توالى أمس، إعلان اللوائح الانتخابية في أكثر من منطقة لبنانية، في وقت فاجأ الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني المرشح إلى الانتخابات عن دائرة «بعلبك الهرمل» زملاءه المرشحين على لائحة كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلها مساء أول من أمس، بإعلان انسحابه ليلاً من السباق الانتخابي على رغم حل إشكالات لوجيستية كان يشكو منها، وتم إبلاغ هؤلاء بانسحابه بالمراسلة.
ولا يزال إعلان اللائحة الائتلافية عن دائرة «الشوف – عاليه» المدعومة من «التيار الوطني الحر» والحزبين «الديموقراطي اللبناني» و «السوري القومي الاجتماعي»، عالقاً على نتائج المفاوضات الجارية بين الوزير طلال أرسلان وقيادة «القومي» التي تربط انضمام مرشحها الماروني سمير عون إلى اللائحة بتجاوب أرسلان مع طلبها سحب ترشيحه وسام شروف عن المقعد الدرزي عن قضاءي حاصبيا ومرجعيون، بذريعة أنه يحجب عن مرشحه النائب أسعد حردان الأصوات التفضيلية، في الوقت الذي سيجير «القومي» أصوات محازبيه ومؤيديه لمصلحة اللائحة الائتلافية في «الشوف- عاليه».
وعلمت «الحياة» من مصادر مواكبة اللقاءات التي تعقد حالياً بين قيادات «التيار الوطني» و «الديموقراطي اللبناني» و «القومي» لوضع اللمسات الأخيرة على أسماء المرشحين للائحة الائتلافية في «الشوف- عاليه»، أن ما تردد عن انسحاب عون من اللائحة ليس رسمياً، وأن القرار النهائي في شأن ترشحه يتوقف على تجاوب أرسلان بسحب مرشحه شروف عن دائرة «مرجعيون حاصبيا».
ولفتت المصادر نفسها إلى أن مصير ترشح القيادي في «القومي» حسام العسرواي عن أحد المقعدين الدرزيين في عاليه ينسحب على الموقف النهائي لأرسلان. وقالت إن الأخير كان وراء تعذر التفاهم على خوض الانتخابات في الشوف وعاليه على لائحة واحدة تضم «التيار الوطني» وأحزاب «قوى 8 آذار» وتعزو السبب إلى إصراره على عدم التعاون مع رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب. وأكدت أن عدم خوض الانتخابات على لائحة واحدة كان وراء تغييب البرامج السياسية لبعض القوى المنتمية إلى «8 آذار» وحلفائها لمصلحة أنه يعطي الأولوية لضمان حصوله على مزيد من المقاعد ولو على حساب البرنامج السياسي.
وكشفت أن المشرف على إدارة الملف الانتخابي في «حزب الله» نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، لم ينجح في إقناع أرسلان بطي صفحة خلافه مع وهاب، وقالت إن موقفه شكل إحراجاً لـ «القومي» الذي كان يفضل أن تتوحد «8 آذار» في لائحة واحدة.
لذلك، رأت المصادر عينها أن الوقت لم يعد يسمح بتمديد المشاورات، وأن هناك ضرورة لحسم الخلاف في الساعات المقبلة من أجل تسجيل اللائحة لدى وزارة الداخلية، لأن آخر مهلة للتسجيل تنتهي منتصف ليل اليوم الإثنين.
وكان أعلن في محلة الجميزة أول من امس، عن لائحة «بيروت الأولى» المدعومة من حزبي «الكتائب اللبنانية» و «القوات اللبنانية» والوزير ميشال فرعون، وتضم إلى فرعون، النائب نديم الجميل، عماد واكيم، رياض عاقل، جان طالوزيان، ألين كولونسيان، كارول بابيكيان وأفيديس داكسيان.
وأكد فرعون في كلمته أن «لائحتنا سيادية، وستكون شرسة عند إهانة كرامة بيروت، ونحن عصب الأشرفية»، فيما اعتبر النائب الجميل أنه «لا يحق لنا أن نيأس أو نتعب وأن نستسلم ليبقى لبنان، وسنحمي ثوابت الاستقلال، وما حدا رح يستوطي حيطنا، والأشرفية تركع لله فقط ولن تركع لحزب الله، لتبقى بيروت تشبهكم».
