Site icon IMLebanon

لبنان يتحسب لموجة انتحاريين وطرابلس تتجاوز التفجيرين

استفاق لبنان أمس على هول الصدمة التي أصيبت بها منطقة جبل محسن ذات الأكثرية العلوية في مدينة طرابلس الشمالية، بسقوط 9 شهداء وأكثر من 36 جريحاً نتيجة التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذه شابان من منطقة المنكوبين الطرابلسية المجاورة في مقهيين شعبيين ليل أول من أمس، بينما نجحت ردود الفعل من أهالي وقيادات طرابلس السنية، المستنكرة للعمل الإرهابي في استيعاب أي ردود فعل مذهبية، كان أحد أهداف العملية الإرهابية استدراج بعضهم اليها، خصوصاً ان «جبهة النصرة» تبنتها، فيما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق أثناء تفقده مكان الانفجار وتعزيته بالشهداء، ان «المعلومات المبدئية» هي أن تنظيم «داعش» وراء عملية التفجير.

وشيّع أهالي جبل محسن الشهداء التسعة ضحايا التفجيرين الانتحاريين اللذين تبين ان من نفذهما شابان من حي المنكوبين المجاور في طرابلس، بمشاركة وفود من المدينة ولفت نعوش الشهداء بالعلم اللبناني في وقت أجمعت مواقف القيادات اللبنانية الرسمية والسياسية قاطبة على الدعوة الى التضامن والوحدة ومواجهة الإرهاب، في ظل مخاوف من دخول لبنان مرحلة جديدة من التفجيرات الانتحارية التي كان شهد موجة منها قبل أكثر من سنة، تراجعت نتيجة تمكن الأجهزة الأمنية اللبنانية من إحباط الكثير منها وتوقيف خلايا نائمة خلال السنة الماضية. (المزيد)

وقالت مصادر أمنية رفيعة لـ «الحياة» ان المعلومات التي لدى الأجهزة الأمنية عن إمكان قيام بعض الانتحاريين بعمليات هي التي عززت هذه المخاوف وإن اكتشاف هوية انتحاريي أول من أمس في جبل محسن وهما سمير الخيّال وبلال محمد المرعيان (بيان الجيش) دفع الى تكثيف التحقيقات لمعرفة صلاتهما وتاريخهما، بعد أن تم التأكد أنهما جزء من مجموعة كانت الأجهزة الأمنية رصدت اختفاءها منذ أشهر بشبهة انتقال بعض عناصرها الى العراق أو الى سورية، إما للتدريب أو للمشاركة في القتال، مع «داعش». وترددت معلومات في هذا السياق أنه كانت صدرت مذكرة بحث وتحر بحق الانتحاريين الخيّال ومرعيان (الملقب أبو ابراهيم) قبل أشهر من ضمن لائحة أسماء اختفى أصحابها عن الأنظار، وتأكد الأمر بعد ان استمع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي قسم مخابرات الجيش الى والد الخيال الذي كان قال في التحقيقات معه أنه سبق أن تقدم بإخبار عن اختفاء ابنه في أحد مخافر طرابلس قبل 3 أشهر. وهو أودع لاحقاً لدى مخابرات الجيش كذلك شقيق الانتحاري الثاني المرعيان، وموقوف ثالث للتحقيق معهم حول ما يعرفون عن علاقاتهما. كما ان فرع المعلومات أوقف 4 أشخاص هم من أصدقاء الانتحاريين للتدقيق في هوية أشخاص كانا على صلة بهم.

وإذ أصدرت عائلتا الانتحاريين بيانات تتبرأ منهما وتستنكر عملهما وترفض التعرض لأهالي جبل محسن، فإن نواب المدينة دعوا بعد اجتماعهم في منزل النائب سمير الجسر أكدوا أن «لا أمن سوى الذي توفره الدولة وأهل السنة يرفضون منطق الثأر لأنه من موروثات الجاهلية». وكانت «النصرة» في حسابها على «تويتر» ادعت تبني العملية ذاكرة اسم الخيّال على أنه كيال، ما دفع للتشكيك ببيانها الذي أشار الى أن العملية «ثأراً لأهل السنّة في سورية ولبنان».

وقال الوزير المشنوق ان المرحلة المقبلة صعبة، وأن الانتحاريين قد يكونان على علاقة بالإرهابي الذي قتل في انفجار فندق دي روي. وذكرت معلومات لـ «الحياة» ان الحسن الذي لوحق وقتل في طرابلس والذي كان مكلفاً تزويد الانتحاريين الذين ترسلهم «داعش» بالأحزمة الناسفة، ورد اسمه في التحريات عن لائحة الشبان الذي اختفوا قبل أشهر وبينهم شاب قتل في العراق وآخر فجر نفسه في إحدى العمليات في سورية. كما ان التحريات تجري عن كيفية عودة الانتحاريين اللذين نفذا عملية أول من أمس الى لبنان.

ورأى رئيس الحكومة تمام سلام ان الجريمة محاولة جديدة لزرع الفتنة في طرابلس وإعادتها الى أجواء الفوضى التي طالما عانت منها. وقال ان ما حصل تحدٍ للدولة وقواها الأمنية ولن يرهب الطرابلسيين واللبنانيين ولن تضعف عزيمة الدولة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وكل أشكال الخروج على القانون… وركزت مواقف الاستنكار، لا سيما من زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري على وقوف اللبنانيين وراء الجيش والقوى الأمنية لحفظ الأمن. ودعا غير زعيم سياسي الى تجاوز الخلافات المذهبية والسياسية وعلى كفاءة الأجهزة الأمنية. وإذ شدد القادة الروحيون والمشايخ على الوحدة والعيش المشترك دعا «المجلس الإسلامي العلوي» أهل جبل محسن الى «أقصى درجات ضبط النفس وتفويت فرصة إشعال الفتنة التي يريدها الإرهابيون. وأعرب «الحزب العربي الديموقراطي» النافذ في جبل محسن عن ارتياحه لردود الفعل الطرابلسية وأكد أن الجيش هو الذي يحفظ أمن الجميع.