باريس – رندة تقي الدين
أنهى ولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان زيارته الرسمية لفرنسا حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون الذي أعلن عن زيارة للسعودية نهاية السنة.
ووصل الأمير محمد بن سلمان مساء أمس إلى إسبانيا، المحطة الثالثة في جولته التي كان بدأها بزيارة للولايات المتحدة.
وصدر بيان فرنسي- سعودي مشترك يؤكد أن هدف البلدين هو تحقيق السلام والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، ويشدد على أن السعودية وفرنسا جعلتا مكافحة الإرهاب أولوية، بتركيز خاص على مواجهة التطرف، وستعملان لإنجاح مؤتمر باريس لمكافحة الإرهاب المقرر عقده في ٢٥ و٢٦ الجاري. وبالنسبة إلى القضايا الإقليمية والدولية، حظي الوضع في الغوطة الشرقية باهتمام بالغ، بما في ذلك التقارير الأخيرة عن استخدام الأسلحة الكيماوية. وأفاد البيان المشترك بأن الجانبين متفقان على أهمية محاسبة المتورطين في هذه الهجمات. وأكدا أن حل الأزمة السورية لا بد أن يكون بناء على حل سياسي يعتمد على «جنيف ١» وقراري مجلس الأمن ٢٠١٥ و٢٢٥٤.
وعلمت «الحياة» أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يأمل بإقناع الجانب الروسي بأنه ينبغي خروج الإيرانيين من سورية طالما يبدو أن الرئيس بشار الأسد باقٍ لفترة. وقال مصدر إن باريس ترى أن روسيا غير عازمة الآن على إخراج الإيرانيين، خصوصاً أن لديهم قوات من «حزب الله» ومن إيران تقاتل في سورية إلى جانب النظام لحمايته، و «خروجها سيعني نهاية الأسد». وترى الأوساط المطلعة أن من الصعب إقناع الروس الآن بإخراجها.
وأعرب ولي العهد في مؤتمره الصحافي مع الرئيس ماكرون أول من أمس وفي المحادثات، عن تضامن مع الحلفاء إذا قرروا معاقبة النظام السوري لاستخدامه السلاح الكيماوي.
ودان الجانبان الهجمات الصاروخية الباليستية التي شنتها الميليشيات الحوثية على السعودية، وشددا على ضرورة امتثال الدول التي تزود هذه الميليشيات أسلحة وصواريخ باليستية لقرارات الأمم المتحدة، وأيدا جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. واتفق الجانبان على ضرورة منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن ولي العهد السعودي غير مقتنع بأن الاتفاق النووي مع إيران يصلح لمنعها من تطوير برنامجها، طارحاً سؤال ماذا بعد ٢٠٠٥، في حين يخشى ماكرون إنهاء الاتفاق وتطوير إيران بسرعة السلاح النووي.
وأكد البلدان التزامهما استقرار لبنان ووحدته وسيادته، وشددا على ضرورة تقيد جميع الأطراف اللبنانية بالتزامها مبدأ النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية.
وذكر مصدر فرنسي مطلع على المحادثات أن ماكرون عقد اجتماعاً ثلاثياً مطولاً بعد العشاء مع ولي العهد ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. وكانت المحادثات السعودية- الفرنسية تناولت لبنان، وعُلم أن الجانب السعودي ما زال يرى أن لـ «حزب الله» دوراً كبيراً ومهيمناً في لبنان وأنه غير ملتزم النأي بالنفس، وأن على الحريري أن يبذل جهوداً أكبر لجهة التزام الجميع وتقليص دور «حزب الله» في البلد.