Site icon IMLebanon

ترامب يضفي غموضاً على «ساعة الصفر» … وروسيا تسحب بوارج من طرطوس 

 

أضفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضبابية أمس على توقيت الضربة المحتملة، التي كان توعد بتوجيهها في حق النظام السوري على خلفية اتهامه بـ «هجوم الكيماوي ضد مدينة دوما». لكن تقارير تحدثت عن مغادرة بوارج روسية قاعدة طرطوس البحرية عززت من توقعات باقتراب «ساعة الصفر»، كما رجحت «ضربة واسعة لا تكتفي بمنشئات النظام العسكرية». وأكد الكرملين وجود قناة اتصال بين العسكريين الروس والأميركيين في شأن عمليات الجيشين في سورية «ناشطة» تهدف إلى تفادي الحوادث في الوقت الحالي، على وقع استمرار السجال بين موسكو من جانب وواشنطن عواصم أوروبية ذات الوزن في شأن التدخل العسكري.

وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في شأن التطورات الأخيرة في سورية، وذلك غداة محادثات هاتفية أجراها أردوغان وترامب تبادلا خلالها الآراء حول مستجدات سورية.

وبعد استنفار عسكري حول سورية بلغ ذروته، الأربعاء، مع تهديدات ترامب، بـ «صواريخ ذكية ولطيفة»، عمد الرجل إلى إثارة الغموض حول موعد تنفيذ تهديداته، عندما عاد للتغريد على تويتر مؤكداً إنه «لم يتحدث قط عن موعد الهجوم». وقال ترامب إن الهجوم على سورية «قد يكون قريباً جداً أو بعيداً». كما طالب بـ «شكر أميركا لأنها تطهر المنطقة من تنظيم داعش». لكن مدير وكالة الاستخبارات المركزية، المرشح لمنصب وزير خارجية أميركا مايك بومبيو، كان أكثر حدة، وشدد على أن عهد سياسة بلاده «الناعمة» تجاه روسيا «انتهى لكن الدبلوماسية ستستمر»، بل أنه توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «قائمة إجراءات طويلة تهدف إلى جعله يدفع الثمن غالياً».

وتلقفت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تغريدة ترامب، وعلقت عليها قائلة: «ببساطة لم ينته الجميع بعد من توجيه الشكر لأميركا على العراق الذي كانت نتيجة التدخل فيه ظهور داعش».

ودعت الخارجية الروسية المجتمع الدولي إلى «التفكير في عواقب الاتهامات والتهديدات التي توجهها إلى دمشق، وفي تداعيات العمل العسكري المحتمل». وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي، إن «واشنطن مستمرة في إطلاق التصريحات بنبرة الحرب، التي تهدد بتصعيد خطير للغاية، ولا توجه اتهاماتها إلى دمشق فحسب، بل تصدرها إلى روسيا أيضاً، التي تدعم نظام الأسد وبالتالي تتقاسم المسؤولية معه عن جرائمه على حد الزعم (الأميركي)». وزادت: «على أعلى مستوى، بدأ رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا بالتهديد برد فعل قاسي، باستخدام القوة. أود أن أشير إلى أن التهديد باستخدام القوة ضد دولة عضو في الأمم المتحدة هو انتهاك صارخ لميثاق هذه المنظمة. وأعلنت أن موسكو تؤيد «إجراء تحقيق فوري في التقارير حول الهجوم الكيميائي». وأشارت إلى أن العسكريين الروس، بالتنسيق مع الحكومة السورية، على استعداد لتوفير ظروف عمل آمنة للخبراء على الأرض.

وأكد الناطق باسم الكرملين أن روسيا ترى أنه من الضروري تفادي أية خطوات من شأنها مفاقمة التوتر، مشيراً إلى إن بلاده تراقب عن كثب «التصريحات ذات الشأن، الصادرة من واشنطن». وزاد: «قناة الاتصال بين عسكريي أميركا وروسيا في سورية لم تنقطع وهو نشط من كلا الطرفين»، فيما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب فلاديمير شامانوف قوله إن «سفنا روسية غادرت قاعدة طرطوس البحرية» المطلة على البحر المتوسط، عازياً الإجراء «الحرص على سلامتها»، مضيفاً أن هذا «إجراء عادي» عند وجود تهديدات بشن هجوم.

وكانت صور التقطها قمر صناعي ونشرتها شركة إيماج ستالايت أنترناشيونال، أظهرت إخلاء البحرية الروسية قاعدة طرطوس. وأشارت إلى أن الصورة الملتقطة الأربعاء تكشف خلو طرطوس من السفن الحربية التي كانت تتواجد في مينائها سابقاً، وبينها فرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش»، المزودة بصواريخ «كاليبر» المجنحة، وسفينة إنزال «روبوخا» وناقلة «المهندس تروبين».

من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ الخميس إن المسؤولين عن الهجوم بغاز سام في سورية يجب أن يحاسبوا، وحث دمشق على السماح بوصول الدعم الطبي والمراقبين إلى الموقع.

وأضاف «ندين بأقوى العبارات استخدام الأسلحة الكيماوية… ندعو النظام السوري وداعميه للسماح بوصول المساعدات الطبية الدولية والمراقبين الدوليين بشكل كامل ودون عوائق». وتابع: «يجب محاسبة المسؤولين (عن الهجوم)».

وفي أول تعليق له على احتمالات الضربة الأميركية، اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد، إن أي تحركات محتملة ضد بلاده «لن تساهم إلا في زعزعة الاستقرار في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يهدد السلم والأمن الدوليين». وقال الأسد على هامش لقائه مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الخميس، إنه «مع كل انتصار يتحقق في الميدان تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث».

من جانبه أعرب الرئيس التركي عن قلقه إزاء «المنازلة» الجارية في سورية بين القوى الكبرى. وقال أردوغان في كلمة متلفزة في أنقرة: «إننا قلقون للغاية لرؤية بعض الدول الواثقة من قوتها العسكرية تحول سورية إلى ميدان للمنازلة».