جبل لبنان
وأعلن الوزير السابق وئام وهاب من بلدته الجاهلية أمس، لائحة «الوحدة الوطنية» الانتخابية عن دائرة جبل لبنان الرابعة، والمدعومة من «حزب الله» -وفق قول وهاب – ومن سرايا المقاومة وربما من الحزب السوري القومي الاجتماعي. وتضم عن قضاء عاليه: خالد عادل خداج (درزي)، سهيل خليل بجاني (ماروني)، شفيق رضوان (درزي)، وليد خيرالله (روم أرثوذوكس)، وتُرك مقعد ماروني شاغر فيها. وتضم اللائحة عن الشوف: الياس البراج (سني)، أسعد أبو جودة (ماروني)، زاهر أنور الخطيب (سني)، زياد شويري (ماروني)، سليمان أبو رجيلي (كاثوليكي) ووئام وهاب (درزي). وجرى ترك مقعدين شاغرين فيها، ماروني ودرزي.
وأعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أسماء مرشحي «لائحة الأمل والوفاء» في دائرة الجنوب الثالثة، وتضم 11 مرشحاً عن 3 أقضية في محافظة النبطية. وهم عن دائرة النبطية: محمد رعد، وهاني قبيسي وياسين جابر. وعن دائرة مرجعيون وحاصبيا: علي فياض، علي حسن خليل، قاسم هاشم، أنور الخليل وأسعد حردان. وعن دائرة بنت جبيل: حسن فضل الله، أيوب حميد وعلي بزي.
وقال رعد إن «أعضاء اللائحة سيلتزمون العمل الوطني السياسي والنيابي في إطار البرنامج الانتخابي لـ «حزب الله» وحركة «أمل»، وهو إطار يتقاطع معه البرنامج الانتخابي للأحزاب الوطنية الحليفة لا سيما الحزب السوري القومي».
الحريري وسلام
وفي المواقف الانتخابية، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري المرشح عن دائرة بيروت الثانية في لقاء بيروتي «أن لبنان لا يقوم إلا على الحوار». ورأى أن «بيروت اليوم غاضبة لأنها ترى أن هناك من يحاول وضع يده عليها. وبيروت ليست نائمة، بل صبورة، وكلما زاد عدد المقترعين اضمحلت حظوظ اللوائح الأخرى».
ودعا الرئيس السابق للحكومة تمام سلام المرشح عن دائرة بيروت الثانية ضمن لائحة «المستقبل»، أبناء بيروت في لقاء مماثل إلى «الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لتثبيت الخيارات الوطنية التي يريدونها لبلدهم في المرحلة المقبلة».
وأسف «لتقسيم بيروت في القانون الجديد إلى دائرتين ترتديان طابعاً طائفياً واضحاً». وقال: «يوم الانتخاب هو يوم امتحان لأبناء بيروت الذين عليهم أن يثبتوا للجميع أنهم لن يسلموا قرار مدينتهم إلا لمن يريدون مصلحتها، ولا نريد إلغاء أحد أو مصادرة حرية أحد، لكن لنذهب إلى صناديق الاقتراع بكثافة برسالة مدوية للأقربين والأبعدين بأن بيروت لم ولن تضيع بوصلتها الوطنية».
الحسيني
ورد الرئيس الحسيني سبب انسحابه من المعركة الانتخابية إلى «أن هذه الانتخابات تقوم على التحكم بتمثيلكم وعلى تغييب الرقابة الجدية على عمليتها والحكم الصالح الفاعل في إجرائها وفي تصحيح نتائجها، ومن قبل على ما انطوى عليه قانونها من تشويه النظام النسبي والفرز والضم في دوائرها، بخلاف ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والدستور من بعدها، وتشريع الرشوة لمن اعتاد ممارستها».
ورأى أن «هذه الانتخابات استنسابية، وللتصديق على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية».
كما أعلن المرشح عن المقعد السني في دائرة «بعلبك الهرمل» مازن الرفاعي عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية «في ظل الصراعات الطائفية والعصبية، لأمارس قناعاتي بحرية ولأكمل ما بدأت للحفاظ على مدينتي بعلبك».