليبا الحاج ورامي عيتاني مرافقته من مقر توقيفه رهن التحقيق لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بعدما أمضى موقوفاً على ذمة التحقيق نحو أسبوعين بقرار من النيابة العامة التمييزية التي أمرت بنقل ملف التحقيق من المديرية العامة لأمن الدولة إلى «المعلومات» بعدما أوقفته الأولى ثلاثة أشهر تعرض خلالها للتعذيب، كما صرح الى الصحافيين فور خروجه من المديرية العامة لقوى الأمن متوجهاً برفقة محاميه إلى «بيت الوسط» للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري، ثم انتقل إلى منزله في الطريق الجديدة.
وكان اللقاء بين الحريري وعيتاني مؤثراً جداً، خصوصاً عند حضور والدته لرؤيته للمرة الأولى منذ توقيفه، ومبادرته إلى تقبيل يديها ومعانقتها، فيما شدد الحريري على «إحقاق الحق». وقال: «حصل ظلم، لكن الدولة وأجهزتها عملت على إحقاق الحق، ويمكن أن يكون هناك جهاز وصلته معلومات متلاعب بها، لكنه قام بعمله وواجبه، إلا أن القضاء اشتغل أكثر وحقق ما يجب أن يحصل وجلّ مَن لا يخطئ».
ورد عيتاني: «أنت يا دولة الرئيس من وعدت ووفيت بوعدك، وإلا لكنت أمضيت مدة طويلة في السجن وأنا مظلوم وكل ما نسب إليّ كان ملفقاً ولا علم لي به».
وغادر عيتاني «بيت الوسط» متوجهاً إلى منزله وسط مواكبة من رابطة آل عيتاني ومئات انتظروه هناك.
وأقيم له احتفال كبير وسط مظاهر فرح عمّت معظم شوارع بيروت. وأجمع الذين رحبوا به، على خروجه بريئاً، وقالوا له: «نحن لم نشك يوماً في براءتك من التهم المفبركة لك، فأنت عروبي ووطني وتنتمي إلى عائلة بيروتية عريقة معروفة بخطها الوطني».
ورد عيتاني مؤكداً أن القضاء «سيكشف ماذا حصل معي في الدقائق الأولى من توقيفي وتعرضي للتعذيب يوم الأحد في 26 تشرين الثاني (نوفمبر)».
وامتد الاحتفال ببراءة عيتاني ساعات، واستقبل خلالها الألوف من المهنئين الذين تدافعوا لتقبيله. وحضر مهنئاً وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان عيتاني خصه بالشكر منوهاً بدوره في كشف الحقيقة.